الوطن
الحكومة تعقد ثلاثية مع نفسها ونقابات تتبنى خيار الخروج للشارع
لم توجه لحد الآن أي دعوة رسمية للنقابات المستقلة لحضور الاجتماع
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 ديسمبر 2013
يعتزم عدد من النقابات المستقلة التابعة للوظيف العمومي الدخول في حركات احتجاجية عشية انعقاد اجتماع الثلاثية كرد فعل على إقصائها من التحضير والمشاركة في هذه الأخيرة وكذا لإيصال رسالة للحكومة مفادها أن النقابات المستقلة هي التي تمثل الشريحة الأكبر للعمال الجزائريين وهي التي تملك صلاحية التحدث باسمهم وليس الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي "باع القضية وأصبح يسير وفق ما تمليه عليه الحكومة".
نفت جل النقابات المستقلة التابعة للقطاع العمومي تلقيها دعوات للمشاركة في الثلاثية الاجتماعية المقبلة رغم أنها شريك اجتماعي معترف به ويمثل صوت العامل الجزائري، وأمام هذا الإقصاء -الذي قالت عنه النقابات إنه متعمد من الحكومة بهدف عدم إعطاء الفرصة لهذه النقابات لوضع الحكومة في الصورة ومساءلتها عن ما قدمته للعامل الجزائري-، قررت بعض النقابات على غرار نقابة الأسلاك المشتركة لقطاع التربية ومجلس ثانويات الجزائر التابع لذات القطاع، وكذا اللجنة الوطنية لعمال عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية المنضوية تحت لواء "السناباب" تبني طريقة أخرى في الحوار مع الحكومة، فبدل الجلوس معها على طاولة الحوار والنقاش في إطار اجتماع الثلاثية ارتأت هذه النقابات جعل هذا اليوم يوما للاحتجاج، من جهة أخرى وبما أن تاريخ انعقاد الثلاثية لم يحدد بعد، وتم تأجيله من نهاية ديسمبر الجاري إلى الثلاثي الأول من السنة المقبلة على أكثر تقدير، من المحتمل أن تتوسع رقة الاحتجاجات هذه لتضم نقابات أخرى على غرار نقابة قطاع التضامن الوطني التي تعتزم الدخول في حركة احتجاجية في الأيام المقبلة، إضافة إلى اتحادية عمال البلديات التي بقي لها الفصل في تاريخ بداية حركتها الاحتجاجية كخطوة حتمية بسبب تجاهل الوزير الجديد لمطالب مختلف الفئات العمالية، عمال عقود ما قبل التشغيل من جهتهم قرروا تصعيد الأوضاع والدخول في اعتصام وطني مفتوح سيكون نهاية الشهر الجاري ويمتد إلى غاية انتزاع حق الإدماج المطلب الذي اعتبره وزير العمل بن مرادي مستحيلا، الأمر الذي ينبئ بتطور دراماتيكي لمعركة الاحتجاجات التي ستخوضها النقابات المستقلة ضد الاجتماع أحادي الطرف الذي ستعقده الحكومة مع نفسها ممثلة في الباترونا والاتحاد العام للعمال الجزائريين في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القليلة المقبلة من تطورات.
س. زموش
