الوطن
2013 تميزت بعقم خطاب المعارضة واجترار المولاة لخطاب باهت
البروفيسور والباحث في العلوم السياسية بوحنية قوي لـ "الرائد":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 ديسمبر 2013
يرى بوحنية قوي الأستاذ ( البروفيسور ) في العلوم السياسية بجامعة ورقلة، أن سنة 2013 كانت سنة الدبلوماسية الأمنية بامتياز، أما المشهد السياسي في عمومه، فكان حسبه، مترنحا بين خطاب معارضة لم تعرف كيف تتوحد وبقيت نتاج خطيب اجتراري، وبين أحزاب موالية للسلطة نجح بعضها في استعادة استقراه، لكنها لم تخرج من الثناء على حصيلة انجازات الرئيس وتخندقت في معسكر " العهدة الرابعة "، ويعتقد بوحنية قوي أن أولوينا حاليا هي أخلقة العمل الحزبي بما يتواءم وحاجة الناخب الجزائري.
ما ميز سنة 2013 في الجزائر؟
اعتبر سنة 2013 بكونها سنة الدبلوماسية الأمنية بامتياز، فالجزائر استطاعت أن تستضيف أكثر من 60 وفدا أجنبيا وأكثر من 5 قمم هامة افرقية واورومتوسطية على غرار لقاء 5 زائد 5 وفي اللقاءات الثنائية ومتعددة الأطراف كانت الجزائر محور الارتكاز من حيث تسويق مقاربيتها القائمة على عولمة الإرهاب ومن ثم ضرورة مكافحته بجميع الآليات التنظيمية والتشريعية والتعاونية المتكاملة، وقد عززت هذه المقاربة في تطوير شراكة استرتيجية أمنية مع تونس واتفاقيات تعاونية مع أمريكيا وفرنسا وقد أقر الكونغرس الأمريكي بالدور المحوري الجزائري في القضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب، وقد تعزز بموقف فرنسا التي ارتقت في خطابها ورؤيتها للجزائر باعتبارها حليفا استثنائيا، وأيضا شاهدنا تعزز المناورة السياسية الأمنية للجزائر في تصوير الدبلوماسية الجزائرية وتسويق الجزائر كدولة مصدرة للاستقرار وهو ما أكدته مختلف آليات السياسة الجزائرية.
المشهد السياسي عرف أحداث ومستجدات عام 2013، كيف تقيمها؟
تميز المشهد السياسي الحزبي بالاضطراب من حيث تنامي ظاهرة الانقسامات السياسية أو التصحيحيات أو التقويميات أو الاستقالات، وقد تميز خطاب المعارضة بالرتابة والروتينية، وعدم قدرتها على التوحد حول برنامج، إذ لم تتفق إلا على شيء واحد هو مواصلة الانقسام والتشرذم، بينما استمرت أحزاب السلطة في خطابها الذي يتبنى إصلاحات الرئيس ومحاولة الارتكان إلى هذه الانجازات كحجر زاوية في كل موعد واستحقاق. ويمكن القول هنا أن، المعارضة فشلت في إنتاج خطاب يوحدها، وبقي خطابا انقساميا، في حين الموالاة بقيت تدور حول نفس الخطاب وأن أفلحت في تجاوز المأزق الانقسامي بشكل مؤقت في انتظار ما ستفصح عنه عملية التعديل الدستوري ورئاسيات 2014، وعمليا يوجد الاتفاق لدى احزاب السلطة على تزكية الرئيس لعهدة رابعة والقبول بهذا الواقع رغم حجم النقد الموجه لهذا الطرح.
وماذا عن (حمس، الأفالان، الأرندي ) في 2013؟
الأفلان تجاوزت مؤقتا أزمة الانقسام على قيادة الأمانة العامة، والأرندي تجاوزها بسلاسة بعد استقالة أويحي، أما الأحزاب المحسوبة على الاتجاه الإسلامي ( حمس أبرزها ) فهي تعيش انقسامات افقية وعمودية وتعيش مبيتا طويلا للأسف.
ما رأيك في أداء المعارضة ككل في الجزائر خلال 2013؟
عرفت المعارضة ما سمي جماعة 16 ثم جماعة 20 ثم وقعت الانقسامات بينها تدريجيا انسحب بعض رؤساء الاحزاب من المشهد كحال رئيس حمس السابق وعاد محمد السعيد إلى احضان المعارضة بعد ان مارس معها خطابا قويا عندما كان في السلطة وفي وزارة الاتصال - إن جزء كبير من الأحزاب السياسية، فقدت ما يمكن تسميته بوصلة الاولويات وبدل من تجمع اشتاتها وتلتف حول قواعدها لتشكيل احزاب قوية افرغت شحنة غضبها على النظام وهي الضعيفة المتآكلة، أنا أعتقد أنه لا يمكن لحزب متآكل ومهزوز أن يقارع الخصوم السياسيين،نحن في هذه المرحلة أحوج ما نكون إلى أخلقة وصيانة وتنظيف العمل الحزبي والسياسي لإرجاع ثقة الناخب والمواطن بجدوى العمل السياسي.
أي أهمية لموضوع تعديل الدستور؟
في رأيي، تبدو مسألة تعديل الدستور غير ذات أولوية كبيرة، فالرئيس استبق العملية بخطوة دراماتيكية يتيحها له الدستور وأعاد رسم بعض معالم السياسة الداخلية واستحدث منصب نائب وزير الدفاع في خطوة تجعل القرار الأمني يصاغ بشكل جديد.