الثقافي
“واسيني الأعرج يدعو لمشروع رواية ملحمية”
على هامش مشاركته بمعرض الدوحة للكتاب
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 ديسمبر 2013
حاضر الروائي الجزائري، الدكتور واسيني الأعرج بمعرض الدوحة الدولي الرابع والعشرين للكتاب في موضوع، «تحديات الرواية العربية في مواجهة عصر قلق»، أدارتها الكاتبة بشرى ناصر. وقال واسيني الأعرج، إنه بدأ يتأمل في الفضاء الروائي العربي في العشرين سنة الماضية، باعتباره منشغلا بهذا النوع، داعيا في بادئ الرأي إلى الاتفاق بأن الرواية ليست كالشعر، فهو فضاء مجتمعي مصغر، ينشأ على اللغة، ويملك كل المساحات التي تظهر في المجتمع، سواء الماضي أو الذي نعيشه يدخل في تقاطع وتماس مع المجتمع الماضي ويتأثر به، منوها بأن الرواية لم تقف موقف الصامت. وأثناء دخوله في صلب الموضوع، أشار واسيني، إلى أن هذه الرواية هي ثمرة لتحول مجتمعي، إلى محاولة بناء، وأنها نشأت على التفكك يوتوبيا جديدة، فضلا على أنها جسدت كل الصراعات.
وقال واسيني الأعرج، إننا أمام يوتوبيا سيتضح فيما بعد أنها انهارت وحدث شيء سيغير الكثير من النقاش، لافتا إلى أن ما يحدث أننا عندما نكتب في مجتمع في لحظة تحول، فالمسؤولية مشتركة بدرجة أولى مسؤولية المؤرخ، والحالة الثانية، مسؤولية الكاتب.
وكان واسيني الأعرج عندما يأتي بفكرة جديدة، يمثل لها من وقائع تاريخية حدثت، من قبيل الروائي الفرنسي الشهير «لاروشيل» الذي كان يشتغل في دار نشر جاليمار، إذ بدأ حياته ليبراليا ديمقراطيا، وفجأة وجد نفسه يكتب نصوصا عن هذه الحالة، وبعد الحرب العالمية الثانية، سيصاب بخيبة، ويتحمل مسؤوليته فينتحر، معرجا على الشخصية الثانية التي أمر الجنرال ديغول بقتلها، إذ فند الجنرال فعلته بأن الكاتب يحمل على عاتقه مصيره ومصير مجتمعه. وكشف واسيني، أنه بدأ يتأمل أن كل اليوتوبيا السابقة، باءت بالفشل، متسائلا: كيف يواجه الكاتب المعضلة التاريخية، مشيراً في هذا الصدد، إلى أن الروائي جورجي زيدان، عندما اشتغل على مشروعه، ارتأى أن يضيف المسألة العاطفية من أجل إنشاء فضاء روائي. ومن أجل تبيان الخطأ الذي وقع فيه، ذكر المتحدث، أنه قام بمعية طلبته ببحث ميداني على مجموعة من القراء، عندما تم سؤالهم عندما أنهوا قراءاتهم، ما ترسخ لديه من معلومات عن الرواية، أن الذي حدث، الغالبية ركزوا على الحالة العاطفية، متناسين الأحداث التاريخية، ليقرر أن كل رهان جورجي زيدان في توصيل الحالة التاريخية باءت بالفشل، مع العلم أن رهانه رهان تاريخي، متسائلا مرة أخرى: ما هي رهاناتنا اليوم؟ أما السؤال الثاني الذي اعتبره ضيف النشاط الثقافي بمعرض الدوحة الدولي للكتاب، في غاية الأهمية، فهو سؤال الحرية، إذ لا يمكن أن «نتخيل تحديدا روائيا دون أن تكون هناك حرية كاملة.
وفي ارتباط بالموضوع، قال واسيني، في فترة سابقة، كان الخطاب الإيديولوجي (اليساري) هو الذي أصبح دينا، ولم يعد بالمقدور انتقاده، وشدد على عامل الحرية الذي يُطرح على الأجيال الحالية غير المغطاة إيديولوجيا أو سياسيا، إذ في السابق، كان الكاتب أو الروائي يجد جهة تسنده وتدافع عنه، باعتباره يدافع عن توجهها وخطها. ولم يقتصر واسيني الأعرج على سوق بعض الإشكالات الكبرى، بل إن السؤال عن مسألة الحب، كان حاضرا، إلى جانب: الدين والطابوهات المجتمعية. وبخصوص النقطة الثالثة التي ساقها واسيني ، فتتعلق بمشكلات الهوية وكيف يتعامل معها الروائي، ذاكرا بعض الصراعات في بلده وبعض البلدان والمتعلقة بين المُعربين والمفرنسين، والاتهامات المتبادلة بينهم، والتي أرجعها إلى الجهل، فضلا عن بروز بعض القضايا مثل الأمازيغية وتقديمها في بعض الأحيان على الانتماء الإيديولوجي، ليخلص في النهاية إلى دعوته المتمثلة في «الاشتغال على مشروع الرواية الملحمية ". فيصل.ش