الوطن
منع التشهير للمرشحين للرئاسيات عبر الكتابات الحائطية
إضافة إلى منع التحريض لمقاطعة هذا الحدث السياسي الهام
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 ديسمبر 2013
أبرقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية إلى رؤساء الدوائر والبلديات، تعليمة لمنع الكتابات الحائطية التي تحرض ضد الانتخابات الرئاسية المقبلة أو التشهير للمرشحين المحتملين للرئاسيات.
وتأتي هذه التعليمة تحسبا للموعد الانتخابي المقبل والذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أشهر قليلة، حيث تحاول وزارة الداخلية بالتعاون مع المجالس المحلية المنتخبة إحكام قبضتها على الشارع الجزائري وتوجه الرأي العام، بطريقة أو بأخرى ولو كانت منع إحدى وسائل التنفيس على المواطن، خاصة وأن هذا الأخير لديه قابلية كبيرة للعزوف عن الانتخابات الرئاسية القادمة للغموض الذي يطبع المشهد السياسي، هذا وعرفت الكتابات الحائطية في الفترة الأخيرة انتشارا على نطاق واسع موازاة مع المواعيد الانتخابية. نذكر على سبيل المثال الانتخابات المحلية الاخيرة أين أمتلأت جدران الشوارع بعبارة "من أين لك هذا" التي كانت موجهة للأميار والمرشحين لرئاسة المجالس البلدية، من جهة أخرى تعرضت بعض الاحزاب السياسية على غرار حزب جبهة التحرير الوطني إلى حملة تشويه وتحريض كانت وسائلها جدران الشوارع ومقرات الإدارات العمومية، وهذا ما دفع بوزارة الداخلية للعمل على عدم تكرار هذا السيناريو بإجبار رؤساء البلديات والدوائر على تجنيد عمال يوضعون خصيصا لمنع هذه الكتابات مع متابعة قضائية لكل من يثبت تورطه بشكل أو بآخر في مثل هذه السلوكات، ومعالجة الوضع بإعادة صباغة الجدران التي تكتب عليها عبارات مسيئة للدولة ورموزها وتحرض على عدم المشاركة في الرئاسيات القادمة أو تنتقد الوضع العام للبلاد، من جهة أخرى عكس ما حدث في الانتخابات المحلية الماضية حيث بقيت العبارات التي انتقدت بعض المنتخبين المحليين موجودة إلى غاية يومنا هذا في بعض البلديات دون تحرك المسؤولين المحليين لإزالتها، يذكر أن وسيلة التعبير عن طريق الكتابات الحائطية عرفت مؤخرا تطورا ملحوظا، رغم منعها على بعض الجدران الواضحة للعيان والتي تقع في أماكن إستراتيجية كالعاصمة، أو التابعة لهيئات رسمية وحكومية، إلا أن ذلك لم يحل دون إقدام بعض الشباب على الكتابة الحائطية، خاصة في الليل، للتعبير عن انشغالاتهم، ومشاكلهم اليومية كالحرڤة، البطالة، والإفصاح عن أشياء ممنوع التحدث عنها، إذ تعتبر الوسيلة الوحيدة المتبقية أمام الجزائري لانتقاد النظام بعيدا عن الرقابة.
سارة. ز