الوطن

صمت احزاب منطقة القبائل صفقة سياسية ام تواري محسوب

بعد ما كانت الأكثر معارضة وحضور في المشهد السياسي


 

مساومات من اجل تغيير عرف اختيار مرشح السلطة

 

يحاول قادة الأحزاب السياسية المحسوبة على منطقة القبائل،لأنهم يمثلون وعائها الانتخابي أمام كل معترك انتخابي من جهة اضافة إلى ان هذه الاحزاب الأكثر مطالبة بترسيم الأمازيغية دستوريا، من مصاف جبهة القوى الاشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وفي الآونة الأخيرة الدفاع لوحظ التغير في لغة الخطاب السياسي لهم، والصمت الذي أضحى ينتهجه قادتها أمام المبادرات السياسية التي تقوم بها تيارات سياسية أخرى تحاول أن تتود إلى هذه المنطقة والاستحواذ على هذا الوعاء في الرئاسيات المقبلة، فلا الأفافاس ولا الأرسيدي، استجابا بشكل جدي لدعوات جماعة الوفاق الوطني ومجموعة الـ 19 وغيرها من التشكيلات السياسية التي تتواجد في صف المعارضة، من منطلق أن الخوض في مسألة الرئاسيات لازال لم يطرح بشكل رسمي على مستوى القيادة العليا لأحزابهم.

إن منطق الاستثمار السياسي في منطقة القبائل وفي هذا الوعاء طالما كان يلقى الفشل من قبل السلطة وربما هذا الفشل هو الذي دفع بها اليوم إلى محاولة انتهاج طرق وأساليب أخرى، ستساهم في إضفاء بعض المصداقية والشرعية في النتائج التي تحقق أمام كل استحقاق سياسي لهؤلاء، فلطالما كانت أحزاب منطقة القبائل، أو الأحزاب التي يترأسها شخصيات ينحدرون من ذات المنطقة على غرار أحمد أويحيى الأمين العام السابق للأرندي، ومحمد السعيد، رئيس حزب الحرية والعدالة، أن يدفعوا بهذا الوعاء إلى أقصى حدوده، وحتى لويزة حنون تحاول في كل خطاباتها أن تستميل هذا الوعاء لصالحها وإن كانت تسير عكس تيار السلطة فيما مضى وهو ما قد يساعد بشكل أو بآخر أن ينسج إمكانية بناء علاقة صلح بين السلطة وأحزاب المعارضة الذين ينتمون إلى هذه المنطقة، بعيدا عن الحسابات السياسية التي تتحكم في عقلية التيار المعارض للسلطة في الجزائر، عبر محاولة استدراج الأفافاس إلى صف السلطة كما حدث مع الحركة الشعبية الجزائرية، غير أن الأرسيدي في الوقت الحالي يعيش حالات من الصراع التي لا تؤهله ليكون قوة في المشهد السياسي قبل موعد حسم معركة الرئاسة.

 

خيارات شركاء المنطقة ترهن مواقفهم!

يأتي هذا الخيار الجديد من قبل أحزاب القبائل، في ظل تزايد حدّة الاتهامات التي توجهها بعض القيادات المحسوبة على تيار المعارضة، لهذه الأحزاب فالبعض يرى بأنهم قد غيروا في سلوكهم السياسي الذي طالما ظهروا به منذ عقود أو على الأقل منذ رئاسيات 1999، وبين هذا وذاك يرى بعض القياديين البارزين في هاتين التشكيلتين السياسيتين في حديث لهم مع"الرائد"، بأن الوضع السياسي الغامض لم يجعل تشكيلتهم السياسية في منأى عن ما يحدث في المشهد الوطني خاصة ما تعلق برئاسيات أفريل 2014، ولم يتوقف هؤلاء عند هذا الحدّ بل تسعى قادة هذه الأحزاب للردّ على الاتهامات التي توجه لهم سواء من قبل القيادات القديمة في أحزابهم أو من قبل القادة السياسيين الآخرين الذين ينتمون إلى مختلف التشكيلات السياسية المحسوبة على التيار المعارض خاصة تلك التي تمثل منطقة القبائل، من خلال الدفاع عن مشروعهم السياسي الذي قيل بأنهم فقدوا بوصلته بينما يصر تيار آخر بأن الانشقاق الذي حدث في الأرسيدي وخلف وراءه تيار حزبي آخر هو محسوب اليوم على تيار السلطة ممثلا في" الأمبيا" أضعف الدور الذي كانت تشكله الأحزاب المحسوبة على منطقة القبائل والتي طالما عرفت بحساسيتها المفرطة تجاه كل ما يأتي من السلطة، وأضحت تداعيات الصمت التي ينتهجه قادة كل من الأفافاس والأرسيدي متهمة أكثر من أي وقت مضى بالتغير الواضح في لغة الخطاب والسلوك السياسي فبعد أن كانوا قادة التيار المعارض في الجزائر بامتياز، كحال الأفافاس في عهد قيادته السابقة أو المشاغبين مثل الأرسيدي في عهد سعيد سعدي، أصبحت الصمت اللغة الأولى التي يقدمها هؤلاء لمناضليهم قبل للتيارات السياسية الأخرى المحسوبة بشكل أو بآخر عليها.

ولم يتوقف هؤلاء عند هذا الحدّ بل ربط العارفون بخبايا هذه التيارات السياسية بأنهم فقدوا السيطرة على طموحاتهم السياسية وتطلعاتهم المستقبلية خاصة مع الإغراء الواضح والصريح الذي تقدمه السلطة لهم على طبق من ذهب فيما يتعلق بالأفافاس، الذي يسعى أكثر من تيار سياسي محسوب على السلطة إلى ترويضه ومنح امتيازات خاصة في الاستحقاق الانتخابي المقبل، ليكون موقفهم من نتائجها أو من المرشح الذي ستدفع به السلطة في هذا الموعد مختلفة عما كانت عليه في السابق، مادام الطموح في وصول أحد أبناء المنطقة ورموزها لسدّة الحكم مازال مستبعدا.

أحزاب من الوزن الخفيف تناور والأفافاس والأرسيدي صامتون

في الوقت الذي خرجت فيه تيارات سياسية لا تملك أي وزن في المشهد السياسي في عقد تحالفات ومناورات تساعدها على البروز وترك بصمة في هذه الفترة الحاسمة في مسار المشهد السياسي الوطني، فإن هؤلاء تخلوا عن برنامجهم وفقدوا السيطرة على خارطة الطريق التي تركها لهم أسلافهم في قيادة الحزب، فسياسة الصمت والهروب من إعلان مواقف صريحة وواضحة أمام ما يحدث في الساحة السياسية جعلت كل تيار يفسر هذا التغيير على حسب قناعاته من جهة وعلى حسب المعطيات التي يحاك في الخفاء بين أطراف من السلطة وأطراف من هذه القيادة من جهة أخرى يؤكدون على أن قادم الأيام ستوضح بشكل لا يترك الشك بأن الصمت المنتهج من قبل هؤلاء مرده صفقات تقاربية بين هؤلاء وبين السلطة وستتوضح معالمه مع قادم الأيام التي سيعلن فيها هؤلاء عن رأيهم تجاه الرئاسيات المقبلة التي ستقطع الشك باليقين

من نفس القسم الوطن