الوطن
"تالوث" السلطة، الموالاة والمعارضة أفرغوا الفعل الانتخابي من محتواه
قال إن الرئاسيات القادمة لن تقدم للعمل السياسيى أي إضافة، عبد العزيز حريتي يؤكد لـ "الرائد"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 جانفي 2014
أرجع رئيس مركز أمل للدراسات والبحوث عبد العزيز حريتي حالة اللامبالاة التي يعيشها الجزائري تجاه الوضعية السياسية في الجزائر قبيل الرئاسيات ومنه عزوف الشباب بصفة محددة عن الانخراط في الأحزاب السياسية المتواجدة على الساحة إلى أن هذه الأخيرة أخفقت في طرح نفسها كبديل للنظام السياسي القائم حتى المعارضة منها،بل ساهمت من خلال ممارستها في تسويق وتكريس المفهوم الذي سعى النظام لتصويره في أذهان المواطن بصفة عامة والشباب على وجه الخصوص،مفاده أن السياسة مرادفة للكذب والفساد والتملق والشقاق، الأمر الذي أدى إلى غزوف رهيب عن العمل السياسي والانتخابي عند جل المواطنين.
وأضاف حريتي في حوار مع "الرائد" أن قابلية هذه الأحزاب بمختلف توجهاتها الإيديولوجية للانشقاق والانقسام استغلها النظام لتحويلها إلى حزيبات غير قادرة على تجنيد مناضليها، فما بالك عن من هو خارجها، محملا في هذا الصدد هذه جزءا من المسؤولية مع النظام في تفريغ الفعل الانتخابي من محتواه، عندما قبلت بالأمر الواقع الذي فرضه النظام بوضع آليات لمراقبة الانتخابات تسمح له بتزويرها لصالح أجهزته الحزبية، ما جعل المواطن بصفة عامة والشباب عاديا كان أو مثقفا غير مؤتمن على صوته ويعتقد أن ذهابه إلى صندوق الاقتراع لا يغير من الأمر شيئا، وهو ما ساهم في عزوف أغلبية المواطنين وبصفة خاصة فئة الشباب عن الفعل السياسي والانتخابي. وقال من جهة أخرى حريتي إن ما يجري في الساحة السياسية لا يمكن وصفه بالفعل السياسي،لأن هذا الأخير يعني الحكمة والرشادة وحسن التدبير من أجل خدمة الصالح العام، أما ما نرى الآن على الساحة الجزائرية فلا علاقة له بالسياسة لا من قريب ولا من بعد،وهو إلى السياسوية المقيتة والحزبية الضيقة أقرب، ما أنتج حسب حريتي هذا الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي الذي استشرى في كل مفاصل الدولة سلطة ومعارضة، إضافة إلى الحالة الاجتماعية المزرية والفقر المدقع الذي تعاني منه أغلبية فئات المجتمع حيث انعدمت فيه الطبقة الوسطى وتحكمت فئة قليلة في السلطة والمال، مضيفا إذا ما جمعنا هذا الافلاس السياسي والركود الاقتصادي والبؤس الاجتماعي والتدني الثقافي،فمحصلته هذه الضبابية وانعدام الافق وعدم وضوح الرؤية التي تخيم على الساحة السياسية الجزائرية، وأكد حريتي في الوقت ذاته أنه لا يمكن للانتخابات الرئاسية القادمة أن تكون حدثا يعيد للعمل السياسي مكانته، وللمواطن الجزائري بغض النظر عن انتماءاته السياسية والإيديولوجية والجغرافية المشاركة في صناعة قرار وطنه،إلا إذا كانت محطة لإحداث تغيير جذري في نظام الحكم الاستبدادي السائد منذ الاستقلال والتخلص من ديمقراطية الواجهة المفروضة منذ الانفتاح السياسي، وذلك بالذهاب إلى نظام ديمقراطي مدني تعددي مؤسساتي، مصدره الوحيد والأوحد الشعب الجزائري، وأخذ العبر من الحراك الذي يعرفه محيطنا الإقليمي.