الوطن

مباركي أمام تحدي "طرد" السياسة من الحرم الجامعي

شرارة الإضرابات تتسع وأطراف تحاول إقحام الجامعة في سباق الرئاسيات

 

بدأت شرارة الإضرابات تتسع بالجامعة الجزائرية، حيث يتواصل إضراب طلبة كلية الآداب واللغات الأجنبية بجامعة الجزائر 2، موازاة مع الحركة الاحتجاجية التي ينظمها طلبة كلية العلوم الفلاحية وطلبة علوم الطبيعة والحياة بجامعة مستغانم ليلتحق بهم طلبة كلية الحقوق ببن عكنون الذين نظموا أمس احتجاجا لحرمانهم من التسجيل في السنة الاولى ماستر، يأتي كل هذا في وقت أغفلت فيه التنظيمات الطلابية مشاكل الطلبة واهتمت بالسياسية ودعم هذا وذاك في الرئاسيات القادمة، ليكون أهم تحدٍ أمام الوزير الجديد محمد مباركي في هذا التوقيت هو طرد السياسة من الحرم الجامعي خاصة وأن الكثير من الاطراف تعتبر هذه الاخيرة ورقة رابحة في الاستحقاقات القادمة كون الجامعة تضم شريحة لا يستهان بها من النخبة الجزائرية.

ولا يزال الإضراب المفتوح الذي دخل فيه طلاب كلية الآداب واللغات الأجنبية قسم لغة انجليزية بجامعة الجزائر 2 متواصلا، حيث لم تستبعد إدارة الكلية في آخر اجتماع لها مع ممثلي الطلبة الإعلان عن سنة بيضاء إذا تواصل الإضراب لأسبوع آخر، وقال ممثلطلبة هذا القسم إن لجوء الإدارة إلى هذا الأسلوب تم بعد فشلها في ايجاد حل للمشاكل البيداغوجية واكتفائها بتقديم وعود للطلبة تتعلق بتنظيم دورة خاصة، إلا أن ذلك لم يتجسد ميدانيا بالرغم من حالة الانسداد المسجلة بهذا القسم منذ شهر نوفمبر الماضي، سيما وأن إضراب الطلبة يدخل أسبوعه الثالث، إلى جانب ذلك، لم تتّخذ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أي قرارٍ بشأن هذا القسم عقب إيفادها لجنة تحقيق وزارية شهر نوفمبر الماضي بعد أن أكّدت أنها ستتعامل مع هذا القسم كحالة خاصة بسبب ارتفاع نسب الرسوب وتدني نسبة النجاح سنويا به، في نفس الوقت عرفت أمس كلية الحقوق والعلوم القانونية ببن عكنون إضرابا لطلبة "أل أم دي" الذين حرموا بالجملة من التسجيل في السنة الأولى ماستر، حيث نظم الطلبة اعتصاما بالكلية طالبوا فيه بحقهم في مواصلة دراستهم في سنة أولى ماستر كما ينص عليه نظام "أل أم دي". من جهة أخرى انضم طلبة كلية العلوم الفلاحية بجامعة مستغانم إلى صف طلبة علوم الطبيعة والحياة الذين نظموا حركة احتجاجية تستمر للأسبوع الثاني على التوالي، كل هذه الإضرابات على مستوى الجامعة الجزائرية تضاف إلى حالة الانحطاط في المستوى التعليمي والأخلاقي الذي تعرفه الجامعات وكذا تدهور الاوضاع داخل الحرم الجامعي، حيث تعرف الجامعة الجزائرية أكبر كبواتها باحتلالها ذيل ترتيب معظم تقارير المنظمات العالمية مقارنة بنظيرتها العربية والعالمية، في حين أن معظم التنظيمات الطلابية أغفلت مشاكل الطلبة و"صامت" عن الدفاع عن حقوقهم والتكلم بلسانهم، فيما اهتمت بالسياسة ودعم مرشحين محتملين في الرئاسيات أشهرا قليلة قبل استحقاقات ربيع 2014، حيث تحاول بعض الاطراف إقحام الجامعة الجزائرية في لعبة السياسة وسباق الرئاسيات القادمة، كيف لا وهي تمثل نسبة كبيرة لا يستهان بها من النخبة الجزائرية، متناسية الواقع الذي يتخبط فيه الطالب والاضطرابات التي تحملها الجامعة، حيث أعلنت مؤخرا ما يطلق عليها بالتنسيقية الوطنية لطلبة الدكتوراه والماجستير من شتى التخصصات العلمية الموزعين على أكثر من عشرين جامعة بالجزائر دعمها لترشح رئيس الحكومة الاسبق علي بن فليس لرئاسيات 2014، كبداية لصراع من المحتمل أن يحتدم داخل الجامعة الجزائرية بما أن هذه التنسيقية تعتبر جزءا من كل لم يبد بعد أي نية في دعم أي طرف.

س. زموش 

من نفس القسم الوطن