الوطن

لصالح من يناور سعداني؟!

سيجدد مطلب حزبه بالتعجيل في تعديل الدستور قبل الرئاسيات

 

أكدت مصادر مقربة من الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أنّ هذا الأخير سيحاول من خلال اللقاء الذي سيجمعه اليوم بمنتخبي وإطارات حزبه بمنطقة الشرق والجنوب الشرقي للوطن والتي تضم 20 محافظة بمدينة باتنة معقل الأمين العام الأسبق للأفالان ومرشح رئاسيات 2014، علي بن فليس، الضغط أكثر على رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من أجل التعجيل في تعديل الدستور قبل موعد الرئاسيات المقبلة، حيث يعد هذا المطلب ورقة الضغط التي سيناور بها سعداني في اللقاءات الأربعة التي سيعقدها مع منتخبي حزبه وإطاراته قبل موعد استدعاء الهيئة الناخبة للرئاسيات أفريل المقبل، وأوضحت ذات المصادر في حديث لها مع"الرائد"، أنّ الأمين العام سيستغل اللقاء للتأكيد على أنّ الوقت قد حان لاتخاذ هذه الخطوة التي ستساهم في إضفاء المزيد من الشفافية في مسار الديمقراطية في الجزائر كما أنّ الدستور المقبل سيكرس مبدأ الفصل بين السلطات ويمنح القضاء استقلالية أكثر، ويعزز من دور البرلمان بغرفتيه في المرحلة المقبلة التي تلي هذه الخطوة.

وأوضحت ذات المصادر، على أن تشكيلة المكتب السياسي الجديد للأفالان، التي تعمل مع سعداني بدأت تتنصل من التصريحات والخطابات التي يلقيها خليفة عبد العزيز بلخادم بين الحين والآخر، ورغم أن هؤلاء لا يعارضون سياسته في العلن لكنهم لا يترددون على انتقاده في السر وأمام أصحاب القرار، وقد شكلت التسريبات التي تحدثت عن الهدف الذي يسعى إليه سعداني من خلال اللقاءات الأربعة المبرمجة بدء من اليوم وستستمر حتى بداية شهر جانفي الداخل، حالة من الخوف والقلق لدى هؤلاء، خاصة وأن إصراره وتأكيده على مطلب تعديل الدستور قبل إجراء موعد الرئاسيات المقبلة الذي يعد الحزب العتيد الحزب الوحيد الذي يطالب به من بين جميع التشكيلات السياسية الأخرى الفاعلة في الساحة الوطنية سواء المحسوبة على السلطة أو المعارضة، ما أثار العديد من الاستفسارات والتأويلات حول الدور الذي يلعبه سعداني اليوم وهل هو يتعلق بضغط يريد أن يمارسه كأمين عام غالبية أعضاء الكتل البرلمانية في الغرفتين أم أن الأمر يتعلق بأمور أخرى يسعى لتحقيقها قبل أن يعلن الرئيس عن قراره النهائي بخصوص دعوات الترشيح لعهدة رئاسية رابعة التي دعاه إليها أحزاب السلطة ومحيطها الضيق، وتشير ذات التقارير إلى أن سعداني بدأت تتوضح لديه اليوم رؤية أوضح حول قرار الرئيس تجاه الرئاسيات المقبلة وهو الذي دفع به للعب أوراقه كاملة قبل موعد الكشف عنه بشكل رسمي من قبل الرئيس الشرفي للأفالان. 

على صعيد آخر، سيجدد المشاركون في اللقاء دعوة الجبهة الرئيس بوتفليقة لخوض تجربة رئاسية أخرى، طالما أن الحصيلة التي حققها منذ توليه سدّة الحكم في 2009 كانت إيجابية، وبالرغم من أن الإعلان عن حصيلة الرئيس طوال العهدات الرئاسية الثلاثة لازالت لم تكتمل بعد ولم تصل إلى مكتب الوزير الأول حسب مصادر"الرائد"، لحدّ كتابة هذه الأسطر إلا أنّ سعداني يبدوا واثقا ومتأكدة من أن الحصيلة إيجابية وقد خصص لها حيزا كبيرا من لقاء اليوم الذي سينشطه بباتنة.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن