الوطن

اعضاء من المكتب السياسي للافالان يعتبرون سعداني خارج دوائر القرار وصناع الأحداث

في الوقت الذي بلغ عدد الموقعين على وثيقة استدعاء اللجنة المركزية الـ 170

 

 

فضّل، الأمين العام للأفالان، عمار سعداني، انتهاج سياسة التراجع عن التسويق لبرنامج الحزب تجاه المواعيد السياسية الكبرى التي ستقبل عليها الجزائر في الأشهر القليلة الماضية، بانتهاجه سياسة الهروب إلى الوراء والابتعاد عن عقد اجتماعات ولقاءات تجمع بينه وبين شخصيات سياسية من المحسوبين على السلطة أو غيرها من الشخصيات، التي تبرز أمام المواعيد الانتخابية الكبرى، وقد امتدت حملة المقاطعة هذه، قيادات حزبه، ممثلة في أعضاء المكتب السياسي الذين لازالوا ينتظرون عقد أول لقاء يجمعهم بخليفة عبد العزيز بلخادم، منذ تشكيل المكتب السياسي.

خلقت هذه السياسة الجديدة من سعداني الذي وصفه مقربون منه ب ـ"الرجل  المندفع"، ووصفه آخرون بأنه لا يدري ما يحدث حوله وأنه لا يملك خريطة طريق وأن تصريحاته ومطالبه لم تكن في طاولة اصحاب القرار، بقدر ما كانت عند بعض المنتفعين من المرحلة الحالية المحيطين بالأمين العام، مما خلف حالة من الشك والقلق ليس على مستوى قيادة الحزب فقط بل امتدت إلى حلفاءه في مشروع العهدة الرابعة التي حاول في بداية الإعلان عنه الاستحواذ على أحقية حزبه في دعم بوتفليقة وقيادة القاطرة الأمامية للوصول إلى العهدة الرابعة، حيث بادر هؤلاء وفي مقدمتهم إطارات من حزب التجمع الوطني الديمقراطي وتاج، إلى ترصد تحركات سعداني داخليا وخارجيا أيضا، خاصة في الفترة الماضية التي كان فيها سعداني بالأراضي الفرنسية، ويأتي هذا القلق من غياب أي مؤشر على وجود برنامج سياسي لهذه الأحزاب تجاه الرئاسيات المقبلة أو تجاه مرشح معين فلا الرئيس قال كلمته لهم أو لمحيطه حتى يشرع هؤلاء في ترتيب الساحة السياسية بما يتماشى مع مطلب العهدة الرابعة ولا دعاة العهدة الرابعة يحوزون على خارطة طريق أو برنامج يمهد لهذا المشروع.

وبحسب التسريبات التي تأتي من قيادات الحزب العتيد، فإن حالة الصراعات الداخلية بين أعضاء المكتب السياسي الذين يرفض الأمين العام الاجتماع معهم على طاولة النقاش، خلقت نوعا من الحساسيات بين هؤلاء في ظل اعتماد سعداني على شخصيات من خارج التشكيل للتشاور والاستشارة وإعلامهم بتحركاته ومواعيد التحاقه بمكتبه بمقر الحزب بحيدرة وزاد تسريب أنه قضى أغلب وقته في الخارج متجولا بين اسبانيا وفرنسا لترتيب قضاياه الخاصة والعائلية، قلقا عند الكثير، كما أن غالبية هؤلاء لم يلتقوا بالرجل منذ لقاء الأوراسي الذي تم فيه الإعلان عن المكتب السياسي الجديد، وعمد إلى تفويض متحدث باسمه للكشف عن صلاحيات كل عضو، وهي الحالة التي أفرزت دخول عدد من الأعضاء الذين يحوزون على عضوية المكتب السياسي في عقد لقاءات سرية بينهم وبين مجموعة الجناح المناوئ لسعداني والذي يقوده منسق الحزب سابقا عبد الرحمان بلعياط، بهدف استشارتهم في الحالة التي يمر بها الأفالان في عهد عمار سعداني.

يقول أحد هؤلاء في حديث له مع "الرائد"، أنّ ما يمر به الأفالان اليوم لم يحدث حتى في عزّ الصراعات التي كانت قائمة داخل قيادته في 2004 أي قبل رئاسيات 2004 التي كانت فيها جهة مع ترشح بوتفليقة لعهدة رئاسية أخرى بينما فضلت جهة ثانية من أبناء وقيادات الجبهة دعم الأمين العام الأسبق علي بن فليس الذي وقف ندا لند ضدّ الرئيس الشرفي للحزب العتيد.

وتشير ذات المصادر، إلى أنّ الخوف من تكرار سيناريو مشوه عن رئاسيات 2004، قد يقصم ظهر الأفالان هذه المرّة، سواء ترشح أكثر من شخص من أبناء الجبهة لهذه الرئاسيات أم لا، ويتزامن هذه المعطيات الجديدة مع استمرار صمت الرئيس من جهة وتراجع الخطاب الذي تبناه مروجو العهدة الرابعة من جهة أخرى، كما أن خارطة التحالفات السياسية التي بدأت تحاك بين الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية الوطنية اليوم، قد غيّرت معطيات عديدة عن واقع الاستحقاقات الرئاسية في الجزائر، خاصة إذا ما لم يترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بالرغم من أن بعض الملاحظين يؤكدون على الطبقة السياسة اليوم ضعيفة وهشة وغير قادرة على معالجة استحقاقات انتخابية بحجم الرئاسيات بعد، خاصة في ظل بروز عدد كبير من التيارات السياسية التي هي في الغالب تيارات ولدت من رحم أحزاب أخرى وهي تفتقد للمشروع والبرامج.

وعلى الجهة المقابلة لسعداني، لازال جناح بلعياط وعبد الكريم عبادة رفقة أعضاء من اللجنة المركزية الرافضين لسياسة سعداني، يحضرون لعقد انقلاب أبيض على قيادة الحزب العتيد، هذا الانقلاب إن صح التعبير لا يهدف إلى رفض فكرة ترشيح ودعم ومساندة الرئيس الشرفي للحزب عبد العزيز بوتفليقة في الرئاسيات المقبلة بقدر ما هو انقلاب على الطريقة التي تم فيها التحضير لترشحه فالمفروض أن يتم التنسيق بين هؤلاء وبين المرشح قبل الإعلان عنه رسميا وهي الخطوة التي تعزز من مكانته في الساحة السياسية أكثر وبحسب آخر الإحصائيات التي كشف عنها عبد الكريم عبادة بخصوص عدد الموقعين على وثيقة استدعاء اللجنة المركزية في دورة طارئة قد بلغ الـ 170 عضو من أعضاء اللجنة المركزية، والحراك الذي يهدف إلى حشد أكبر عدد من هؤلاء يتم بوتيرة متسارعة وسيتم الكشف عن هذه المعطيات الجديدة بحر هذا الأسبوع، حسب ما أوضحه المتحدث.

 

خولة. بو

من نفس القسم الوطن