الوطن
قيادات حزبية تستهدف الوزير الأول قبل معركة الرئاسيات
ترفض استمرار ارتفاع أسهمه في بورصة المنافسة السياسية بين أبناء السلطة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 ديسمبر 2013
خلقت، الانفرادية في التربع على الساحة السياسية التي يحوز عليها الوزير الأول عبد المالك سلال، منذ الوعكة الصحية التي تعرض لها الرئيس بداية السنة الجارية، حالة من العدائية بينه وبين بعض من الساسة الآخرون بعضهم متحزبون بعيدا عن الحكومة وآخرون يشاركون فيها ممن يفضل لعب كل الأدوار المتاحة أمامه، وقد بات واضحا اليوم أكثر من أي وقت مضى أنّ هناك أكثر من شخصية أصبحت ترفض صراحة المكاسب التي يحققها سلال في مختلف ربوع الوطن، من خلال الخرجات الميدانية التي يقوم بها والدور الذي يلعبه فيها مع ممثلي المجتمع المدني والإدارة على حدّ سواء، وهي الأدوار التي زادت في رصيده السياسي بالرغم من وجود بعض الهفوات التي تصدر عنه، وهي الأخطاء التي حفزتهم أكثر على الاستثمار فيها على جميع الأصعدة في انتظار ما ستكشف عنه قادم الأيام حول مستقبله السياسي الذي قد يكون مشرقا عليه عكسهم.
وترى بعض الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي الوطني، أنّ الحملات المنتظمة التي تعرض لها الوزير الأول، بدء من حادثة أم البواقي، خنشلة والجلفة مؤخراً لن يكون في منأى عنها في قادم الأيام التي ستشهد بروز صراع محتدم بين المحسوبين على السلطة من أجل ترتيب ما سيحمله شهر جانفي الداخل من تحديات بالنسبة لهم خاصة بعد استدعاء الهيئة الناخبة لرئاسيات أفريل 2014، وإعلان الرئيس عن موقفه بشكل قطعي تجاه هذا الاستحقاق، وقد ربطت بعض هذه الأطراف هذا الترصد الذي يقوم به هؤلاء تجاه سلال بعد أن بدأت تتوضح الرؤية المستقبلية أمامهم فيما يتعلق بالرئاسيات التي تشير بعضها نحو إلى أن سلال سيتولى مناصب أكبر في المرحلة القادمة، وقد يتوضح ذلك بشكل كبير في حالة ما صدقت الأنباء التي تسربت من الحكومة بأن هناك تعديلا حكوميا في الأفق سيجريه الرئيس وسيتيح الفرصة أمام سلال أو بعض الوزراء في الحكومة الحالية للتفرغ أكثر للاستحقاق الانتخابي المقبل، وستؤكد هذه الخطوة إن تمت فعلا إلى حدّ بعيد الخطوة القادمة للرئيس حول مستقبله في سدّة الحكم ومستقبل هؤلاء، خاصة وأن سلال يعتبر من أبرز الوجوه التكنوقراطية في الجزائر ولا يحسب على أي تيار سياسي، ما قد يؤهله لاستحقاقات أخرى أكبر من منصب الوزير الأول.
وهذا وتشير ذات التقارير، بأن حادثة أم البواقي التي اعترضت طريق الوزير الأول، كانت السبب الرئيسي في فضح بعض الشخصيات السياسية البارزة في الساحة الوطنية، خاصة وأن أخطاء تلك الشخصيات ظهرت بعد تلك الحادثة مباشرة حيث كافأت هذه الأحزاب المتسببين في الأحداث التي تعرض لها سلال بمناصب قيادية داخل أحزابهم ما كانوا ليطمحون إليها ولو بعد قضائهم لعشرات السنوات في النضال الحزبي، وقد تزامنت واقعة تكريمهم بتلقي المصالح المختصة التي فتحت تقريرا حول الأحداث تقارير رسمية عن تورطهم لكنها أجلت الفصل في مصيرهم لحدّ كتابة هذه الأسطر، وقد استغل هؤلاء ضعف الطبقة الاجتماعية وتردي الأوضاع المزرية في بعض المدن الداخلية لحشد جناح من المعارضين ضدّ خرجات الوزير الأول.
ومن المتوقع أن تشتد المنافسة بين هؤلاء وبين الوزير الأول في ظل تواصل السقطات التي تصدر عنه، ولكن وبالرغم من ذلك فسلال حسب المحيطين به سيحافظ على نفس العلاقة التي تربطه بين هؤلاء وفي إطاراها العام، خاصة وأنه يعتبر الشخصية السياسية البارزة في الجزائر حاليا المعروفة بعلاقتها الوطيدة بين غالبية التشكيلات السياسية ومؤسسات الدولة.
خ. بوشويشي