الوطن
تناول الرئاسيات في الإعلام العمومي رهن اشارة السلطة
اعلاميون يرونه مرتبطا بالحملة الانتخابية وحجم تناوله جد محتشم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 ديسمبر 2013
• برامج وحصص على الورق في انتظار استدعاء الهيئة الناخبة
لا يظهر على الإعلام العمومي الثقيل من تلفزيون واذاعة اهتمامه بملف الرئاسيات المقبلة، فالتناول لهذا الملف يكاد يكون منعدما إن لم يكن مقتصرا على تغطية نشاطات حزبية بشكل طفيف، فلا برامج سياسية تهتم بالملف لا عبر التلفزة ولا الإذاعة، هذا التناول يراه بعض الصحفيون بأنه محتشم بدليل أن الإعلام الثقيل يتحرك لما تعطى الإشارة لبدأ الحملة الانتخابية واستدعاء الهيئة الناخبة، بينما يرى آخرون أن عدم اهتمام الحكومة بالملف هو سبب عدم ايلاء الملف أهمية بالإعلام الحكومي، في حين يعتقد بعض الأكاديميون والباحثون في مجال الإعلام أن الرئاسيات ينبغي أن يتم تناولها إعلاميا بعد استدعاء الهيئة الناخية، لكن من حيث تناول الإعلام الخاص للملف، يظهر مدى بعد القطاع العمومي عن الحدث.
في رأي أحد صحفي الإذاعة الجزائرية، فإنه لغاية الساعة لا يظهر على الإعلام الثقيل أي اهتمام بملف الرئاسيات، ويتعامل باحتشام مع الملف، ولا يشكل موضوع الرئاسيات أية أولوية، ويعزو ذلك لكون الملف لم توله الحكومة أدنى اهتمام، ومعروف حسبه، أنه فور استدعاء الهيئة الناخبة، يتحرك الإعلام العمومي (تلفزيون واذاعة) لتحضير كم هائل من التغطيات والحصص والبرامج، وحتى الآن، تجري بمبنى الإذاعة استعدادات لتحضير برامج وحصص بشكل نظري فقط، أي لا تعدوا سوى تحضيرات على الورق كما وصفها المتحدث، بينما الملاحظ منذ بدأ الحديث عن الرئاسيات في الإعلام الخاص والصحافة المكتوبة ككل، أن الإعلام العمومي الثقيل التزم الصمت، وفي اعتقاد محدثنا أن الضوء الأخضر للتحرك لم يعطى بعد من طرف السلطات الرسمية كي يشرع التلفزيون ومعه القنوات الإذاعية الأخرى في التجند للحدث، بينما تقوم بتغطيات محتشمة لنشاطات الأحزاب وملف الرئاسيات بالكاد تتحدث عنه.
بينما يرى مالك حرز الله صحفي بالقناة الأولى (الإذاعة الجزائرية) أن الإهتمام بملف الرئاسيات كان دوما مهما بالنسبة للإذاعة والتلفزيون، لكنه سيبدأ مع الحملة الانتخابية القادمة لرئاسيات، حيث سيخصص حيز زمني لكل مترشح أو حزب في الاستحقاقات السابقة، وفي رأيه، فإنه من طبيعة عمل الإعلام العمومي مجاراة جميع الأحداث التي تمر بها البلاد، خاصة السياسية منها، لذلك "أعتقد أن القائمين عليه لا يمكنهم تفويت حدث بارز كالرئاسيات، ومما يجعل هذا الإعلام أكثر مصداقية لدى عموم الجزائريين، هو وقوفه على نفس المسافة مع كل المترشحين، لإيصال برامجهم كما هي للناخبين".
عبد العالي رزاقي (جامعة الجزائر ):
من الخطأ تناول الرئاسيات قبل استدعاء الهيئة الناخبة
لا يرى الأستاذ في قسم الإعلام والإتصال بكلية الإعلام والسياسة بجامعة الجزائر 3، ما يشير إلى وجود تناول إعلامي لملف الرئاسيات من خلال برامج الإعلام العمومي الثقيل، ففي رأيه، لا يمكن اعتبار ما يقدم في التلفزيون الجزائري مثلا من حصص أو تغطيات، بأنه تناول للرئاسيات أو حملة انتخابية او ما شابه ذلك، بل على العكس، فكل من يستقبلهم التلفزيون في اطار هذا الملف هي وجهات نظر يقدمها ضيوف هذا البرنامج أو ذاك، وفي اعتقاده من الخطأ أن يتناول الإعلام الحكومي لملف الرئاسيات قبل استدعاء الهيئة الناخبة من طرف السلطات المسؤولة، وردا عن سؤال بخصوص تعامل الإعلام العمومي مع ملف الرئاسيات مقارنة بتناوله في الاعلام الخاص، قال رزاقي "لا وجود لأي حدث يتعلق بالرئاسيات في التلفزيون أو الإذاعة"، مؤكدا أنه لو كان هناك برامج تتناول الحدث لكنا على علم، لكن في رأيه، هو غياب مبرر بحجة أن الموعد لم يحن بعد.
إبراهيم قار علي ( إعلامي وبرلماني سابق )
في نظر الإعلامي والبرلماني السابق ابراهيم قارة علي، فإنه يفترض في الإعلام العمومي الثقيل وخاصة السمعي والبصري منه أن يضمن الخدمة العمومية وحق المواطن في الإعلام، ولكن إذا كان الأمر يتعلق بالانتخابات الرئاسية، فهو من السابق للأوان أن نطالب التلفزيون أو الإذاعة بأن تهتم بالموضوع بينما الرأي العام لم يعرف متى تكون موعد هذه الانتخابات وهو أيضا لم يتعرف على الأسماء والشخصيات السياسية التي سوف تترشح لهذه الانتخابات الرئاسية.
لقد جرت العادة أن الإعلام العمومي وخاصة التلفزيون يتجند للانتخابات خلال الحملة الانتخابية، وذلك أمر طبيعي حتى يضمن تكافؤ الفرص بالنسبة إلى جميع المترشحين وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بالانتخابات الرئاسية، سواء تعلق الأمر بالدعاية الانتخابية أو بالتغطية الإعلامية لنشاطات المترشحين خلال النشرات الإخبارية.
قد يتهم البعض أن الـتـلفزة العمومية تقوم بحملة انتخابية مسبقة للانتخابات الرئاسية القادمة من خلال تغطية مختلف النشاطات الحكومية وخاصة نشاطات الوزير الأول الذي يقود الجهاز التنفيذي، ولكن أعتقد أن المعارضة التي تتحجج بذلك إن لم تكن لا تثق في نفسها فهي تمارس الوصاية على الناخبين وهذا شكل من أشكال الاستغباء والتضليل، لأنه من الصعب جدا معرفة السلوك الانتخابي وقد تعجز عن ذلك حتى معاهد سبر الآراء الحرة والنزيهة والتي هي الأخرى تعجز عن فهم توجهات الرأي العام خلال المواعيد الانتخابية.