الوطن
غياب استراتيجية واضحة لحل الأزمات الاستثنائية يهدد بتكرار انتفاضة 2011
تتحرك كـ"رجل مطافئ" من براقي إلى غرداية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 جانفي 2014
تكشف الاحتجاجات المندلعة في غرداية وبراقي مؤخرا بالتزامن مع مرور ثلاث سنوات على ما عرف بـ"احتجاجات الزيت والسكر" أن عقلية الدولة تغيب عن السلطات القائمة التي تتحرك كرجل مطافئ لإخماد "نار الفتنة" متهمة أطرافا "خفية" بتأجيجها رغم زيارة الوزير الأول لـ 38 ولاية عبر الوطن لشراء السلم الاجتماعي.
وبعد ثلاث سنوات على ما أصبح يعرف اليوم بأحداث الزيت والسكر حين خرجت معظم مناطق الوطن في أحداث شغب اقترنت بالزيادات غير المسبوقة في بعض أسعار المواد الغذائية، كللت بإعادة النظر في اتخاذ إجراءات تخص الطبقة السياسية والاجتماعية بعد خطاب الرئيس بوتفليقة في 15 افريل من عام 2011 ، لكن البوادر توضح أن الأسباب ذاتها ظلت تستنسخ للعودة إلى مثلث الأزمات الشعبية، فالوزير الأول الذي خرج حسب تصريحه في 38 زيارة إلى الجزائر العميقة في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية كما تقول الجهات الرسمية لم تكن في واقع الحال سوى مبادرات حكومية لشراء السلم الاجتماعي والتغطية على الركود السياسي الذي خلفه تراجع ظهور الرئيس، وهي التحركات نفسها التي تجيد استخدامها في الأوقات الاستثنائية على غرار ما وقع في براقي مؤخرا وما يحصل بغرداية التي زارها سلال أكثر من مرة لكن يبدو أن المسألة حركت بـ"مهماز خفي" كفتنة يراد إيقاظها وفق التعبير الرسمي.
ويرى مراقبون أن السلطات المعنية تتحرك منذ قبل عام 99 كـ"رجل مطافئ" يسارع لإخماد نار الاحتجاجات كما أن الحكومة تتعاطى مع احتجاجات الشغل والسكن وغيرها بالمسارعة الى إخمادها إذ لم توضع إستراتيجية واضحة تعيد التوازن إلى الحياة العامة، ويؤكد مراقبون في الوقت ذاته أن الحكومة في الظروف العادية لم تتمكن من التحكم في زمام الأوضاع، فكيف لها أن تعيد الاستقرار نسبيا في الظروف الاستثنائية وفي ظل حالة الغموض السياسي قبل الرئاسيات المقبلة. وبسبب فشلها في التحكم في الوضع فقد فقد المواطن الثقة بوعود السلطة وتغييب رأي المجتمع في العملية السياسية، كما أن التمايز حاصل بين طبقات الأسر الجزائرية .
محمد.أ