الوطن

التدخل الفرنسي في مالي أهم معوقات تطوير التعاون

التعاون الأمني بين فرنسا والجزائر

 

 

برغم الشق الاقتصادي النفعي الذي طغى على زيارة الوزير الأول الفرنسي جون مارك ايرلوت للجزائر، إلا أن التعاون الآني بين البلدين يكون قد تم التطرق إليه بين سلال ونظيره الفرنسي في محادثاتهما، ولعل ملف محاربة الإرهاب في الساحل ودور الجزائر وخبرتها في المجال قد يكون ابرز الحجج الفرنسية لما يتناقش الملف، بينما يبقى التدخل الفرنسي العسكري في شمال مالي ينظر إليه على أنه ابرز عائق أمام تحقيق تعاون أمني بين باريس والجزائر، في ظل محاربة هذه الأخيرة لتنظيم القاعدة ودفع الفدية التي كثيرا ما كانت فرنسا تتورط فيه لما يتعلق الامر بتحرير الرهائن الفرنسيين لدى القاعدة.

يرى المحلل الأمني علي زاوي، أن الحرب على القاعدة في منطقة شمال مالي تعتبر من ابرز عوائق تحقيق تعاون أمني بين فرنسا والجزائر، وحسبه، فمحاربة الإرهاب التي تأخذها الجزائر على عاتقها منذ سنوات، خاصة في ظل تنامي الظاهرة واتساعها اقليميا عبر تونس وليبيا من خلال تنظيم انصار الشريعة في تونس، وكذا الميليشيات المسلحة في ليبيا، كانت  أهم نقطة تحول دون تفاهم البلدين في مجال التعاون، ففرنسا تتعامل بمنطق المصلحة الخاصة قبل المصلحة المشتركة، فتصريحاتها حول مكافحة الإرهاب لا تعكس الواقع، بدليل أن تدخلها العكسري في مالي لم يزد الجماعات المسلحة إلا قوة وانتشارا، وهي بذلك تضعف جهود الجزائر التي تكبدت خسائر كبيرة جراء محاربة هذه الظاهرة، خاصة على حدودها الجنوبية، بينما بعد العملية العسكرية الفرنسية في جبال افوغاس بشمال مالي على الحدود الجزائرية النيجيرية، تحول التهديد إلى الحدود الجنوبية الشرقية، ولم تزد الهجمات الفرنسية بحسب زاوي، سوى قوة، كما أن الجزائر التي حاربت دفع الفدية للإرهابيين، اصطدمت بفعل فرنسي عكس جهودها، وعلى عكس ما يصرح به الوزير الأول الفرنسي بشأن التعاون الأمني مع الجزائر لإيجاد حل في منطقة الساحل، من أن فرنسا والجزائر تعاونتا للتصدي للإرهاب وخطر القاعدة في بلاد المغرب العربي، وبأن فرنسا تنسق مع الجزائر في هذا الملف، لم يشر الوزير الفرنسي إلى الشق المتعلق بدفع الفدية للإرهابيين الذي مكن من تسليح جماعات أخرى بما فيها تلك التي تنشط على حدود الجزائر عبر ليبيا وتونس، لكن المحلل الأمني علي زاوي يرى من جانبه، أن فرنسا في الحقيقة وقعت في فخ نصبته لنفسها لما اقحمت نفسها في شمال مالي، فهي حسبه، اشعلت حربا لا تستطيع اطفائها، بينما تجعل الجزائر في حالة لا استقرار دائم، وبرغم ذلك، كان الوزير الأول الفرنسي قد أكد أن التعاون الأمني مرتبط باتفاقيات مبرمة بين البلدين، بغظ النظر عن ما تعلق بصفقات بيع الأسلحة، أو التعاون في مجال الخبرات العسكرية بين وزارتا الدفاع الجزائرية والفرنسية، من خلال مناورات عسكرية بينهما.

مصطفى. ح         


من نفس القسم الوطن