الوطن

"بروتون وودز" تدق ناقوس الخطر من الوضع المالي الخارجي للجزائر

بسبب انخفاض صادرات المحروقات وارتفاع الواردات

 

دقت أمس مؤسسة "بروتون وودز" ناقوس الخطر من الوضع المالي الخارجي للجزائر، على الرغم من صلابته خلال السنة الفارطة، إلا انه بدأت تظهر علامات الضعف بسبب انخفاض صادرات المحروقات وارتفاع الواردات، منوها إلى أن الجزائر مرشحة أكثر من غيرها في دول منطقة "مينا" للصدمات بسبب ارتباط اقتصادها بعائدات المحروقات، داعيا الحكومة إلى ضرورة تنويع اقتصادها لحمايته والحفاظ على البحبوحة المالية

حسب أحدث مراجعة دورية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، التي ركزت هذه المرة على وضع الاقتصاد الجزائري، حيث أثنت الهيئتان الدوليتان على صلابة الاقتصاد الجزائري رغم الأزمات الاقتصادية التي مرت بها العديد من دول العالم ولكن حذر أيضا من قلة التنويع الاقتصادي، الذي يشكل ''ضعف الارتباط'' للاقتصاد. في حين من المرتقب أن يجتمع مجلس إدارة صندوق النقد الدولي شهر جانفي الجاري لصياغة تقريرها السنوي حول الاقتصاد الجزائري، والمؤشرات الأولية المقدمة مؤخرا من قبل خبرائها، نلاحظ أن آفاقا ظلت مواتية على المدى القصير، ولكن حذروا من بقاء الميزانية في حالة استقرار بسبب اعتمادها على عائدات المحروقات التي تتميز بتقلبات أسعارها. ويتوقع صندوق النقد الدولي معدل نمو 2.7 في المائة في عام 2013 مقابل 3.3 في المائة في عام 2012، وذلك بسبب تراجع النشاط الهيدروكربونية وتأثير توحيد الميزانية، في حين أن التضخم، اقترب من 9.0 في المائة في عام 2012، وقد وجه وصولا إلى 4.5 في المائة مشاركة أكتوبر إلى سياسة نقدية حذرة. ومع ذلك، اثنان من مؤسسات بريتون وودز يحذران من أن الوضع المالي الخارجي للجزائر، على الرغم من أنها تبقى قوية، بدأت تظهر علامات الضعف بسبب عامل الضعف مزدوجة - انخفاض إيرادات الصادرات من المحروقات وارتفاع الواردات. وفي هذا السياق، يرى صندوق النقد الدولي أن الأولوية بالنسبة للجزائر، مثل بلدان أخرى مصدرة للنفط في (MENA ) منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هو زيادة مقاومتها للصدمة الاقتصادية التي قد تحدث في حال سقوط عائدات النفط بينما دعاها إلى تنويع اقتصادها باستمرار. وأشار صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إلى أن الجزائر لديها إمكانات كبيرة وهامش من المرونة المالية لم يسبق لها مثيل لتبدأ الانطلاقة الاقتصادية، مؤكدا على أنه يجب الاستفادة من عائدات النفط والغاز كأساس لإحياء الصناعة والخدمات التي تخلق فرص عمل وقيمة مضافة في حين تنويع الاقتصاد والصادرات. وأضاف البنك الدولي إلى تخوفه من تراجع مداخيل المحروقات في مدار السنة الجارية، التي انخفضت خلال سنة 2013 صادرات بنسبة 14.31 بالمائة خلال النصف الأول من العام 2013 كما تراجعت قيمة صادرات المحروقات إلى 32.14 مليار دولار مقابل 37.50 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، حيث تنتج الجزائر 1.2 مليون برميل يومياً من البترول و152 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا.

 وحسب المصدر ذاته فإن أثر تراجع أسعار النفط، تفاقم بالانخفاض الكبير في كميات المحروقات المصدرة بـ10.6 بالمائة خلال النصف الأول من 2013 منها 12.5 بالمائة في الربع الثاني. في حين توقعت هذه الهيئة الدولية حول الأفاق الاقتصادية لسنة 2014، أن تواجه الجزائر تحديات معقدة في تحسين البيئة التنظيمية للأعمال، داعيا إياها إلى إضفاء ليونة أكبر لصالح المستثمرين، أما فيما يخص المنطقة العربية أن تواجه حكومات دول شمال إفريقيا صعوبات اقتصادية التي تتصارع مع الاضطرابات السياسية والمدنية، مضيفا أنها لا تزال تواجه تحديات معقدة، وأكد البنك الدولي أن الاقتصاد السوري هو الأكثر تدهوراً للبيئة التنظيمية لأنشطة الأعمال خلال السنة 2013.

أميني. أ


من نفس القسم الوطن