الوطن

الجزائريون يرفضون التعامل مع انقلابيي مصر

فعاليات حزبية و شعبية فايسبوكية، تتفاعل مع زيارة وزير الخارجية المصري

 

جزائريون لا يزالون يعتبرون السلطة في مصر "فاقدة للشرعية"

يحل اليوم بالجزائر وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، في الوقت الذي أكدت فيه أوساط سياسية حزبية وأخرى شعبية أن المسؤول المصري غير مرحب به لأنه يمثل حكومة انقلابية وغير شرعية.

 

قال عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم إن وزير الخارجية المصري غير مرحب به في الجزائر لأنه وزير في حكومة غير شرعية، حيث يرى أن فهمي لا يمثل الشعب المصري ولا شرعية له وبالتالي فإن الشعب الجزائري لا يتشرف باستقباله. واعتبر رئيس حمس أن تصريح وزير الخارجية رمطان لعمامرة مخالف لبنود الاتحاد الإفريقي لأنه لم يعترف بما سماها بالحكومة الانقلابية في مصر ولا يستقبل أي شخصية مصرية استقبالا رسميا، لذلك يعتبر الموقف الرسمي الجزائري – حسب رأيه- غير قانوني ومخالف تماما لموقف الاتحاد الإفريقي. مشيرا إلى أن الجزائر باستقبالها الوزير المصري تكون بذلك ستساهم في كسر موقف الاتحاد الإفريقي بشأن عدم الاعتراف بالنظام المصري.

من جهته، الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي، أخذ موقفا متسقا مع موقف رئيس حمس، حيث أشار إلى أنه يجب على الجزائر من حيث المبدأ أن تساند حق الشعوب في اختيار من يحكمها، مضيفا إن زيارة فهمي تأتي في سياق محاولة من سلطات الانقلاب في القاهرة لكسب التأييد والدعم والاعتراف في ظل العزلة التي تعيشها السلطة المصرية الفاقدة للشرعية، على حد تعبيره، داعيا في الوقت نفسه الحكومة الجزائرية إلى تبني موقف ينسجم مع قرارات وتوصيات الاتحاد الذي رفض الاعتراف بالسلطة المصرية منذ البداية، وقال ذويبي إن هذه الزيارة لا تخدم الشعبين المصري ولا الجزائري. كما أعلنت مجموعة العشرين المعارضة في وقت سابق عن رفضها لزيارة الوزير المصري.

من جهة أخرى، ترى أطراف أخرى أنه يمكن للجزائر أن تعمل على تهدئة الأوضاع وتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة في مصـر، حيث يقول سفيان جيلالي رئيس حزب جيل جديد إن مصر حاليا تعيش أزمة كبيرة بسبب مشاكل وأزمات متراكمة على مدار العقود الثلاثة الماضية. مشيرا إلى أن الحل يكمن في تجاوز الانقسام الحاصل، وذلك لا يكون إلا بوسطة عربية، معتبرا أن دور الجزائر يكون في تهدئة الأوضاع والتقريب بين وجهات نظر مختلف فرقاء الأزمة المصرية.

أما بالنسبة للموقف الرسمي الجزائري من الأوضاع الجارية في مصر ومن زيارة الوزير فهمي، فقد عبر عنه وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الذي قال وقت سابق إن "الجزائر تعترف بالدول وليس بالحكومات والأنظمة". موضحا أن مجموعة رفيعة المستوى تحت إشراف رئيس مالي الأسبق ألفا عمر كوناكري تم تعيينها من طرف الاتحاد الإفريقي من المتوقع أن تعرض تقريرا وتوصيات على مجلس السلم والأمن الإفريقي بشأن الأوضاع بمصر. وذكر لعمامرة أن الاتحاد جمّد مشاركة مصر في اجتماعاته بناء على القواعد المعمول بها إفريقيًّا في حالة حدوث تغييرات غير دستورية لأنظمة الحكم، وأعرب عن أمله في وصول الأفارقة إلى موقف جماعي توافقي لمعالجة الأزمة المصرية، مشيرا إلى أن زيارة الوزير المصري تأتي من منطلق التعاون بين البلدين، وجدد موقف بلاده بالتزامها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان. 

وعبر مراقبون عن ضرورة اتساق الموقف الرسمي الجزائري مع الموقف الشعبي الرافض للانقلاب في مصر، مؤكدين على ضرورة أن تكون زيارة وزير خارجية مصر مناسبة لإبراز هذا الاتساق والتناغم بين القمة والقاعدة.

وتفاعلت أمس مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الخاصة بالجزائريين وكذا المصريين مع زيارة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي للجزائر، حيث تداولت بعض الصفحات التي يعتبر أغلب روادها من الجزائريين كتابات ترفض هذه الزيارة وتعتبر أن نبيل فهمي غير مرحب به في الجزائر باعتبار أن هذه الزيارة لها نوايا "خبيثة" على حد وصف بعض "الفايسبوكيين" الجزائريين، وجاءت فقط من أجل كسب دعم الجزائر للانقلابيين والاعتراف بهم في ظل العزلة التي تعيشها السلطة المصرية "الفاقدة للشرعية"، خاصة بعدما جمد الإتحاد الإفريقي عضويتها، فيما عمد بعض الفايسبوكيين إلى إعادة نشر صور رمز رابعة كخطوة منهم لتأكيد دعمهم مرة أخرى للرئيس المعزول محمد مرسي، هذا ولقي هذا التضامن مع الشعب المصري استحسانا من أنصار مرسي في مصر، حيث علق عدد من المصريين على كتابات الجزائريين بالقول إن الجزائر كانت وستبقى دائما شقيقة مصر وأن العلاقات بين الجزائريين والمصريين علاقات تاريخية وهذا ما كان ينتظر من الشعب الجزائري الذي عرف معنى "الانقلاب على الشرعية" في التسعينيات من القرن الماضي، كما أضافت بعض التعليقات أن الشعب المصري يتمنى أن يستخلص "الانقلابيون" في مصر من الدرس الجزائري وأن لا تنجرف مصر إلى ما عرفته الجزائر من عشرية سوداء، بالمقابل لقيت هذه التعليقات سخطا كبيرا من أحباب "السيسي" كما يسمون أنفسهم والذين اعتبروا أن وزير الخارجية المصري يزور الجزائر زيارة عادية لأي رجل دولة يزور بلدا شقيقة من أجل تقريب وجهات النظر في عديد من القضايا العربية والإقليمية، وأن رفض بعض الجزائريين لهذه الزيارة إن لم نقل أغلبهم يعد وصمة عار في جبين الجزائريين، مدعين أن مصر وقفت مع الجزائر في محنتها خلال العشرية السوداء والأحرى بالجزائر اليوم رد الجميل.

محمد. د/ س. زموش

 

من نفس القسم الوطن