الثقافي

فضاء صدى الأقلام يستضيف الكاتب بلقاسم شايب

لمناقشة كتابه رباعيات "الخيام"

 

استضاف فضاء صدى الأقلام بالمسرح الوطني الجزائري ، أول أمس الكاتب بلقاسم شايب لمناقشة كتابه "رباعيات الخيام" والتي أبرز من خلالها الكاتب أن الخيام شاعر فيلسوف وفلكي وهو صاحب التقويم الإيراني الذي كان مع الثورة الإيرانية فهو غني عن كل تعريف، فالخيام ورباعياته وجهان لعملة واحدة، إذ أن هذه الرباعيات التي ألفها تعد وحدة نصية تتكون من أربعة أشطر تتخذ قافية واحدة وينتهي المعنى بنهاية هذه الرباعيات، هذا النوع اشتهر في الأدب الفارسي ثم بعد ذلك اشتهر في الأدب العربي. وقال بلقاسم الشايب بعدها "مشت مع هجرة العرب حتى الأندلس واستمرت ونقلت إلى ما يعرف بالزجل ثم الشعر الملحون ثم إلى الشعر الشعبي وهو النسخة الأخيرة من الموشح الأندلسي، ونحن نعلم أن هناك الكثيرين من شعراء الشعر الملحون كابن قيطون مثلا وغيرهم من المغرب العربي من الذين نظموا هذه الرباعيات بتأثير من الخيام الذي كانت حياته مشهورة وأدبه معروف" . وأضاف الشايب في ذات السياق خلال الندوة أول أمس، التي نشطتها الشاعرة نعيمة معمري وحضرها الشاعر بوزيد حرز الله وعدد من الإعلاميين ، " أن هذه الرباعيات تأسر وتؤثر في كل من يقرأها أو يسمعها سواء كانوا من العامة أو الخاصة أو حتى من خاصة الخاصة وهنا أقصد النقاد، فهذا العمل الإيراني أو الفارسي تم ترجمته للانجليزية أولا قبل العربية، لكن أول من قام بترجمته للعربية هو احمد صافي النجسي الذي كان يدرس الإيرانية ومن أجل هذه الرباعيات مكث في إيران عشر سنوات للغوص فيها وترجمتها وإخراجها على أحسن صورة، وكان له ذلك لدرجة أن قال النقاد المختصون عليها لو ضاعت منا النسخة الفارسية لتبنينا نسخة النجسي التي هي ليست في متناول عامة الناس وإنما في متناول نخبة النخبة لأنها قوية ذات محلول قوي جدا، وبعد النجسي قام احمد رامي الذي كان يكتب بثلاث لغات بترجمتها أيضا للعربية عن الفارسية وليس مثلما كان يعتقد البعض أنه ترجمها عن الفرنسية لأنه كان متواجدا آنذاك بفرنسا، وقرأها في نسختها الأصلية، وقد استطاع رامي أن يقربها من أوصاف كثيرة من المجتمع العربي، بعد ذلك تناولتها كوكب الشرق أم كلثوم في أغنية طويلة كانت من تلحين رياض السنباطي، والتي غنت بعض المقاطع من الرباعيات، حيث اختارت جزءا من الرباعية الأولى وجزءا من الثانية وجزءا من الثالثة، كما قامت بتطويع بعض الكلمات لاعتبارات ايديولوجية تتوافق مع طبيعة المجتمع وتنفر من الطابوهات . في الأصل هيكل الرباعيات - يقول - فيه جزء فلسفي ايديولوجي حتى قيل إن فيه بعض الزندقة، كما فيه أيضا بعض من الحكم، وقد قال احد النقاد رأيت الخيام نذلا روحانيا صعلوكا أميرا مؤمنا ملحدا كافرا ومحاربا ولا يمكن أن تجتمع هذه الصفات في إنسان واحد، بالإضافة إلى كل هذا حاول العديد من الشعراء على مستوى العالم العربي صياغتها بالعامية، وحاول العديد من المصريين والسوريين ذلك لكنها لم تكن وافية وشاملة، والترجمة الأولى التي تكتمل من الرباعية الأولى حتى الأخيرة هي التي قمت بها، فأنا قدمت أفضل ما لدي ولحد الآن لازالت تخضع للتوقيف والمراجعة في كل طبعة تصدر فيها. من جهة أخرى وحول اللغة الشعرية يقول المتحدث إذا نظرنا في هذه اللغة خاصة إلى ما يطرح من الشعر في ميدان الشعر الشعبي لازلنا لم نتجاوز الفتوحات الشعرية الأولى لابن قيطون والخالدي، ولم نخط خطوة للأمام مقارنة بالمشارقة وحتى منطقة الخليج العربي التي أضحى الشعر النبطي أو الشعبي فيها أكثر شهرة من الفصيح، فالعيب ليس في القاموس وهذه اللغة ولكن العيب في من يتعامل معها، ومن ناحية الترجمة لابد أن تكون الانا والذاتية حاضرة ليفرض المترجم لمسته الخاصة في أي عمل كان . واختتمت الندوة بقراءات شعرية لهذه الرباعيات، حيث ألقت الشاعرة نعيمة معمري الأبيات باللغة العربية الفصحى، في حين قام الكاتب بلقاسم الشايب بإلقائها بالعامية الشعبية والذي قام بها على وقع ألحان العود للملحن رياض السنباطي، حيث سافروا بنا بروعة وصدق الكلمة إلى جمالية الرباعيات بصيغتها العربية والجزائرية التي عكست ثراء هذا المنجز الفارسي الذي ألهم الكل وفجر طاقاتهم وجادت قرائحهم بها. يذكر أنّ الكاتب والباحث والناقد بلقاسم الشايب ابن مدينة الجلفة، له العديد من الأعمال على غرار "مابيننا" الصادرة عن دار الاختلاف، ومجموعتين قصصيتين "أنا الممضي أسفله"، " تخريجات من كتاب العمر"... الخ، كما يكتب في عديد الدوريات الوطنية وحتى العربية.

فيصل.ش

 

من نفس القسم الثقافي