الوطن
حمروش والإبراهيمي..الأوراق الرابحة التي لم تستغل بعد !
قد يتم الدفع بهم للواجهة في اللحظات الحاسمة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 جانفي 2014
- الفايسبوكيون يرفضون العهدة الرابعة ويرشحون سلال وبن فليس وآخرون
يؤكد المتابعون للشأن السياسي في الجزائر، أنّ حالة الغموض التي دخلت فيها البلاد منذ أشهر عديدة، التي تزامنت مع مرض الرئيس مطلع السنة الفارطة، ومحاولة الأطراف المحيطة به الدفع به نحو عهدة رئاسية رابعة، وصمت هذا الأخير تجاه هذه المطالب وإرجاء البت في مسألة مشاركته من عدمها حتى الوقت المناسب، الذي سيكون في الغالب مع نهاية شهر فيفري الداخل، سيخلق حالة من الشتات للمرشحين الذين بادروا بإعلان ترشحهم لرئاسيات 17 أفريل المقبل، وتجعل منهم أرقاما غير قادرة على خلق منافسة حقيقية بينهم وبين مرشح السلطة الفعلي الذي تذهب اراء كثيرة بانه لن يكون الرئيس لأسباب تتعلق بالوضعية الصحية له أكثر من أي مانع آخر، غير أن الحديث عن خليفته في الوقت الحالي لن يخدم هذه الشخصية مهما كان وزنها السياسي ورصيدها في بورصة "أبناء النظام "الذين يستعين بهم في الأوقات المناسبة ويرفض أن يدفع بهم للواجهة قبل معركة الحسم التي تشير مصادر "الرائد"، أنّ تحديد شخصية الرئيس القادم للجزائر لازال لم يصل بعد لمرحلة النهاية، خاصة وأن هناك أكثر من شخصية تملك رصيدا يؤهلها لتتربع على كرسي قصر المرادية، وفيما راجت أنباء عن حصد الوزير الأول عبد المالك سلال لحصة الأسد بين الفرسان المفترضين لهذا الاستحقاق فإن الحديث عن شخصيات أخرى بدأ يأخذ بعدا آخر بالنظر إلى أن هؤلاء قادرون على إزاحة مكانة سلال والدفع بنفسها للواجهة من جديد بعد سنوات من الصمت والانتظار، خاصة وأن صمت شخصيات في حجم أحمد طالب الإبراهيمي ومولود حمروش باستطاعتها أن تكون "جوكر" رئاسيات 2014.
طالب الإبراهيمي..الورقة الرابحة التي لم تستعمل بعد !
تشير الكثير من المعطيات التي تحاك في أعلى هرم السلطة، أنّ مرشح رئاسيات 1999، ومنافس عبد العزيز بوتفليقة في ذلك السباق، وصنع الحدث بحصوله على مليون صوت ناخب وشكل المفاجأ في وجه بوتفليقة الذي أصبح حينها الرئيس المنتخب للجزائر، بأن تكرار هذا السيناريو اليوم في الرئاسيات المقبلة وارد بنسبة كبيرة، خاصة وأن الإبراهيمي يعد من بين الشخصيات التي تم فعلا استشارتها في هذه القضية ، شأنه في ذلك شأن شخصيات سياسية بارزة قد يقع عليها الاختيار في آخر اللحظات، ويأتي طرح اسم طالب أحمد الإبراهيمي بالنظر للمكانة التي يحتلها الرجل لدى الكثير من التشكيلات السياسية الوطنية كما أن له وزن ورصيد معتبر داخليا وخارجيا ولدى الكثير من القوى والتيارات السياسية الوطنية.
ورغم أن الرجل ترفض بعض الأطراف النافذة في السلطة طرح اسمه بالنظر لخلفيته التي تتقارب مع التيار الإسلامي المحافظ إلا أن هذه النقطة لن تشكل الإزعاج بالنسبة لهؤلاء بقدر ما تشكل قناعته برفضه المطلق لطي صفحة التاريخ الفرنسي مع الجزائر وحرص في كل مرّة على التأكيد على أهمية هذه القضية بالنسبة له، ما قد يقلص من حظوظ الرجل في أن يلقى الإقناع من جميع الأطراف القوية في أعلى دوائر السلطة، وبالمقابل قد يلعب عامل السن بالنسبة له دورا مهما في التركيبة السياسية التي يحاول النظام الوصول إليها في هذه المرحلة من خلال البحث عن مرحلة تمهيدية لا تتعدى 5 سنوات يتم فيها صناعة رئيس للجزائر بطريقة جديدة لم تتح لهم الفرصة في السابق تجسيدها على أرض الواقع، فخارطة الطريق اليوم التي ستعمل بها السلطة في الدفع بمرشحها لرئاسيات 17 أفريل المقبل تراهن على عهدة رئاسية واحدة لا غير مهما كان شخصية من سيعتلي سدّة الحكم، وقد يكون الاستعانة برجل في مصاف وحجم أحمد طالب الإبراهيمي الذي قال بأنه" طلق السياسة نهائيا ظاهريا ويؤكد لمحيطه الضيق بأنه ابن النظام ولا يمكنه بأي شكل من الأشكال أن يعاديه أو يدخل معه في دائرة الصراع" الورقة الرابحة بالنسبة لهم في الوقت الحالي، لما له من مزايا سياسية وكاريزما لم يصل إليها أي من الساسة الجزائريين الذين تداولوا على مناصب سامية في الدولة، كما أن الدور الذي قام به في إعادة رسكلة جبهة الإنقاذ الإسلامية، لم يكن باستطاعة أي شخصية سياسية أن يقوم بهذا الدور الذي قزم من شخصية ومكانة منافسه في رئاسيات 1999 مولود حمروش، الذي لا يحوز على ذات الرصيد من الذي يحوز عليه الإبراهيمي الذي استطاع أن يكون رقما صعبا في تلك المرحلة ولازال لحدّ الساعة قادر على أن يكون في قلب الحدث من جديد، فيما تقول بعض الأطراف بأنه الورقة الرابحة التي لازال لم يتم استعمالها بعد وأن هذه العملية ستتم في الأوقات المناسبة.
حمروش رجل التوافق الذي رفض معاداة السلطة !
قد لا يختلف اثنان على أن التسريبات التي تحدثت بشأن محاولة بعض الأطراف النافذة في السلطة الدفع برئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش إلى الرئاسيات المقبلة، كبديل عن الرئيس الذي يكون قد أوعز لهم بأنه سيكتفي بالعهدة الرئاسية الثالثة له فقط، تسير إلى صالح حمروش الذي وبالرغم من أنه لن يكون رجل الإجماع إلا أنه لن يلقى الرفض من جميع الطبقة السياسية التي تشارك في العملية الانتخابية القادمة، خاصة وأن تواجده مع منافس بحجم بن فليس من تيار المعارضة سيجعل العملية الانتخابية قادرة على الوصول إلى مرحلة ثانية.
ويعتبر حمروش الذي لم يرفض ولم يقبل بعرض الأطراف التي رشحته ليكون منافسا مفترضا في سباق رئاسيات 17 أفريل المقبل، إلا أن كل المؤشرات تؤكد بأنه سيكون خيارا مربحا لها في حالة ما لم تجد بديلا آخر عنه، بالرغم من تحفظ العديد من القوى النافذة في السلطة على شخصيته التي اختارت الصمت منذ تواريه عن الأنظار فرجل الإصلاحات الداخلية والخارجية التي لم ينافسه عليها أحد لن يقبل بخيار العودة إلى الواجهة بسهولة، وهو ما حاول التسويق له منذ بروز اسمه كفارس من فرسان الاستحقاق الانتخابي القادم، وتعتبر هذه الطريقة التي ينتهجها للترويج لاسمه في الساحة السياسية الآن إحدى السلبيات التي يرفضها النظام من أبناءه، كما أن أخطاءه السياسية السابقة التي أدت إلى إبعاده عن المشهد السياسي العام في الجزائر قد تجعل هؤلاء يضعون اسمه في المرتبة الثالثة بعد سلال والإبراهيمي.
سلال..الأقرب بينهم لسدّة الحكم في نظر المتابعين للملف السياسي في الجزائر
يقول عدد من المتابعين والمهتمين بالملف السياسي في الجزائر، في حديث لهم مع "الرائد"، أنّ حظوظ الوزير الأول عبد المالك سلال في أن يكون مرشحا للادارة واحزاب كثيرة في حال ما لم يتحقق مطلب العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس، مرتبط في الأساس بمكانة وحجم الأشخاص الذين يدعمون شخصه، وإن كانوا فعلا قادرين على الدفع به نحو قصر المرادية، بالنظر إلى أن رصيده السياسي مقارنة بالشخصيات التي تحدثت معها أطراف من السلطة شبه منعدم، بالنظر إلى محاولة بعض الأطراف التي ترفض وصوله إلى مرحلة شبه إجماع نجحت إلى حدّ كبير في جعله شخصية هزلية في الشارع الجزائري ولعل رصاصة الرحمة التي حاول أن يطلقها عليه بعض هؤلاء وفي مقدمهم أمين عام جبهة التحرير الوطني عمار سعداني الذي وصفه باللاعب السياسي السيئ، قد جعلت الكثيرين يساندون فكرة ترأسه للجزائر أكثر من غيره، وقد تسابق هؤلاء على مدار الأشهر القليلة الماضية في تخصيص حيز كبير من أحاديهم وانشغالاتهم حول شخصه.
هذا وقد أكد بعض من تحدثنا معهم حول الشخصية الأقرب لتكون الرئيس القادم للجزائر بعد استدعاء الهيئة الناخبة وتوضح معالم الخطوة المقبلة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الرافض للعهدة الرئاسية الرابعة إلى حدّ كبير أنّ صمت الرئيس قد يسير لصالح سلال أكثر من الشخصيات السياسية الأخرى التي تريد أن تكون في مكانته، غير أن ظهور شخصيات أخرى من أبناء النظام في قادم الأيام قد تسير عكس تطلعات هذا الأخير في خلافة الرئيس على سدّة الحكم.
الصفحات الفايسبوكية مقسمة بين سلال، بن فليس ورفض العهدة الرابعة
شكلت في الآونة الأخيرة صفحات المساندة للشخصيات السياسية المفترضة لتكون فارسا من فرنسا الانتخابات المقبلة، معركة هامة في توجيه الرأي العام حول هؤلاء، ورغم أن مرشح رئاسيات 2004 علي بن فليس قد استحوذ في مرحلة ما على اهتمام المتابعين لهذه الصفحات إلا أن الدخول المتأخر لكل من أحمد بن بيتور وعبد المالك سلال لمعركة التوقعات الافتراضية أدت إلى خلق منافسة شرسة بينهم وبين المساندين لبن فليس، وقد أربكت الصفحات الأخيرة التي أدرجت للوزير الأول في الآونة الأخيرة باقي المنافسين بالرغم من أنه لم يعلن بعد عن اختياره ليكون أحد فرسان هذا الاستحقاق حيث حازت الصفحة الرسمية لمساندته على إعجاب آلاف المتابعين بعد ساعات فقط من إطلاقها في انتظار أن يتجسد هذا الاهتمام والدعم على أرض الواقع تبقى صفحات رفض العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس تصنع الحدث وتستقطب اهتمام الكثيرين من الداعمين للفكرة والرافضين لها أيضا.
خولة بوشويشي