الوطن

غينيا تطلب دعما جزائريا لـ"قوات الاستعداد الإفريقية"

باريس تحاول تبديد فكرة "شرطي إفريقيا" بالزج بقادتها في حروب جديدة

 

طالبت دولة غينيا من الجزائر دعما لوجستيا لدعم قوات التدخل السريع بعد أن وافقت فرنسا على مساعدة الدول الإفريقية في تشكيل قوة عسكرية مشتركة لمواجهة الانقلابات والحروب وحركات التمرد في القارة حسب تعبير الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند.

وقال الرئيس الغيني ألفا كوندي في مؤتمر باريس الذي اختتم مساء أول أمس وجمع نحو 40 زعيما إفريقيا "نحن ممتنون لفرنسا ولكن ليس من طبائع الأمور أن تضطر إلى التدخل لإنقاذنا مثل رجل الإطفاء بعد 50 عاما من الاستقلال". كما عبر كوندي عن أمله في أن تكون الدول الإفريقية الكبرى مثل جنوب إفريقيا والجزائر وأنجولا جاهزة الآن لتقديم دعم لوجستي أساسي لقوة الاستجابة السريعة. وأضاف أن معظم الأموال اللازمة لتمويل القوة ستأتي من أوروبا.

وجاء تشكيل القوة العسكرية بالموازاة مع إرسال فرنسا قوات إلى جمهورية إفريقيا الوسطى يوم الجمعة الماضي بعد أن حصلت على تأييد الأمم المتحدة لمهمة تهدف حسبها إلى وقف أعمال عنف طائفية في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 4.6 مليون نسمة. ويأتي هذا بعد عملية فرنسية كبيرة لإخراج مقاتلين مرتبطين بالقاعدة من شمال مالي هذا العام. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن الأزمة في جمهورية إفريقيا الوسطى أظهرت الحاجة الملحة للمضي قدما في تشكيل "قوة الاستعداد الإفريقية" متعهدا بأن تمد باريس يد العون. وطرحت فكرة تشكيل القوة الإفريقية قبل أكثر من عشر سنوات، ومن المتوقع أن تبدأ عملها في عام 2015 ولكن تشكيلها تعثر بسبب نقص المواد والأموال إلى جانب خلافات حول هيكل قيادتها.

وفي بيان مشترك جرى الاتفاق عليه في الاجتماع، التزمت فرنسا بتدريب 20 ألف جندي إفريقي في خمس سنوات وتقديم مستشارين عسكريين للتجمعات الإقليمية في غرب ووسط إفريقيا ومعظم دولها الأعضاء من المستعمرات الفرنسية السابقة.

ومع تطلع فرنسا إلى تبديد الفكرة المأخوذة عنها بأنها "شرطي إفريقيا" وافقت أيضا على تقديم الدعم في تشكيل هيكل القيادة لقوة الاستجابة السريعة وتقديم المشورة الفنية بخصوص تبادل قدرات القوات الجوية. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان "الأمر لا يتعلق بتوفير المعدات بقدر ما يتعلق بتقديم الدعم في مجالات الخبرة والتخطيط والإمكانات اللوجستية والاستخدام المشترك لوسائل النقل كي يتسنى لقوة الاستجابة السريعة أن تصبح جاهزة للعمل".

محمد. أ

من نفس القسم الوطن