الوطن

حرب المناصب تحدث تفجيرات انشطارية في أحزاب السلطة

مع بدء العدّ العكسي لإعلان الرئيس عن قراره بخصوص ترشحه وقضية تعديل الدستور

 

عمار غول يستهدف التيارات السياسية لدعم استحقاقاته ما بعد رئاسيات 2014

تحاول غالبية التيارات السياسية المحسوبة على السلطة، في الفترة الحالية، التسريع من وتيرة عملها خارج إطارها الحزبي، الذي فضلت أن تستعين به في اللقاءات الجماهيرية، منتهجة في ذلك سياسة حشد المناضلين وإطارات الحزب للاستحقاقات التي يقبل عليها، حيث تعمل هذه الأحزاب على ترتيب نفسها ووضع قادتها في مصاف أبناء السلطة الذين ستستعين بهم في ترتيب مفاصل الحكم قبل وبعد رئاسيات 2014، الذي يعد الطموح الأول لهؤلاء الذين فضلوا أن يضعوا أحزابهم بين سندان الصراع السياسي ومطرقة السلطة، طمعا في أن يكون رؤساء وقادة هذه الأحزاب في مصاف الشخصيات التي ستتولى مهمة ترتيب ما سيحدث بعد إعلان الرئيس عن قراره بخصوص الرئاسيات المقبلة وعدد من القضايا السياسية الهامة التي تقبل عليها الجزائر.

بدل أن تسعى تلك الأحزاب إلى ترتيب البيت الداخلي لها، انتهجت سياسة المناورة بينها وبين الأحزاب المحسوبة مثلها على السلطة في محاولة منها لإظهار القوة السياسية التي تحوز عليها وهو الذي دفع بها إلى العمل على كسب أكبر حشد ومؤيدين لهم داخل التيارات السياسية الأخرى من الذين اعتادوا ممارسة التجوال السياسي أمام كل معترك انتخابي، وبخلافات الانتخابات الرئاسية السابقة، انزلقت غالبية الأحزاب المحسوبة على السلطة هذه المرّة في صراعاتها التنظيمية الداخلية ما خلق حالة من الانشقاق بين قادتها، وهي الحالة التي لا يبدو أنها ستنتهي قبل موعد الرئاسيات بل ستمتد إلى ما بعد ذلك ولكن على أفق أوسع سيمتد من صراع داخلي إلى صراع خارجي تقوده هذه القيادات فيما بينها. وقد بدأت ملامح هذا الصراع تظهر بمجرد أن سعى الموالون للسلطة إلى استعجال الرئيس في الإعلان عن تعديل مشروع الدستور المقبل، حيث حاولت بعض هذه التيارات دعوته إلى إجراء تعديل قبل إجراء موعد الرئاسيات، مستغلة في ذلك تربعها على الغرفتين البرلمانيتين اللتين ستساعدان على تمرير مشروع الدستور الجديد عبر قبة البرلمان فقط، أما أخرى فقط فضلت أن تنتظر لفترة أكثر تكون فيها الرؤية السياسية قد توضحت في المشهد الوطني أكثر وبعدها إجراء تعديل دستوري يسمح لها بتحقيق مكاسب سياسية أخرى ليست مستعجلة عليها في الوقت الراهن، ولم تنحصر دائرة الصراعات حول مشروع الدستور وموعد تعديله فقط بل قادت هذه الأحزاب، حملة اتهامات واسعة فيما بينهم منتقدين مشاريع بعضهم البعض بعد أن رفضوا التواصل بشكل رسمي وعقد تحالف على الورق كما هو موجود بشكله الذي فرضته عليهم الحكومة التي ينتمون إليها، وقد لا يلتقي هؤلاء حتى بعد أن يعلن الرئيس عن قراره النهائي بخصوص الاستحقاق المقبل.

إلى ذلك،أكدت مصادر من محيط رئيس تجمع أمل الجزائر، عمار غول، أن هذا الأخير يسعى إلى لعب الأدوار الأولى في المشهد السياسي الوطني في الأسابيع القليلة المقبلة أي مع بداية العدّ العكسي لاستدعاء الهيئة الناخبة لرئاسيات 2014، من خلال تبنيه لعدد من المبادرات السياسية التي اختار لها شعار "مدّ اليد لكل الشركاء في الساحة السياسية"، بهدف الترويج لمشروع العهدة الرابعة من جهة والتطلع ليكون في طليعة من حقق هذا المشروع الذي قد تتبناه السلطة من خلال تقديم الرئيس كمرشح لعهدة رئاسية رابعة.

وتوضح ذات المصادر في حديث لها مع"الرائد"، أنّ الحراك الذي يقوم به غول جاء بعد أن أضحى الحديث عن العهدة الرابعة بين دعاة هذا المطلب مشروعا جانبيا أكثر منه مشروع جدي يندرج ضمن أولوياتهم، قبل أسابيع قليلة تفصل عن إعلان الرئيس عن خياره تجاه هذا الاستحقاق، ويراهن غول على التعبئة لهذين المشروعين التي يحوز عليها حزبه من خلال عدد المنخرطين في"تاج" خاصة في فئة المنتخبين في مختلف المجالس والتي تم تسجيل التحاق عدد كبير منهم بمشروع حزبه الجديد، ويتطلع غول من خلال حزبه، الذي أصبح اليوم يحوز على قاعدة كبيرة من الإطارات التي تنتمي إلى مختلف المجالس المنتخبة عبر 48 ولاية، إلى أن يقود قاطرة المشهد السياسي الوطني، سواء عبر دعم ترشح الرئيس إلى عهدة رئاسية رابعة أو دعم مرشح السلطة لتحقيق مكاسب لرصيده السياسي مع حزبه الجديد الذي يدخل رسميا أول معترك انتخابي منذ تأسيسه.

وبالمقابل، يسعى عمارة بن يونس من خلال الحركة الشعبية الجزائرية، إلى أن يكون القوة السياسية التي يحسب لها ألف حساب، لاعتبارات عديدة أهمها أن هذا الحزب قد أحدث المفاجأة في الانتخابات الفارطة والتي مكنته ليكون بعد الحزبين السياسيين الأبرز في المشهد السياسي الوطني، كما أن الخلفية السياسية والايديولويجة التي ينتمي إليها الأمبيا ستساعده على أن يكون في مصاف الشخصيات الأقرب لتبوأ مراتب متقدمة في الاستحقاق الانتخابي المقبل، مقارنة بالأحزاب الأخرى وفي مقدمتها حزب"تاج"، الذي وحتى وإن كان يضم بينه منتخبين في مختلف المجالس يمثلون أكثر من 60 بالمائة من تشكيلة الحزب، فإن سياسة التجوال السياسي التي تميز طبيعة هؤلاء لن تضع الحزب في مستوى تطلعات رئيسه.

وبالمقابل يحاول كل من حزبي السلطة منذ الأزل، جبهة التحرير والتجمع الوطني إلى الرجوع إلى أصحاب القرار أمام كل العقبات التي تعصف بهم، وحتى في حجم وطبيعة التحالفات التي يقومون بها، وذلك تأكيدا لأحقية هؤلاء في قيادة أي مشروع تسعى الدولة إلى تجسيده على أرض الواقع.

خولة بوشويشي 

من نفس القسم الوطن