الثقافي
المتدخلون يؤكدون على حاجة الإنسان لتنفس القضايا الروحانية التي تسمو بالخلق
في ندوة حول جمالية السماع الصوفي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 ديسمبر 2013
في مداخلة القاها على هامش فعاليات المهرجان الدولي للسماع الصوفي يوم الاربعاء بقاعة المحاضرات لدار الثقافة هواري بومدين، بعنوان " جمالية الخطاب الشعري الصوفي لدى الشاعر محي الدين بن عربي"، أشاد الدكتور السعدي مسايل استاذ الادب المعاصر بقسم اللغة العربية بجامعة سطيف (2)، انجازات الشاعر الصوفي "محي الدين بن عربي" الذي يمثل فترة النضج الشعري عند المتصوفة، في مجال كتاباته الصوفية التي غالبا ما كانت محل صراعات وكثير من الجدل اثاره فقهاء عصره حيث اتهم بكونه شيخا صوفيا ويكتب شعرا غزليا، مما دفعه الى اعادة ترجمة ديوانه بصفة تأويلية في كتاب اسماه " ذخائر الاعلاق"، وقال " كل ما قلته لا يجب ان يؤخذ من ظاهره بل، الباطن هو الاصل فيه". هذا وركز الدكتور مسايل على ديوان "محي الدين بن عربي" ، لأنه يعج بزخم صوفي كبير جدا، معتبرا ان الفرد منا ما احوجه الى ان يتنفس بالقضايا الروحانية التي تحاول ان تسمو بهذا الكائن الارضي وترفعه الى عنان السماء ولو للحظات، في زمن يقول الدكتور مسايل مليء بالقلق والتعب؛ كما ان ابراز جماليات الشعر الصوفي او الكتابات الصوفية وما تحمله من قيم روحية راقية ، وما تحمله من صور شعرية ناضجة جدا ، يحفز الشباب عموما والطلبة على وجه الخصوص، على المطالعة وقراءة دواوين الشعر الصوفي التي تركها الشعراء الكبار القدماء امثال "ابن الفارض"،"الجنيد"،"الشبلي"،"الحلاج"، دون ان ننسى "رابعة العداوية" التي تعد المؤسسة الاولى للشعر الصوفي.
من جهته قال الدكتور الدكتور فيصل حصيد:" لكل طريقة صوفية رياضتها الروحية " واختار الدكتور فيصل حصيد استاذ في الادب العربي بجامعة خنشلة محور " الصوفية وعلاقتها بالفن في كتابات الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي"، عنوانا لمداخلته ، لما تميزت به كتابات وأشعار جلال الدين الرومي من اوائل المتصوفة الذين كانوا يدعون الى السماع والى الغناء والى التغني في مجالسهم، وكان يستعين بها على الارتقاء بالارواح اضافة الى استعانته بالأذكار والتراتيل، خاصة وان الشاعر ينحدر من ثقافة فارسية شرقية كانت نسبة كبيرة من معتقداتها وطقوسها لا تتم الا عن طريق السماع. واضاف المتحدث انه بفضل ابن جلال الدين الرومي واتباعه تم تأسيس الطريقة الصوفية المولوية نسبة لاسمه "مولانا جلال الدين الرومي" بعد وفاته عام 1273م المعروفة بحركاتها الدائرية، حيث لكل طريقة رياضتها الروحية. كما تمحورت المحاضرة التي القاها الدكتور فيصل حصيد استاذ بجامعة خنشلة، حول قضية السماع والتصوف التي وصفها المتحدث بالشائكة، نظرا لما خلفته من جدل لدى بعض الفقهاء الذين رأوا من الغرابة الجمع بين اللهو الذي هو من وسائل الدنيا ومن مستلزماتها مع الايمان ومع الارتقاء والسلوك والروح الذي هو من مستلزمات الآخرة حيث كان المتصوفة من اتباع جلال الدين الرومي يستعملون الغناء للعبادة، ويستخدمون الموسيقى لتقوية الروح من اجل العبادة، وذلك نظرا لعدة عوامل اهمها ان معظم المتصوفة انحدروا من ثقافات مختلفة على غرار الفارسية، الهندية، والتي أخذت من معتقداتها واعرافها الموسيقى والغناء والرقص فقدموا الى الاسلام محملين بهذا الميراث. يذكر ان الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي من مواليد 1207 م بافغانستان، عاش عهد "سلاجة الاتراك" ، وقد ترك اثرا واسعا على الساحة التركية، الافغانية، الهندية وغيرها، فيما اعتبرته اذاعة bbc عام 2007 اكثر الشعراء شهرة في العالم.
فيصل.ش