الوطن
الفصل في مستقبلي السياسي لازلت لم أتخذه بعد
الأمين العام الأسبق للأفالان عبد العزيز بلخادم لـ"الرائد":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 جانفي 2014
- إذا ترشح بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة فأنا غير معني بأي انتخابات
جدد الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، في تصريح له لـ"الرائد"، أمس، تأكيده أنه لم يفصل بعد في مستقبله السياسي، كما لم يناقش هذه المسألة بشكل جدي مع الأطراف الداعمة والمساندة له، وأوضح المتحدث في السياق ذاته إلى أنه سيكون غير معني بأي انتخابات رئاسية إذا ما ترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، وقد ارتفع في الأيام القليلة الماضية التي تزامنت مع عودة الرئيس للمستشفى العسكري"فال دو غراس"، بباريس اسم بلخادم في بورصة الشخصيات المحتمل دخولها لسباق الرئاسة من أبناء النظام شأنه في ذلك شأن سلال، أويحيى، بن صالح كشخصيات من المحتمل أن تكون مرشح السلطة في الاستحقاق القادم.
قال وزير الدولة الأسبق، عبد العزيز بلخادم، في رده على الأنباء التي تحدثت عن سحبه لاستمارة الترشح لرئاسيات 17 أفريل القادم، صبيحة أمس أنه لم يقدم بعد على هذه الخطوة، مشيرا إلى أن الأطراف التي تحاول الترويج لهذه الإشاعات لديها أغراض من وراء ذلك رافضا التعليق على طبيعتها أو طبيعة هذه الأطراف، وأكد في هذا السياق أنه كقيادي في حزب جبهة التحرير الوطني لديه التزام مطلق بقرار الجبهة الذي رشح رسميا الرئيس الشرفي للحزب للرئاسيات المقبلة التي ستنضم في الـ 17 أفريل المقبل، وقد أيد هذا الانضباط والقرار بمشاركته في التجمع الوطني الأخير الذي نظمه خليفته عمار سعداني بالعاصمة، للردّ على كل الاتهامات أو القراءات الخاطئة لصمته تجاه ترشيح الرئيس للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي تعليقه على الخطوة التي يعتزم جناح المنسق العام للأفالان وعضو المكتب السياسي القديم عبد الرحمان بلعياط، حول استدعاء أعضاء اللجنة المركزية لعقد دورة طارئة لانتخاب أمين عام للجبهة، ومشاركته في اللقاء أوضح المتحدث أنه ينتظر تجسيد هذه المبادرة على أرض الواقع ومن ثم اتخاذ القرار المناسب الذي يخدم الحزب العتيد المقبل على تحديات كبيرة في قادم الأيام، معتبرا أن التطرق إلى هذه القضية التي لازالت لم تتبلور بعد يعتبر سابقا لأوانه.
وكانت مصادر من محيط أمين عام الجبهة، عمار سعداني قد عملت صبيحة أمس على الترويج بقوة لفكرة إقدام بعد العزيز بلخادم سحب استمارة الترشح للرئاسيات، وذلك في محاولة منها بحسب ما حاولنا الوقوف عليه التشويش على عملية إعادة بلخادم إلى واجهة المشهد السياسي الوطني، الذي غاب عنه بعد الإطاحة به من أمانة الأفالان منذ حوالي سنة، وهي العودة التي تشير مصادرنا إلى أنها سترتبط أولا بقيادة القاطرة الأمامية للحزب العتيد بعد الإطاحة بسعداني، ومن ثمة إشرافه الأول على الحملة الانتخابية لمرشح السلطة مهما كان شخصيه، بالنظر إلى المكانة التي يحتلها بلخادم في المشهد السياسي الوطني والدولي أيضا، كما أن اسم الرجل يعتبر مقبولا على عدد من التيارات السياسية الموجودة في الجزائر المحسوبة على السلطة والمعارضة.
وبالرغم من أن ارتفاع أسهم اسم بلخادم في الساحة السياسية ارتبطت بغيابه عن الفعل السياسي منذ ما يقارب السنة، فإن أطراف نافذة في السلطة عملت في كل مرّة إلى الدفع به إلى الواجهة من خلال عرض مناصب دبلوماسية بهدف إبعاده عن فكرة العمل السياسي الداخلي والتفرغ للعمل الخارجي وهو القرار الذي رفض بلخادم التورط فيه، حيث سبق وأن أشرنا إلى أنه رفض منصب سفير الجزائر في دولة السعودية، وتريث في الردّ على هذا العرض إلى حين توضح الرؤية السياسية للمشهد الوطني بشكل أفضل، وقد أدى هذا الرفض الذي اتخذه تجاه هذا المنصب إلى تخوف العديد من الشخصيات السياسية المحسوبة على السلطة أو المعارضة من الكاريزما التي يحوز عليها الرجل لدى أوساط نافذة في الدولة وحتى في الشارع الجزائري الذي يعتبر بلخادم أكثر الشخصيات السياسية التي تلقى القبول لدى جميع الأطراف المحسوبة على التيار الاسلاموي أو الرافضة له، وهو القبول الذي خلق له عداوات لدى نظراءه السياسيين الآخرين خاصة أولئك الذين ينتمون لتيار السلطة بدء بقيادات الأرندي، الأمبيا وتاج الذين يسعون لأن تكون أحزابهم في طليعة التيارات السياسية التي تقود الخارطة السياسية المقبلة للجزائر قبل وبعد الرئاسيات وهو الدور الذي يبقى صعب المنال بالنظر إلى المكانة التي يحتلها الأفالان لدى الجماهير من جهة ولدى جهات فاعلة في الدولة من جهة أخرى.
ويأتي تخوف هؤلاء ليس في أن يكون اسم بلخادم الشخصية التي وقع عليها الخيار لتكون خليفة للرئيس كمرشح السلطة لعهدة رئاسية رابعة، بل لكون المناصب التي ستعرض عليه قبل وبعد الرئاسيات عديدة أهمها في المرحلة هذه عودته إلى أمانة الحزب العتيد، لتبقى باقي المناصب سواء كوزير أول أو كنائب للرئيس مرتبطة بشخصية خليفة عبد العزيز بوتفليقة على كرسي قصر المرادية الذي تشير كل التوقعات إلى أنه لن يقبل على تجديد عهدته الرئاسية بعهدة رابعة، وهي الأنباء التي رفعت من بورصة بلخادم وبعض الشخصيات السياسية ذات الوزن الثقيل من مصاف الوزير الأول عبد المالك سلال وعبد الغني هامل ومولود حمروش الذي تحاول أطراف كثيرة أن تدفع به إلى الواجهة ليكون إحدى الأوراق التي تراهن عليها السلطة في قادم الأيام بالرغم من أن هذا الأخير لازال يستمع لنداءات الترشح دون أن يفصل فيها بشكل مقنع.
ويتوقع مراقبون أن تنهي الفترة القادمة حالة الفتور والجمود التي ميزت الساحة السياسية طوال الأشهر الفارطة، بالنسبة لمن سيعلن عن ترشحه أو ترشيح حزبه لإحدى الشخصيات المتحمل دخولها سباق التنافس على كرسي قصر المرادية، بشكل كبير، غير أن الأنظار ستبقى مشدودة فقط نحو شخصية مرشح السلطة في هذا الاستحقاق وكذا توضح حقيقة موقف الرئيس من الداعين لعهدة رئاسية رابعة وهو القرار الذي سيفصل فيه بعد أسابيع بحسب ما سبق وأن أوضحته بعض التشكيلات السياسية المحسوبة على تيار المعارضة في تصريحات سابقة لنا.
خولة بوشويشي