الوطن
تونس فقدت "بوصلة" السيطرة على حدودها مع الجزائر
تقرير لـ "وورلد تريبيون" الأمريكية يؤكد:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 ديسمبر 2013
كشفت صحيفة “وورلد تريبيون” الأمريكية تقريرا، عن مواجهة تونس لتنظيم القاعدة، في سعيها للحفاظ على أمن حدودها، حيث أكدت ما نقلته مجموعة الأزمات الدولية أن تونس بدأت تفقد سيطرتها على الحدود مع ليبيا والجزائر، وأن الحدود أصبحت لخدمة المسلحين ومهربي المخدرات والأسلحة.
وأضاف التقرير الذي يحمل عنوان “الجهادية والتهريب” مؤخرا بأن هذه الحدود أصبحت للاتجار المتزايد في الحشيش والأسلحة، وهذا يبين تخريب التكفيريين وفساد سلطات الحدود، وأن غياب الأمن سهل عمليات “تنظيم القاعدة” في تونس، كما زاد التهديد من هذه العمليات بعد عودة المقاتلين من الحرب السورية.
وأوضح التقرير أنه في أعقاب الانتفاضة التونسية والحرب الليبية، أعادت عصابات التهريب تنظيم أنفسها، مما يضعف سيطرة تونس على الحدود، وتمهد الطريق لأكثر أنواع التجارة خطورة”، وأضاف الموقع أن تونس أيضا تواجه التمرد في بعض المدن التي انضم فيها التكفيريون للعصابات الإجرامية للتغلب على الشرطة والجيش.
وأنهت الصحيفة تقريرها باقتراح مجموعة الأزمات بزيادة الدوريات الأمنية والإقليمية لمكافحة التمرد، لحل الأزمة السياسية في تونس، وحث الجزائر وليبيا وتونس على العمل معا؛ لاستعادة السيطرة على الحدود وأمنهم العام.
وكانت مجموعة الأزمات الدولية أكدت في تقريرها مؤخرا لهذه المظاهر المستجدّة في المجتمع التونسي أن الحكومة الائتلافية، التي تهيمن عليها حركة النهضة الإسلامية، والمعارضة العلمانية تتبادلان الاتهامات، وتسيّسان قضايا الأمن الوطني بدلا من معالجتها. في هذه الأثناء تتسع الفجوة في تونس على الحدود، سهلة الاختراق، والتي باتت بؤرة للجهاد والتهريب تحتشد فيها الجماعات المسلحة.
وتنتاب تونس العاصمة والمدن الساحلية السياحية المخاوف من هشاشة المناطق الداخلية التي تخشاها أكثر مما تفهمها. إضافة إلى الانخراط في الجهود الضرورية لتسوية الأزمة السياسية الراهنة والملحّة، في ظل هذه الأجواء ينبغي على اللاعبين من سائر أطياف النسيج الوطني أن يتخذوا إجراءات، لا تتخذ في شكلها الطابع الأمني فقط، بل تمتد لتشمل إصلاحات اجتماعية واقتصادية أيضا للحد من قابلية حدود البلاد للاختراق.
محمد. أ