الوطن

الضبابية تشوش على خيارات الأرندي و مستقبله السياسي

خطاب الاستقرار والأمن أمام المؤتمرين وبقاء ظل أويحي


 

 

يبدو أن التجمع الوطني الديمقراطي (الأرندي) لا يزال يعيش ارتددات الأزمة الداخلية التي أخرته كثيرا عن لعب دور متقدم في الساحة السياسية كما كان منوطا به قبل استقالة أمينه العام أحمد أويحي، فالتجاذبات ظهرت واضحة في مؤتمره الرابع الذي فرخ بن صالح أمينا عاما، بيد أن التصفيق الحار لمجرد ذكر سابقه أويحي بالإسم فقط، دليل كاف على بقاء ظله، وهي انعكاسات قد تزيد من ترنح الأرندي في رسم مستقبله السياسي وضمان عودته من جديد خاصة في ظل الضبابية في الخطاب الملقى من طرف بن صالح، حول خيارات الحزب بالنسبة للاستحقاقات المقبلة.

 

 

أي رهانات مستقلبية تنتظر الأرندي الذي يكون في الظاهر قد تجاوز محنة البحث عن قيادة تخلف الأمين العام الأسبق، بعد انتخاب عبد القادر بن صالح خلفا لأويحي المستقيل من منصبه تحت الضغط، لكن ما يؤخذ على المؤتمر وما ظهر من خلال الحضور والخطاب الملقى، يؤكد أن ما وصف بأنه محو للأزمة بين أطراف النزاع، لا تزال انعكاسات الأزمة الداخلية باقية، فآثارها بدت برغم عدم التصريح بها، وقد تخندق المناضلون بين مختلف التيارات، ما يشير إلى ذلك التصفيق الحار لدى ذكر اسم أويحي في الخطاب، حيث وقف الحضور وصفق بعضهم بحرارة شديدة تؤكد أن ظله مايزال قائما والحنين إلى وجوده على رأس الحزب يكون مطمحا لجزء كبير من مناضلي الأرندي، في حين، يؤكد هذا الحضور الهلامي القوي لأويحي في فعاليات المؤتمر، أن التجاذب والتنافر يخيم داخل الحزب، وسيؤول لمزيد من النأي بين مختلف الأطراف همها كانت نتائج مؤتمره الرابع، ابرز هذه النتائج انتخاب بن صالح على رأس القيادة، هذا حسب المتتبعين لما يدور في الأرندي، لن يقضي على الخلافات التي، أبقى بن صالح بحسب مضمون كلامه، رؤية الحزب للرهانات السياسية فيما يتعلق بالإستحقاقات مبهما، برغم تصريحت سابقة، له، من أن الحزب سيواصل دعمه للرئيس بوتفليقة، لكن لم يشر الخطاب إلى العدة الرابعة، ولكنه فضل مواصلة دعم الأمن والاستقرار والتذكير بالدعم التاريخي لرئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة، ما يزيد من لعبة الغموض والضبابية في التعاطي مع هكذا ملفات، حيث تبقى خيارات الأرندي (ثاني أكبر حزب يلعب في دائرة السلطة، بعد الأفالان ) غير محسومة بالنسبة للمستقبل السياسي والنتمثل في قيادة البلاد، فالخطاب يظهر أن الحزب اختار توجه الضبابية ولم يكشف عن طموحاته وأي دور يريد أن يلعبه مستقبلا، هذا التوجه يمكن أن يزيد من تأخره في الساحة السياسية ولا يخدم مطالب طموحات جزء كبير من مناضلي الحزب، الذي يرغبون في لعب أدوار أكثر قوة وحضور حزبهم في المشهد السياسي بوجه مخالف لما هو عليه الآن. 

ومن جانب آخر، لا يزال التجمع الوطني الديمقراطي يمثل حزب الإدارة بالنظر إلى الكم الهائل الذي يتوفر عليه من اطارات، وزراء، وما لتأثيرهم في الساحة، خاصة لما يتعلق الأمر بالتعبئة للإنتخابات، أو لمشاريع تخدم سياسيته للبقاء مقربا من السلطة، يضاف إلى هذا، استعاب الأرندي في قواعده، جزء لا بأس به من رجال الأعمال والمال لهم أهمية ودور كبير في البلاد، مما يزيد من التأكيد على أنه حزب يريد أن يستمر في الحكم، ويلعب الأدوار المنوطة به، كحزب في دائرة السلطة، لكن هل بعد خروجه بأمين عام جديد، يكون بذلك أمام رهانات لعب أدوار أخرى أهم من تلك التي لعبها في فترات ومراحل سابقة كمكافحته الإرهاب، والتجند للتعبئة الجماهيرية في دعم مشاريع قوانين كقانون المصالحة، ثم التحالف مع الأفالان في ما يعرف بـ " التحالف الرئاسي " ؟ 

الأستاذ في العلوم السياسية بوحنية قوي: 

الأرندي سيستمر في لعب دور "رجع صدى" لخطاب السلطة

يتوقع المحلل السياسي والأستاذ ( البروفيسور ) في العلوم السياسية بجامعة ورقة بوحنية قوي، أن يجدد التجمع الوطني الديمقراطي ( الأرندي ) نفسه ويقوي حضوره في الساحة ليكون واجهة للسلطة، و "رجع صدى" لخطابها، ويشرح الأستاذ قوي هذا بالقول: "  أتوقع أن يستمر الارندي في لعب دور رجع صدى لخطاب السلطة "، وهذا معناه أن يكون أداء الحزب قريبا أحيانا وقريبا أحيانا أخرى من خطاب الأفالان ( أو صورة طبق الأصل عنه ) برأيه، وما يثبت بقاء الأرندي في لعب نفس الادوار حسب محدثنا، هو كون لايزال يملك كتلة ثابتة في البرلمان ( مجلس الأمة، المجلس الشعبي الوطني )، كما يتوقع أن يزيد الحزب من لعب دور تحقيق التوازن بين خطاب السلطة وما تمليه عليه القواعد، بالنظر إلى كون الكثير من المنتخبين المحليين أصبح لهم صوت متزايد ومطالب بإعادة النظر في خطاب حزبهم.


مصطفى حفيظ

من نفس القسم الوطن