الوطن

تكتل العشرين سيبحث بعد أيام خيار احراج السلطة أمام الشعب

لجنة تقنية تحضر لاجتماع لبحث تطورات المشهد السياسي

 

دخل تكتل ما بات يعرف بمجموعة الأحزاب والشخصيات الوطنية (مجموعة العشرين)، منذ آخر اجتماع لها في مرحلة الصمت والترقب لما ستلفظه الأيام المقبلة، وبالتحديد، انتظار  ما إذا كان الرئيس بوتفليقة سيعلن عن ترشحه أم لا لعهدة رابعة، بغية تحضير خطواتها المقبلة، وتقول أوساط من داخل المجموعة إن خياراتها النهائية بخصوص مرشح توافقي أو المقاطعة، ستكون خلال ويحضر التكتل للقاء هام بعد استدعاء الهيئة الناخبة مباشرة، حيث سيتم دراسة آخر التطورات وانتظار موقف السلطة النهائي حول المطالب المرفوعة أبرزها لجنة مستقلة لتحضير الانتخابات.

تعكف لجنة تقنية تم التوافق عليها من طرف التكتل منذ آخر اجتماع له، على تحضير برنامج خاص يتعلق بالخطوات النهائية التي سيتخذونها، حيث سيعقد اجتماع عن قريب لذات الغرض، لكن حاليا تتواجد هذه المجموعة( الاحزاب والشخصيات الوطنية )في حالة ترقب وانتظار، قالت عنها مصادرنا أنها بسبب صمت السلطة عن الرد على مطالب كانت قد رفعتها المعارضة (الأحزاب التي تنسق ضمن المجموعة)، أهمها عدم تعديل الدستور قبل موعد إجراء الرئاسيات، وكذا تشكيل لجنة مستقلة للإشراف على العملية الإنتخابية، وثاني أمر يجعل أحزاب العشرين تنتظر، هو موقف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من قضية الرشح لعهدة رابعة من عدمه، فالموقف النهائي للجموعة من فكرة المشاركة في الاستحقاق الرئاسي من عدمه، مرهون بما سيعلنه الرئيس، وفي هذا الصدد قال المكلف بالإعلام في حركة النهضة محمد حديبي، بأن المجموعة تعمل حاليا على التنسيق فيما بينها ضمن اللجنة التقنية التي تم تشكيلها لذات الغرض، وأعضائها يدرسون حاليا وضع برنامج اللقاء المقبل لقادة الأحزاب كي يتخذون خطوة جديد في اطار مساعي فرض الأمر الواقع على السلطة، وكذا تدارس الخيارات المطروحة أممها، خاصة المرشح التوافقي أو المقاطعة، لكن بعض الأحزاب لا تتوافق حول هذه الفكرة، بحسب المصدر، إذ يؤكد أن بعضهم يفضل المقاطعة إن بقيت السلطة على رأيها وأصرت هي على تنظيم الإنتخابات من بدايتها إلى غاية إعلان النتائج، أي إن لم يتوفر الشرطان ( تأجيل تعديل الدستور، ولجنة مستقلة ..) فسيكون خيار المرشح التوافقي بعيدا عن الإلتفاف حوله، ويقول المصدر إن الفكرة لم تنضج بعد بين عديد الأحزاب، كون بعضها سبق وأعلن نيته في الترشح، بينما هناك نقطة تتوافق عليها جميع التشكيلات السياسية المتخندقة في التكتل، وهي الشرطين السالفي الذكر، ويوصف صمت المعارضة في الأيام الأخيرة بأنه محاولة منها لإطالة المدة الزمنية للضغط على السلطة.

ويقول لخضر بن سعيد عن حركة الوطنيين الأحرار، أن التكتل سيلتقي مباشرة بعد استدعاء الهيئة الناخبة، واتضاح الصورة بخصوص ترشح الرئيس من عدمه، أما عن اللقاءات بين عناصر التكتل فهي كما قال مستمرة بعيدا عن الإعلام، ولا تزال مطالبها ذاتها أبرزها تغيير وزارتا الداخلية والعدل بالنظر لعلاقتهما المباشرة بالعملية الإنتخابية، بينما سيظل أهم مطلب تشتغل عليه المعارضة في هذا التكتل، هو استقلالية آليات الانتخابات لضمان عدم تكرار التجارب السابقة في التزوير. 

وتتحدث أوساط أخرى عن كون المجموعة تنتظر ما سيقوله الرئيس بخصوص مستقبله السياسي سواء كان بإعلانه الترشح أم لا، أو أعلان عن تعديل دستوري، بينما ترى أن شرط التكتل في الحقيقة هو بعيد من أن تقبله السلطة من حيث أنه مختلف عن قانون الانتخابات الذي حدد من يشرف على العملية الانتخابية، ولا يوجد أي تحركات من طرف الأحزاب لتفعيل مطالبها وتكتفي بالترقب مما سيحدث مطلع العام الجديد، وكشفت أيضا أن قضية التوافق حول مرشح واحد للدخول به معترك الرئاسيات، هي فكرة لا تلقى الإجماع بين كل تشكيلات التكتل، بل بعضها يفضل أن يترشح بإسم حزبه، وهذا ما يجعل الفكرة غير ممكنة الحدوث.

مصطفى  حفيظ

 

من نفس القسم الوطن