الوطن

الترحيل يشعل فتيل الاحتجاجات شرق العاصمة

براقي "تتخلّط"،الكاليتوس "تشتعل"، ورغاية "تنتفض"

 

 

 

 

استمرت الأحداث الدامية التي شهدها حي ديار البركة ببراقي، بتوقيف عشرات المحتجين، فضلا عن تطويق المكان وتحويله إلى معركة طاحنة بين شباب الحي، وعناصر الأمن، في الوقت الذي اندلع احتجاج آخر بحي الجمهورية بالكاليتوس، واستمرار الاحتجاج بحي دلاس برغاية بقطع طريق السكة الحديدية، وذلك للمطالبة بالتعجيل بعملية الترحيل التي كانت مقررة في الـ20 من ديسمبر الجاري والقضاء على البيوت الفوضوية والسكنات الهشة.

 

تواصل الاحتجاجات في براقي 

تواصلت الاحتجاجات التي نظمها سكان حي ديار البركة، بعد اعتقال عشرات المحتجين، من قبل مصالح الأمن الذين تدخلوا لوضع حد للوضع الذي آل أليه الاحتجاج والذي انحرف إلى مواجهات دامية مع قوات الأمن، أسفرت عن إصابة 15 شخصا واعتقال 15 آخرين أول أمس، فضلا عن ضحايا آخرين من جرحى ومعتقلين أمس، بعد ان جدد سكان الحي الفوضوي، قطعهم للطريق المؤدي إلى مقر الدائرة الإدارية لبراقي، ورشق مصالح الأمن بالحجارة، والزجاجات الحارقة، عقب ورود إشاعات تقول بترحيل أصحاب الفوضاوي بالسمار، الحراش، وباب الواد،  إلى المشروع السكني 1100 مسكن ببن طلحة.

حيث جدد عشرات المحتجون من قاطني حي محمد بن العربي" المعروف بـ"ديار البركة"، ببراقي، ومنذ الساعات الأولى ليوم أمس، احتجاجهم  أين قاموا بغلق  الطريق الرئيسي الرابط بين مخرج الحي باتجاه مقر الأمن الحضري، وكذا الدائرة الإدارية لبراقي، باستعمال العجلات المطاطية والمتاريس، مشكلين حاجزا قويا منع أصحاب المركبات من دخول أحياء البلدية،  معبرين عن  رفضهم للإشاعات التي تداولها سكان الحي مفادها  عدم ترحيلهم  إلى المشروع السكني الجديد 1100 مسكن ببن طلحة، ومطالبين باستعجال ترحيلهم إلى سكنات لائقة .

 

سكان حي الجمهورية بالكاليتوس يغلقون الطريق 

 

ومن جهتهم خرج سكان حي "الجمهورية" بالكاليتوس، ،عن صمتهم الذي طال أمده، بسبب افتقارهم لأدنى شروط الحياة الكريمة، فغياب النظافة، وانعدام الإنارة العمومية، والطرقات الضيقة والمتهرئة، إضافة إلى المياه الممزوجة مع مياه الصرف الصحي، وإقصاء أحياء من الاستفادة من الغاز الطبيعي وانتشار الحيوانات الضالة كالكلاب المشردة ، ناهيك عن السكنات الهشة والبيوت القصديرية التي تشكل خطرا على حياة الكثير من السكان، فهي آيلة للسقوط لا محالة في حالة حدوث أي تغير مناخي طارئ بالمنطقة، وطالبوا بترحيلهم لسكنات لائقة . 

وما أثار حفيظة السكان، حسب بعض المحتجين، هو رئيس المجلس الشعبي البلدي، الذي لم يعر  سكان المحي  الذين تجمهروا واعتصموا أمس أي اهتمام ولم يستفسر عن وضعيتهم، واكتفائه فقط بتقديم وعود لممثلي السكان بترحيلهم في أقرب الآجال، دون الخروج لتهدئة الأوضاع والتحدث معهم، في الوقت الذي عبر المحتجون عن مللهم من الوعود الكاذبة التي يطلقها المسئولون في كل مرة، بنقلهم إلى سكنات لائقة، دون الخروج لمص غضب السكان الذين يعانون في صمت،  هذا وهدد  سكان الحي  بتصعيد نبرات الاحتجاج إن اقتضى الأمر في حالة لم تؤخذ مطالبهم على محمل الجد.

ومن جهتهم أقدم سكان حي "917 مسكن" المعروف بحي الأمير  بالكاليتوس، بقطع الطريق المؤدية إلى حيهم، وأضرمو االنيران في العجلات المطاطية، على خلفية غمور مساكنهم ومحلاتهم بالمياه نظرا لاهتراء شبكة قنوات الصرف الصحي وانسداد البالوعات، نتيجة غياب التهيئة، مشيرين أن تهاطل الأمطار كشف المستور وفضح التلاعبات في أشغال التهيئة.

 

... سكان دلاس بالرغاية يقطعون طريق السكة الحديدة المؤدية إلى بودواو

 

كما واصل أمس سكان حي دلاس بالرغاية، احتجاجهم الذي باشروه أول أمس، بقطع طريق  السكة الحديدة على مستوى النقطة الفاصلة بين بلدية الرغاية بالعاصمة وبلدية بودواو التابعة لولاية بومرداس، باستعمال المتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية، تنديدا بتأخر عملية الترحيل التي سبق للسلطات الولائية أن وعدتهم بها قبل نهاية السنة الجارية.

وتسببت عملية قطع طريق السكة الحديدية في شلل تام في خطوط القطار الشرقية، نتيجة إقدام سكان حي "دلاس" القصديري بالاحتجاج على السكن، الأمر الذي دفع بالشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية بتجنيد حافلات لنقل المسافرين القادمين من الولاية الشرقية من الثنية نحو العاصمة.

حيث  أكد المحتجون أنهم توجهوا نحو غلق السكة الحديدة بعدما نفذت جميع أبواب الحوار مع السلطات المعنية بشأن عملية ترحيلهم إلى سكنات لائقة، سيما وأن هذه الأخيرة، حسب ما أشار إليه المحتجون، تراجعت عن تنفيذ وعودها بشأن إطلاق عملية ترحيل واسعة قبل نهاية السنة الجارية.

وأوضح السكان أنهم يعيشون معاناة حقيقية، داخل بيوت فوضوية تنعدم فيها أبسط ضروريات الحياة الكريمة، سيما بعد تساقط مياه الأمطار الأخيرة التي زادت من تأزم الأمر وحولت بيوتهم إلى مسابح، ففي انتظار تجسيد برنامج الترحيل بالعاصمة الذي لا تزال مصالح الولاية تتحجج بعدم جاهزية المرافق العمومية، تبقى احتجاجات سكان الشاليهات، البيوت الهشة، والأحياء الفوضوية مرشحة للارتفاع، لتشمل أحياء أخرى تنتظر الترحيل منذ سنوات طوال. 

منى. ب

من نفس القسم الوطن