الوطن

الأحزاب السياسية تدعوا للحوار وتطالب باهتمام أكثر بسكان الجنوب

مبادرة الحكومة لرأب الصدع بين طرفي النزاع في غرداية

 

 

عبرت بعض الأحزاب السياسية عن دعمها للمبادرة التي تقدمت بها الحكومة لسكان غرداية لرأب الصدع بين الإباضيين والمالكيين منذ الأحداث الأخيرة قبل بضعة أسابيع، فكان سلال قد حل بالولاية حاملا دعوة من الرئيس بوتفليقة لترجيح كفة المصالحة وتغليب الروح الوطنية، بينما عبرت كل من حمس، الأفالان، الأرندي، وتاج عن دعمها للمبادرة، مطالبة سكان الولاية بالتحاور وتجنب تأزم أكثر للوضع. 

ألقى الصراع بين طرفين من سكان ولاية غرداية منذ أيام، بظلاله على الساحة السياسية، وأظهرت مختلف التشكيلات السياسية مواقف داعية للحوار وضرورة تجنب الصدام، تدخل في إطار دعم مسعى الحكومة لحل الأزمة، حيث كان عبد المالك سلال قد حل بالولاية والتقى بوفد من مواطني غرداية، وأعلن عن اتخاذ عدة قرارات تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية من أجل وضع حد للتوترات التي عرفتها الولاية منذ أسابيع، وكان الوفد قد ضم عددا من كلا الجانبين (الإباضية والمالكية) شمل أعيان وشيوخ المذهبين، هذه المبادرة جلبت مواقف مؤيدة وداعمة من طرف تشكيلات حزبية نقلت وكالة الأنباء الجزائرية تصريحات مسؤوليها، حيث عبر عضو المكتب السياسي والمكلف بالإعلام لحزب جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة، عن تثمين الأفلان لهذه المبادرة التي جاءت، حسبه "تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية الداعية لترجيح قيم التسامح والوئام والحوار، مثلما أوصى بذلك في آخر اجتماع لمجلس الوزراء، وجاءت مثمرة بدليل عودة الهدوء إلى الولاية، كما دعا الحزب سكان ولاية غرداية إلى "التعقل والحكمة والالتفاف وراء توجيهات رئيس الجمهورية حفاظا على الوحدة الوطنية"، من جانبه، أوضح التجمع الوطني الديمقراطي في تصريح للناطقة باسم الحزب نوارة سعدية جعفر، أن الأرندي يدعم خطوة سلال لرأب الصدع وإعادة المياه إلى مجاريها، وناشد الارندي على لسان ناطقته الرسمية، ضرورة أن يجنح سكان غرداية الى الحوار والتسامح والوئام "لأن الاوضاع الاقليمية المحيطة بالجزائر تتطلب اليقظة والحذر وثكثيف مساعي الحفاظ على استقرار وسيادة ووحدة الجزائر"، وكان حزب تجمع أمل الجزائر (تاج) هو الآخر قد صرح بأن المبادرة تعد "خطوة مشجعة لتعزيز صفوف الوحدة مابين المواطنين بالولاية العريقة"، وقال إنها تدخل في اطار مساعي المصالحة الوطنية. 

نفس الموقف عبر عنه رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري الذي رحب بمبادرة الحكومة رغم اعتبارها جاءت "متأخرة"، وقال رئيس حمس بأن حزبه "يرحب بكل مبادرة تهدف لتهدئة الأوضاع بولاية غرداية سواء كانت صادرة عن جهات رسمية أو غير رسمية حفاظا على سيادة ووحدة الجزائر وشعبها"، وشاطر رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام موقف مقري بالقول بأن مبادرة الحكومة "جاءت متأخرة" رغم اعتبارها محمودة، وكان موسى تواتي رئيس الأفانا هو الآخر عبر عن استحسانه للخطوة التي تقوم بها الحكومة، لكنه دعا إلى "تحديد المشكل الحقيقي الذي يؤدي إلى هذه الصراعات بالولاية"، بينما كان موقف حزب العمال مؤيدا لمبادرة التهدئة التي تسعى الوزارة الأولى لتفعيلها ميدانيا، حيث قال القيادي رمضان تعزيبت بأن حزب العمال يولي "اهتماما خاصا" للأحداث، معتبرا "حضور الدولة ووقوفها إلى جانب مواطنيها في ولاية غرداية يفوت الفرصة على كل من تسول له نفسه محاولة تسويق ما يحدث على أنه صراع عرقي وطائفي"، وفي هذا الجانب، كان رئيس حزب الكرامة، محمد بن حمو قد صرح أن مستقبل الجزائر مرهون بتنمية الجنوب، وكانت جبهة القوى الاشتراكية هي الأخرى، عبرت من خلال المكلف بالاتصال يوسف عوشيش لـ (وأج)، أن المجلس الوطني للأفافاس يتضامن مع سكان ولاية غرداية عقب الأحداث التي شهدتها خلال الاسابيع الماضية. 


مصطفى. ح 

 

من نفس القسم الوطن