الوطن

الحملة الإنتخابية لرئاسيات 2014 بدأت إفتراضيا !

أغلب المرشحين جعلوا من صفحات التواصل الاجتماعي فضاء لعرض برامجهم الانتخابية

 

حالة الغموض والترقب الذي تكتنف الساحة السياسة مع إقتراب الرئاسيات، والذي صاحبتها تريث عديد من الأسماء  قبل إعلان ترشحها بصفة رسمية، جاءت موازية لانطلاق حملة انتخابية افتراضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث بدأ أغلب المرشحين المحتملين للرئاسيات القادمة في الترويج لبرامجهم الانتخابية بالإضافة إلى تكون لجان دعم شعبية عن طريق فايسبوك وتوتير لدعم هؤلاء المرشحين، "كأضعف الإيمان" أمام حالة الجمود التي تعرفها أغلب الأحزاب الساسية منها المعارضة التي تنتظر ضمانات  السلطة -التي لن تكون-  كي حتى تقرر المشاركة في الرئاسيات من عدمها.

دشن أغلب المرشحين المحتملين لرئاسيات 2014 سواء الذين أعلنوا نيتهم في الترشح أو الذين فضلوا التريث حتى تكشف السلطة كل أوراقها، حملتهم الانتخابية عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي فايسبوك وتويتر، حيث فضلوا البدء في الترويج لبرامجهم الانتخابية بطريقة افتراضية، في انتظار استدعاء الهيئة الناخبة واتضاح ملامح الرئاسيات.

وتأسست المئات من الصفحات التي تدعم هذا المرشح أو ذاك بالإضافة إلى لجان شعبية أنشأت عبر صفحات الفايسبوك من أجل المطالبة بترشح بعض الأسماء السياسية الثقيلة للرئاسيات القادمة، زد على ذلك  بعض أطراف  المعارضة التي تحاول الترويج لحملة من أجل مقاطعة الرئاسيات القادمة، ترشحا وانتخاب من أجل وضع السلطة في موقف محرج أمام الرأي العام الوطني والدولي، في حين أن أغلب المواضيع التي تنشر هذه الفترة وتتناول موضوع الرئاسيات هي أخبار تدعو لرفض العهدة الرابعة وتسخر من الفكرة  بطريقة أو بأخرى، وكان لرؤساء الأحزاب التابعة للنظام نصيب كبير من هذا الحراك الفايسبوكي، حيث يتم تداول الكثير من الأخبار والتعليقات التي تنتقد إقدام عمارة بن يونس وعمار سعداني وكذا عمار غول وغيرهم التكلم بإسم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والخوض في تفاصيل العهدة الرابعة والحملة الانتخابية المصاحبة لها رغم أن بوتفليقة لم يبدي بعد أي نية في الترشح.

ولم يسلم المرشحون المحتملون للرئاسيات من النقد أيضا، حيث أعابت  العديد من التعليقات تردد بعض الأسماء إعلان نيتها في الترشح بصفة رسمية وأمام الرأي العام الوطني على غرار بن فليس وحمروش، بينما فضل الرجل الأول العمل في الخفاء عن طريق المئات من الصفحات على مواقع التواصل الإجتماعي والمئات من اللجان الولائية التي تأسست عبر الفايسبوك لمساندته، وعن مدى تأثير الفايسبوك بدرجة أولى وتويتر في الدرجة الثانية على الرئاسيات القادمة ومدى نجاعة هاتين الوسيلتين في حشد أصوات الناخبين، اختلفت أراء مستخدمي الفايسبوك، حيث يري عدد كبير منهم أن رئيس الجزائر لا يصنعه الفايسبوك، بإعتبار هذا الأخير  عالم افتراضي لا يعبر عن الواقع الحقيقي، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه في الدعاية السياسية، لأنه سيكون موجها بشكل كبير إلى شريحة صغيرة، وليست إلى جميع الطبقات،  فأكثر الجزائريين  لا يعلمون شيئا عن الفيس بوك، مضفين أنه لو أردنا تطبيق الدعاية عن طريق الفيس بوك، فيجب أولا أن نتأكد أنه لن يوجد من يبحث عن الصور لمعرفة من ينتخب، بالمقابل يؤمن البعض بإمكانية أن تكون وسائل التواصل الإجتماعي إحدى محركات الانتخابات القادمة، خاصة أن أغلب الجزائريين من الشباب  يعتبرون "فيس بوك" المصدر الأساسي للأخبار، حيث أكد عدد من الفايسبوكيين لـ"الرائد" أن المرشح الرئاسي الذكي هو من سيستخدم هذا السلاح بقوة، خاصة وأن وسائل التواصل الإجتماعي في الفترة الاخيرة كانت السبب في سقوط العديد منت الانظمة العربية المستبدة، وشكلت فارق كبير في التواصل بين الاشخاص والهيئات.

سارة زموش

من نفس القسم الوطن