الوطن

الجزائر تعتمد دائما "مقاربة تقوم على اهتمام أخوي" في معالجة الأزمات داخل الدول

لعمامرة أنها لا تؤمن "بالحلول العسكرية القائمة على علاقات القوة المتغيرة"

لا يمكن لأحد أن يحمّل مسؤولية حادثة تيقنتورين لحكومة قد تكون غير قادرة بالرغم من نيتها الحسنة

أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، أن الجزائر تدعو دائما إلى حلول ديمقراطية وتفاوضية في إطار المبادئ الأساسية المعروفة لدى الجميع عندما يتعلق الأمر بالبلدان المجاورة، مشيرا بخصوص ملف شمال مالي إلى أن "الجزائر تدعو دائما إلى حلول ديمقراطية وتفاوضية وبكل مسؤولية في إطار المبادئ الأساسية المعروفة لدى الجميع".

وقال لعمامرة، في حديث نشرته مجلة "جون أفريك" في عددها الصادر في ديسمبر إن الجزائر تعتمد دائما "مقاربة تقوم على اهتمام أخوي" كونها لا تؤمن "بالحلول العسكرية القائمة على علاقات القوة المتغيرة دون معالجة أسباب الأزمات المستقبلية"، معتبرا بخصوص أزمة مالي أن "المسار السياسي التعددي بصدد النجاح"، مسجلا في السياق "توافقا لدى جل الطبقة السياسية (المالية) تقريبا حول الطابع الجمهوري للدولة وسلامة التراب الوطني والمبادئ الأساسية للدستور" موضحا أن الإرهاب والجريمة العابرة للقارات تم التغلب عليهما أو على الأقل "سجلا تراجعا" بفضل تجند مالي والمجتمع الدولي.

وأوضح لعمامرة، فيما يتعلق بالخطر الذي قد تشكله ليبيا علما بأن الجماعة الإرهابية التي اعتدت في 16 جانفي على الموقع الغازي بتيقنتورين قدمت من هذا البلد، أنه "لا يمكن لأحد أن يحمّل المسؤولية لحكومة قد تكون غير قادرة بالرغم من نيتها الحسنة على مراقبة جميع حدودها البرية"، ويرى أنه يمكن تفسير هذه "النقائص أو الضعف" بمرحلة إعادة بناء الدولة التي تشهدها ليبيا.

وقال رئيس الدبلوماسية الجزائرية، في تطرقه إلى العلاقات مع البلد المجاور تونس، إنه لا يمكن للجزائر أن تتجاهل الصعوبات التي قد يواجهها هذا البلد، موضحا بأن "الأمر يتعلق باهتمام وعناية وليس بوساطة قصد حث التونسيين على العمل معا لتجاوز اختلافاتهم". وقال إن "الجزائر ورئيسها يقدمان نصائح وتوصيات وتشجيعات. لسنا في منطق وساطة".

من جهة أخرى أكد وزير الشؤون الخارجية، في رده على سؤال حول الوضع في سوريا لا سيما الاستقبال الذي خص به الرئيس بوتفليقة الأخضر الإبراهيمي أن "الرئيس مهتم بالقضية السورية وغيرها من ملفات الساعة الدبلوماسية"، مضيفا أن "الجزائر ما فتئت تعمل بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، غير أن عدم تدخلها لا يعني اللامبالاة" داعيا إلى التحلي بالحكمة "لجمع المتنازعين من أجل البحث عن حل وسط بدل تشجيع المواجهة والتشتت والتقتيل"، مذكرا بالقول "دبلوماسيتنا عملت كل ما في وسعها لايجاد حل سياسي للنزاع السوري وإقناع مختلف الفصائل بفتح حوار" داعيا إلى عقد ندوة جنيف 2 التي ستشكل "بداية مسار لإعادة الاعتبار للحوار"، مشيرا بشأن انعكاسات ما يطلق عليه "الربيع العربي" على المنظمات الإقليمية لا سيما الجامعة العربية والاتحاد الافريقي، إلى أن "الجزائر تميزت بالجامعة العربية من خلال دق ناقوس الخطر".

وأضاف لعمامرة "لنحترم الطابع الحكومي المشترك لمنظمتنا ولنسهر على أن تشكل طرفا في الحل وليس في المشكل. أنا على يقين من أن التاريخ سيشهد على الموقف الذي دافعت عنه الجزائر"، وبخصوص الاتحاد الإفريقي اعتبر أنه كون المنظمة أوكلت رئاسة مفوضيتها لجنوب افريقيا مع تعليق مصر من نشاطاتها وهما بلدان مساهمان كبيران بدليل أن "الاتحاد الافريقي مثالي في مجال التمسك بالمبادئ الديمقراطية وأنه لا يعمل بسياسة الكيل بمكيالين".

مروان أمين

من نفس القسم الوطن