الوطن
بعد عن الحركة الاسلامية وعداء للصوفية ولعبة في يد السلطة
السلفية في الجزائر بمنظور أساتذة أكاديميين وسياسيين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 ديسمبر 2013
سعت السلطة دوما لإستغلال تيار السلفية لتحقيق توازنات وتجنب غلبة طرف على طرف لما يتعلق الأمر باستحقاقات انتخابية، فهي ضرورة يتم اللجوء إليها لتحقيق مصالح سياسية في نظر الأستاذ محمد عظيمي، وهي عداء وتكفير للتيار الصوفي بمنظور الدكتور بن بريكة، كما تعتبر بعد وتباعد عن الحركة الإسلامية ومعارضة للتحزب وفقا لوجهة نظر الناشط السياسي عز الدين جرافة، ذاك واقع السلفية في الجزائر، تيار وظاهرة لها مخاطر لما يتعلق الأمر بتأثير حركات أجنبية عليها.
عظيمي: السلطة مضطرة إلى استغلال السفلية كي تحقق مصالح سياسية
يرى الأستاذ المحامي محمد عظيمي (والضابط السامي المتقاعد)، أن التيار السلفي في الجزائر أو ما يعرف بالسفلية لم يشكل خطر على البلاد في المراحل الأولى من الإستقلال، لكنه خلال العشرين سنة الأخيرة، قد تغير الأمر حسبه، إذ حدث أن تأثر جزء من الجزائريين بالتيارات السلفية خاصة الورادة من دول عربية معينة، وهذه الحركات مثل الوهابية هي التي كان لها تاثير كبير على توجهات التيار السلفي في الجزائر، وتمثل هذا في بروز بعض المشايخ الذين اثروا في بعض الشباب الذي انقاد إلى منهجهم بشكل متطرف، وفي رأي الأستاذ عظيمي أن السلطة عليها بحسب عظيمي، أن لا ترى في السلفية أنها كلها تطرف، بل حسن استخدامها لتحقيق التوازن داخل المجتمع، وما يشكل خطرا على أمن البلاد هو أن مشايخ السلفية في الجزائر حيث يتعامل بعضهم مع أطراف أجنبية تكن العداء للبلادنا، وهؤلاء يريدون زعزعة استقرار الحالي في الجزائر، وليس سهلا أن يترك هؤلاء دون مراقبة، ويؤكد الأستاذ عظيمي أن الأولى على السلطة أن تراقبهم، وحسبه فإن السلطة توظف السلفية ضد أطراف تناقض توجهاتها، بهدف ضمان استقرار معين وعدم تغلب طرف على طرف في اشارة الى الحركات الإسلامية المشتغلة في السياسية وهي عموما الأحزاب الإسلامية، ويشرح المتحدث هنا أن ارساء شبه توازن هو الذي يدفع بالسلطة لإستغلال تيار السلفية وهدفه الحقيقي تحقيق مصالح سياسية خاصة في المواعيد الإنتخابية، ويعتقد المتحدث أن السلطة في بعض الأحيان مضطرة للتعامل مع هذه التيارات ( يقصد الزوايا، السلفية، ..) لكن يرى أنه يجب على السلطة أن تعرف كيف تتجنب التورط مع هذا التيار بإستعمال القوة.
جرافة: ليس هناك تقارب بيننا وبين السلفية لأنهم لا يؤمنون بالتحزب
يرى النشاط السياسي عز الدين جرافة أن السلفية والحركة الإسلامية في الجزائر غير متجانستان من حيث أوجه النشاط والتقارب في لارؤى بالرغم من كونهما تعملان من أجل خدمة الإسلام في البلاد والمجتمع، وفي اعتقاد جرافة، فإن هذا التيار ( السلفية ) هو جزء من الحركة الإسلامية والتقارب بينه وبين الأحزاب المحسوبة على هذه الحركة، هو تقارب في حدوده الدنيا، غير أن السلفي له وجهة نظره تختلف عن الإسلام السياسي، هذه النظرة ليست سلبية ولا تصطدم مع الحركة الإسلامية في جانبها المسمى ( الأحزاب الإسلامية )، كما أن الكثير من مشايخ السلفية لا يرون حاجة للعمل الحزبي، أو لا يؤمنون به أصلا ويرون أن الإسلامي يجب أن يبتعد عن التحزب، في حين من يرى أن السلطة تستغل السلفية لتقويض وجود الأحزاب الإسلامية ( الإخوان في الجزائر )، هذا أمر نحن نرفضه وينبغي دعم اللجوء لهذه الأساليب لمحاولة تكسير شوكة الإسلاميين في العمل السياسي، برغم أن التباعد لا يظهر فقط بين السلفية والحكركة الاسلامية، بل حتى داخل هذه الحركة ( الأحزاب الإسلامية )، ويحذر جرافة من مغبة لجوء رؤساء الاحزاب لإقحام تيار السلفية في الإنتخابات، كما لا يجدر باللسلطة أن تستغلهم لصالحها أيضا.
بن بريكة: السلفية في الجزائر تكن لنا العداء وتكفرنا لكننا لا نعاملها بالمثل
من جانبه يرى الأستاذ الدكتور محمد بن بريكة المتخصص في الفكر الصوفي، والعضو في رابطة الأكاديمية الصوفية العالمية بالقاهرة، إنه من المفروض أن لا تسعى طائفة لتكفير طائفة أخرى في أمة الإسلام لأن كلمة التوحيد هي التي تجمع الجميع، لكن ما يعانيه التيار الصوفي سواء في العالم أو في الجزائر، هو تهجم التيار السلفي عليه وتكفيره، ومحاربته بشتى الطرق، بدأ بالتكفير، والخطب في المساجد، والمطويات، وغيرها، ويشير الأستاذ بن بريكة إلى إشكال معرفي يعتبره مهم وهو أن كل الطوائف التي ظهرت بعد وفاة الرسول ( عيه الصلاة والسلام ) تعتبر نفسها تمثل السلف الصالح، فالشيعة يعتبرون نفسهم السلف، بينما حديثا فهذه الجماعة اللامذهبية تريد أن تحتكر السلفية لوحدها، وهذا التيار يعود إلى الحركة الوهابية، وباعتقاده فإن هؤلاء يلصقون صفة السلفية لأنفسهم كأنما شهود زور، حيث يقوم هؤلاء في الجزائر بمحاربة الصوفية بكل الطرق، بدأ بتزويع فتاوى لا علاقة لها بالإسلام، ويزهرون عداء كبيرا للتصوف ومشايخه، بينما المتصوفة في رأيه "هم أهل السنة المتمكنين من سيرة رسول الله "، ولكن مع الأسف، يقول بن بريكة: "يبدعون طائفتنا ويتهمون رموزنا بالشرك " والأخطر من ذلك حسبه، هو استحلال دم الصوفيين وتكفيرهم، والتاريخ يشهد على ذلك في كل أقطار العالم الإسلامي، كما شهدت الجزائر ذلك خلال عشرية الإرهاب خلال تسعينيات القرن الماضي، ويلخص الصوفي بن بريكة العلاقة بين لاسلفية الطائفة الصوفية بالقول إنها عداء من جانب واحد، حيث لا تقابل الصوفية الإساءة بالمثل، بينما تكن السلفية عداء شديدا إلى حد التكفير في حقها، وهو واقع مرير على حد قوله، فتقريبا اضحت كل المساجد مقرات لبيع وتوزيع منشورات تحرض على كراهية ونبذ الصوفية، لكن" نحن المتصوفون لا نبدع غيرنا، ولا نكفر من كفرنا.." يضيف بن بريكة.