الوطن

سلال في زيارة خاصة لغرداية لإصلاح ذات البين

سيكون مرفوقا بوزيري الشؤون الدينية والداخلية

 

نقلت مصادر على صلة أن الوزير الأول عبد المالك سلال يحضّر زيارة خاصة لولاية غرداية من المرتقب أن تكون نهاية الأسبوع الجاري، وهي الزيارة التي يحمل فيها الوزير الأول إلى عاصمة الميزاب مبادرة صلح على أمل إنهاء نار الفتنة، موازاة مع ذلك، أوفدت مصالح رئاسة الجمهورية حسب نفس المصادر لجنة تحقيق للوقوف على أسباب الفتنة بولاية غرداية التي تتجدد في كل مرة وسط محاولات البعض إعطاءها بعدا طائفيا.

يرتقب أن يحل الوزير الأول عبد المالك سلال نهاية الأسبوع الجاري بولاية غرداية لإطلاق مبادرة سميت بمبادرة إصلاح ذات البين، وسيكون الوزير الأول عبد المالك سلال في خرجته إلى ولاية غرداية مرفوقا بكل من وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية إلى جانب وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله، وسيلتقي سلال في زيارته إلى الولاية التي تعرف تدهورا أمنيا ومواجهات بين الشباب وهي صراعات أخذت في الآونة الأخيرة بعدا طائفيا بين الإباضيين والشعانبة، مع ممثلي أعيان الولاية في مقدمتهم مجلس عمي السعيد، وتسبق زيارة عبد المالك سلال إلى عاصمة بني ميزاب، لجنة تحقيق أوفدتها مصالح رئاسة الجمهورية لتقصي أسباب هذه الاحتجاجات التي تستمر منذ أسبوعين.

وعرفت ولاية غرداية خلال 48 ساعة الماضية هدوءا حذرا وسط تعزيزات أمنية محكمة من طرف قيادة الدرك الوطني، وكان مجلس أعيان بني ميزاب لمدينة غرداية طالب السلطات العمومية بمضاعفة الجهود لاستتباب الأمن ووضع حد للفوضى والسيطرة على حالة اللاأمن، وإنهاء الفتنة التي تسيء لوحدة البلاد. وحمّل المجلس بعض الأحزاب السياسية مسؤولية الفوضى التي تسود مدينة غرداية هذه الأيام.

وفي سياق متصل، عاد أمس هدوء حذر  لمختلف أحياء ولاية غرداية، صاحبه انتشار مكثف لمصالح الأمن، التي تسيطر إلى الآن على الوضع، كما لم تستبعد ذات المصادر إستمرار الاضطراب في الولاية لعدة أسابيع أن لم نقل أشهر كون القضية تحولت إلى قضية ثأر بين العرب المالكيين والأمازيغ الإباضيين خاصة عند العائلات التي تعرض أبنائها للإعتداء الذي تسبب لهم بجروح خطيرة وكذا بالنسبة لأصحاب المحلات التي خربت تجارتهم وتسبب لهم ذلك في خسائر مادية ومعنوية.

أضافت مصادر  لـ"الرائد"، من عين المكان، أن عدم تمكن الأمن من السيطرة على الأوضاع طيلة الأسابيع الماضية، راجع أساسا إلى الطبيعة العمرانية للأحياء التي جرت بها المواجهات، حيث تشبه هذه الأحياء بناء القصبة بالعاصمة، الذي يتميز بتلاصق البيوت وهو الأمر الذي صعب من مهمة رجال الأمن، إلى غاية مبادرة بعض العائلات بترك بيوتها لمصالح الأمن من أجل أن السيطر على الشباب الذين كانوا يستعملون شرفات هذه البيوت المجاورة ومرتفعاتها لمهاجمة الشرطة أو مهاجمة بعضهم البعض، من جهة أخرى وعن عدم قدرة أعيان المنطقة على إحتواء الوضع فسرت ذات المصادر أن العرب من أصحاب المذهب المالكي لا يمثلهم أعيان في حين أن الأمازيغ أصحاب المذهب الإباضي ظهرت فيهم عدة انشقاقات وبدأ ولائهم للأعيان يتراجع الأمر الذي لم يتح الفرصة للأعيان التحكم فيهم، وعن جماعة الملثمين التي تداولتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي  قال المصدر أنهم شباب من الطرفيين يعمدون إلى تغطيه وجوههم لعدم التعرف عليهم من طرف الشرطة لا غير، معتبرا في هذا الصدد أنه من الاكيد أن تستثمر أطراف خفية في هذه الأحداث لكن لا أحد يمكنه القول أن هذه الاحداث افتعلت من لا شيء من منطلق أن لا أحد يمكنه الإنكار أن التعصب والطائفية بين الإباضيين والمالكيين ليس وليد اليوم بل هو موجود منذ أزمنة، من جهة أخرى أشار ذات المصدر أن الحل لهذا الاضطراب يكمن في سكان غرادية نفسهم بالدرجة الأولى، والذي يجب أن يستذكروا أن "الفتنة أشد من القتل"، وهم من عليهم السعي من جديد للتعايش بين المذهبيين الذي لا يمكن فصلهما من الولاية فكلاهما يمثل تاريخ، محملا مسؤولية تهدئة الأوضاع في هذه المرحلة بدرجة ثانية على الائمة والدعاة وشيوخ الزوايا الذي يجب عليهم الإصلاح والتوفيق بين الطرفين، وفي السياق ذاته لم يستبعد المصدر تتجدد هذه المواجهات خاصة وأن القضية تحولت إلى قضية ثأر عند العائلات التي تعرض أبناءها للاعتداء وكذا عند أصحاب المحلات التي خربت تجارتهم الأمر الذي يجب أن تتخذه الدولة بعين الاعتبار. 

أنس. ح/ س. زموش

من نفس القسم الوطن