الوطن
"الصدمات" المتكررة جعلت الجزائري لا يهتم بمن يحكمه
قال إنه يعيش مرحلة من "التيه"، الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة الجزائر محمد طويل لـ"الرائد"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 جانفي 2014
أكد الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة الجزائر الدكتور محمد طويل في تشخيصه للحالة النفسية والاجتماعية للمواطن الجزائري أن هذا الأخير يعيش مرحلة من "التيه" والتي جاءت بعد أزمات وتصدعات اجتماعية وسياسية عديدة، مؤكدا في تفسيره لحالة اللامبالاة الموجودة عند الجزائريين فيما تعلق بكل ما هو سياسي منه الرئاسيات القادمة أن الفرد الجزائري أخذ صدمات اجتماعية متكررة من طرف الحراك السياسي على مدى سنوات، وبالتالي وصل إلى المرحلة المتطورة من هذه الصدمات وهي الحالة المرضية، حيث أصبح لا يهمه من يحكمه.
لم يخف الدكتور طويل في تصريح لـ"الرائد"، أن الجزائر تعرف حراكا اجتماعيا متسارعا يصارع الحراك السياسي الموجود، مضيفا أن حالة الغموض على مستوى السلطة فيما يخص موضوع الانتخابات تشكل ضغطا على المواطن ما يخلق غضبا شعبيا خاصة في ظل تجاهل السلطة للمواطن وإقصائه من المشاركة السياسية، وعن هذه الأخيرة قال الدكتور طويل إن وعي الجزائري بأهمية هذه الاخيرة قليل جدا، ويكاد يكون منعدما وأنه بعيد كل البعد عن المشاركة في اتخاذ القرارات السياسية، حتى الانتخابات التي تعتبر نوعا من هذه المشاركة أصبح المواطن لا يؤمن بها، مضيفا أنه حتى وإن كان هناك حراك فهو موجود فقط لإشباع حاجات بيولوجية، مثل المطالبة بالعمل والسكن والتنديد بارتفاع الأسعار. وقال طويل في تفسير هذه الحالة إن الفرد الجزائري أخذ صدمات اجتماعية متكررة من طرف الحراك السياسي على مدى سنوات أنتجت عشرية سوداء، وبالتالي وصل إلى المرحلة المتطورة من هذه الصدمات وهي الحالة المرضية، وأصبح لا يبالي مهما كان نوع الرقيب، ولا يهتم إن كانت هناك انتخابات رئاسية أم لا، فهو أصبح يدافع فقط عن حقوقه ومطالبه الاجتماعية، ولا يهمه حتى من يحكمه، الحالة التي أطلق عليها الدكتور مسمى "التيه" حيث قال إن الجزائري يعيش "تيها" كبيرا وسط كل التطورات المتسارعة من حوله، وعن رده حول ما إذا كانت هذه الحالة ستمتد أم ستكون للجزائري ردة فعل لكسر هذه الوضعية، قال الدكتور طويل "لا أظن أن تكون للجزائري ردة فعل قوية على شاكلة ما حدث في بلدان عربية" لكن بالمقابل لم يستبعد طويل استمرار الحراك الاجتماعي المتمثل في الاحتجاجات والمسيرات للمطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية.