الوطن

مجموعة العشرين تتطلع لتعديل حكومي يضمن حياد الانتخابات

فكرة دخول المنافسة بمرشح واحد مطروحة لكنها مؤجلة إلى حين

 

لا يظهر على أحزاب المعارضة المجتمعة في ما يعرف بتكتل العشرين، أنها تسعى للخروج بمرشح توافقي يمثلها في رئاسيات أفريل المقبل، بدليل أن طموحاتها حاليا تتوقف على تحقيق مطالب رفعتها للسلطة، في مقدمتها تشكيل حكومة محايدة ورحيل حكومة سلال، وكذا تأجيل تعديل الدستور وتشكيل هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات، وحسب ما أكدته بعض التشكيلات المتخندقة في هذه المجموعة، فإن رهانها الحالي هو تحقيق المطالب الأساسية لفتح اللعبة السياسية ثم المرور إلى أهداف أخرى قد تكون التوافق حول مرشح واحد للمعارضة، وسط كل هذا تتحدث بعض المصادر عن سيناريو لتعديل حكومي في حقائب العدل والداخلية، ويستقيل سلال من منصبه ليترشح للرئاسيات. 

يرى الطاهر بن بعيبش أن الوفاق بين مجموعة العشرين كان حول نقاط معينة وهي المطالبة بتأجيل التعديل الدستوري إلى ما بعد الرئاسيات، تشكيل لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات، وكذا تغيير الحكومة الحالية بمدى يضمن نزاهة العملية الانتخابية وحياد الإدارة، أما بالنسبة لطموحات المجموعة خارج هذه المطالب، فيرى رئيس حزب الفجر الجديد أن أحزاب المعارضة ضمن هذا التكتل لم تناقش بعد أية خطوة ولا يوجد هناك تصور يتجاوز هذا الإطار من التنسيق فيما بين الأحزاب، أما عن فكرة الذهاب إلى دعم مرشح معين يمثل تيار المعارضة، فبحسب بن بعيبش، فهي نقطة مطروحة ومؤجلة في نفس الوقت، حيث تترك مناقشتها للأيام القادمة إن تحققت المطالب المرفوعة وتحقق فتح اللعبة السياسية، خاصة شرط الهيئة التي تشرف على الانتخابات، ويجب تغيير الوزارات التي لها علاقة بالانتخابات كالداخلية، العدل، المالية، ونفس الرأي يراه جمال بن عبد السلام رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة، حيث يقول إن وزارتي العدل والداخلية وبعض الوزارات الأخرى التي لها علاقة مباشرة بتنظيم الانتخابات، يجب أن تغير كي يضمن حياد الإدارة ونزاهة العملية الانتخابية، فوزارات الداخلية والعدل والمالية والإعلام والخارجية كلها وزارات ترتبط بالعملية، وهي وزارات تقوم بالحملة الانتخابية كما يظهر، لذلك وجب إحداث تغيير ليكون شكل الحكومة التي تشرف على الانتخابات بعيدا عن شكلها الحالي، فالواجب على السلطة أن تشكل حكومة وطنية محايدة تضم كل الأطراف، وعن طموحات المجموعة خارج المطالب المطروحة، قال بن عبد السلام إن الحديث عن التوافق حول مرشح واحد لتمثيل التكتل لم يحن بعد "فنحن الآن نطمح للوصول إلى تحقيق ظروف ملائمة لانتخابات نزيهة" يضيف بن عبد السلام، وفي ذات السياق يوضح محمد ذويبي أمين حركة النهضة التي تعمل ضمن هذا التكتل، أن مجموعة العشرين لا تبحث حاليا عن الخروج بمرشح واحد يمثلها برغم وجود هذه الفكرة لدى البعض، فهي مرتبطة بمدى توفر الشروط المطالب بها من طرف المعارضة، منها توفير المناخ الضروري لإجراء انتخابات شفافة ونزيهة تنقل الجزائر من الوضع الذي تعيشه إلى وضع أكثر ديمقراطية، وتفضل مجموعة العشرين بحسب ما يعتقد ذويبي، أن تتريث في الاتفاق على اختيار مرشح يمثلها في هذه الآونة، في حين يفضل هذا التكتل أن يكون هناك تغيير حكومي يستجيب لمطالب المعارضة، وتعيين وزراء يتصفون بالحياد، خاصة الوزارات المعنية بالانتخابات بصفة مباشرة.

ويظهر أن مطالب المعارضة بتغيير الحكومة الحالية وتشكيل حكومة مستقلة يكاد يعرف طريقه نحو التجسيد، وفقا لما ذكرته مصادر عليمة، 

حيث تقول إنه في حال رجح سيناريو عدم ترشح الرئيس وانعدام عهدة رابعة، ورشح سلال مكانه، فإننا على أبواب تعديل وزاري هام، هذا السيناريو سيعرف استقالة الوزير الأول، ثم تعمل السلطة بالتعديلات الممكنة تحضيرا لمرحلة تسبق الانتخابات الرئاسية، يكون فيها تعديل وزاري يمس بعض الحقائب الوزارية، على غرار العدل والداخلية، وهما وزارتان مهمتان في تنظيم العملية الانتخابية، وإن حدث ذلك، تكون السلطة قد ضربت عصفورين بحجر واحد، من جهة تكون قد استجابت لمطالب المعارضة والتي أضحت تستقوي كل يوم، ومن جانب آخر، تحقيق التوازن داخل التشكيلة الوزارية الجديدة، وما غياب وزير الداخلية أمس عن حضور التوقيع على اتفاقية تعاون بين وزارة الداخلية الفرنسية ونظيرتها الجزائرية، إلا مؤشر قد يقرأ في هذا السياق رغم ان البعض يرجع ذلك لظروف صحية وانه غير معني بالحضور، ومع هذا استبعدت بعض الأحزاب المعارضة أن يكون لغياب الطيب بلعيز علاقة بسيناريو تعديل وزاري.

مصطفى حفيظ

من نفس القسم الوطن