الوطن
حمس تعيش مرحلة العد العكسي نحو الموقف الحاسم من الرئاسيات
تعكف قياداتها على دراسة النتائج الأولية لسبر الآراء
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 ديسمبر 2013
• تيفور: ننتظر انتهاء العملية ثم نعلن عن القرار النهائي بخصوص المشاركة من عدمها
دخلت حركة حمس في شبه عد عكسي لمرحلة انقضاء الزمن المتسارع نحو رئاسيات 2014، قصد اتخاذ موقف نهائي يلبي طموحات أغلبية القاعدة النضالية للحزب، لكن لحد الآن تفضل قيادات الحركة التكتم بشأن فحوى سبر الآراء الذي طرحته على مناضليها قصد ترجيح كفة الخيارات الثلاثة ( المشاركة بمرشح حمس، عدم مرشح توافقي، أو المقاطعة )، ويظهر من خلال آراء المناضلين الذين تفاعلوا مع سبر الآراء عبر موقع الحركة الإلتروني، أن القاعدة تفضل أن تدرس حمس كل خطوة بعناية قبل أن تغامر في ظل وجود لعبة سياسية مغلقة.
قال القيادي في حمس فاروق تيفور في تصريح مقتضب لـ "الرائد" إن عملية سبر الآراء حول موقف القواعد النضالية من الخيارات الثلاثة المطروحة للنقاش، ستعرف نهاية الشهر، وعلى أساس هذه النتائج سيبنى الموقف النهائي من الرئاسيات المقبلة، وأوضح المتحدث أن مؤسسات الحزب ستجتمع نهاية ديسمبر قصد الإعلان عن الخيار الذي رجحته أغلبية الأصوات، وبرغم التحفظ الذي يبديه معظم القياديين في المكتب الوطني لحمس، إلا أن ما يظهر من خلال التصويت على الخيارات المطروحة عبر الموقع الإلكتروني للحركة وكذا الصفحة الرسمية لحمس عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تظهر تفاعل مناضلي الحركة مع سبر الآراء المطروح، حيث حاولت "الرائد" استقراء القدر الكافي من الآراء، وتبين أن القواعد النضالية مهتمة بما تواجهه حمس من تحديات أمام استحقاق أفريل 2014، فمن الآراء من فضلت الخيار الثالث وهو المقاطعة، وقناعتها في ذلك بنتها على عدم توفر شروط النزاهة، وأن الحركة غير مهيئة تنظيميا وشعبيا لخوض هذه المغامرة، وأن الخطأ غير مسموح، حيث يتخوف البعض من أن تسقط حمس في الإقصاء النهائي الذي يمهد طبيعيا لصعود قوى أخرى مكانها، ويفضل دعاة خيار المقاطعة أن تقدم الحركة مبررات واضحة للرأي العام، ويذهب بعض المشاركين في سبر الآراء عبر صفحة حمس في فيسبوك، للدعوة إلى استثمار هذه "المقاطعة سياسيا في التعبئة الجماهيرية وإعادة حشد المناضلين والمناصرين" وقال أحدهم "نريدها أن تكون نقطة الانطلاقة للمطالبة بالتغيير ولا غير، علنا وصراحة"، "نريد من جميع القوى الفاعلة المشاركة في التعبئة من طلبة ونقابيين وبرلمانيين وحتى الفنانين من خلال الأناشيد الحماسية المستمدة من واقعنا الحالي"، وهي مقاطعة إيجابية في نظرهم، ورأى بعضهم أن رغبة رئيس الحركة في الترشح يجب رؤيتها من زاوية أخرى، حيث لم تنجح التجربة في مصر مع الإخوان، كما أن دعاة المرشح التوافقي قد لا تخدم حمس، بحسب آخرين، بل العمل على مراجعة ربع قرن من السياسة التي كسرت التربية والثوابت ومراجعة لماذا عرفت حمس كل الانشقاقات التي فرخت أحزابا على شاكلة جبهة التغيير، حركة البناء، وتاج، ومع كل هذا، هناك من طالب بدعم ترشيح رئيس الحركة عبد الرزاق مقري حتى تعرف الحركة وزن رئيسها في الرئاسيات وقدرته على تحقيق نتيجة أمام مرشحين من الوزن الثقيل، لكن على ما يبدو، فإن حمس ستجد صعوبة كبيرة للفصل في مسألة الرئاسيات، خاصة لما نقرأ تصريحات مسؤوليها الذين أكدوا في كل مرة أن اللعبة السياسية مغلقة والظروف التي تميز التحضير للانتخابات قد لا تخدم خيار المشاركة، غير أن القرار قد يكون مفاجئا للكثيرين، حيث يرجح أن تكون المشاركة بمرشح عن الحركة وهو رئيسها، أبرز الخيارات إن لم يحصل التوافق داخل تيار المعارضة في ما يسمى بمجموعة العشرين، ومهما تكن آراء مناضلي حمس المشاركين في سبر الآراء، فإنها تعبر عن مختلف القناعات لدى قواعد الحزب.