الوطن

ولد عباس غير مرغوب فيه وقطاع الصحة يسير نحو الهاوية

الأخصائيون يهتفون أمام مبنى الوزارة:

إحتشد أمس عشرات الأطباء الأخصائيين أمام مقر وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالمدنية، للاحتجاج على سياسة الهروب إلى الأمام التي تتبعها الوصاية حيال مطالبهم، وقد ساندهم في وقفتهم هذه الأطباء العامون والنفسانيون والمقيمون أيضا، واستغل كل هؤلاء الفرصة لتحذير السلطات من الوضع الكارثي الذي يعاني منه مرضى السرطان بسبب ندرة الأدوية ووسائل العلاج.
وهتف أمس العشرات من الأطباء المحتجين أمام مقر وزارة الصحة بالشعارات التي رفعوها من أجل التنديد بما اعتبروه "حقرة" و"إهانة" في حقهم بسبب تهميش مطالبهم السوسيومهنية المشروعة، حيث هتفوا "إرحل يا ولد عباس"، "سندافع عن كرامة الطبيب"، "أطباء في حجيم والوزارة في نعيم"، وغيرها من الشعارات التي أرادوا بها طرق باب ولد عباس وإسماع صوتهم للسلطات المعنية.
وقد قدم ممثلو المكاتب الولائية عبر كافة ولاية الوطن للمشاركة في هذه الوقفة الاحتجاجية حسبما أكده الدكتور محمد يوسفي رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة لـ"الرائد"، للتعبير عن سخطهم لما آل إليه قطاع الصحة والمشاكل التي يتخبط فيها، وأشار إلى عقد اجتماع طارئ اليوم من أجل تحديد البرنامج الخاص بالاحتجاجات والاعتصامات المقبلة، محذرا الوصاية من التصعيد الذي يمكن أن يحدث في حال استمرت في تعنّتها.
وندد المحتجون بعدم تدخل الوزارة لوقف معاناة مرضى السرطان التي تزيد يوما بعد يوم بسبب نقص وسائل العلاج وندرة العديد من الأدوية الخاصة بالسرطان، مما يجعل حياة المرضى معرضة للخطر، مؤكدين أن الوضع أصبح كارثيا وقد يتسبب فيما لا يحمد عقباه.
و تجدر الإشارة إلى أن الأطباء الأخصائيين قد نجحوا منذ أول أمس في شل مختلف مستشفيات الوطن بنسبة 75 بالمائة رغم الضغوطات التي مورست على المضربين لكسر حركتهم الاحتجاجية من طرف الادارة.
وأكد محمد يوسفي في هذا الصدد نجاح الإضراب الذي شرع فيه الأطباء بالرغم من الممارسات اللاقانونية والضغوطات التي تعرض لها المحتجون عبر العديد من مستشفيات الوطن من تهديد بالخصم في الأجور في محاولة من الوصاية لإجهاض إضرابهم المفتوح، كما ندد بشدة بطريقة تعامل الوصاية مع ملف الأطباء بالرغم من أن سياسة الهروب إلى الأمام والاحتقار التي تنتهجها وزارة الصحة لن تعمل إلا على تعفين القطاع أكثر فأكثر ويضع المنظومة الصحية في خطر مما يدفع الأطباء الأخصائيين إلى الهروب إلى الخارج وبالتالي إفراغ القطاع العمومي، محملا مسؤولية هذا الوضع لوزير الصحة الذي لم يحترم يوما التزاماته ويتعمد احتقار وإهانة الاطباء على حد تعبير محمد يوسفي.

من نفس القسم الوطن