الوطن

من الميكانيك إلى قيادة حزب اسلامي معارض

محمد ذويبي ثالث أمين عام في حركة النهضة

 

لم يكن الأمين العام الجديد لحركة النهضة يعرف أن معنى حكمة " رب ضارة نافعة " قد تخدم  يوما مساره السياسي ليصل إلى قيادة الحزب، فإصابته في هجوم الكيان الإسرائيلي على أسطول الحرية (سفينة مرمرة ) المتجه لفك الحصار على غزة، سمح للأوساط الإعلامية والسياسية من التعرف على شخصه، فالحادثة التي أضرت بإحدى عينيه، فتحت له الباب وزادت في رصيده النضالي والسياسي ليصل بعها  إلى قيادة حزب اختار أن يكون في المعارضة، لكن مع ذلك يرى بعض العارفين بهذه الشخصية، عدم تمتع ذويبي بكارزمة كبيرة تمكنه من بعث شخصيته داخل الحزب، وهو ما قد يكون عائقا له في أدائه التنظيمي والسياسي، وهو ما كان سببا في انسحاب ربيعي الذي فشل في كسب هذه الكارزمية.

محمد ذويبي ( 55 سنة )، أب لستة أبناء (ثلاثة أولاد وثلاثة بنات)، من مواليد العلمة بولاية سطيف.  1981 حصل ذويبي على شهادة الدراسات التطبيقية في الميكانيك من معهد الهندسة الميكانيكية ببومرداس. بعدها سافر إلى بلجيكا وسجل في معهد الميكانيك، أين تخرج منه بشهادة في الإختصاص، وعاد إلى سطيف ليشتغل أستاذا في الثانوية التقنية العربي بن مهيدي، لكنه ترك مهنة التعليم واختار مهنة حرة في الميكانيك.

كانت بداية نشاط ذويبي في السياسة منذ 1983، حيث إلتحق بالجهاز التنظيمي الداخلي للتنظيم السري للنهضة قبل أن تتحول حزبا سياسيا عقب إقرار السلطة للتعددية، وهو بذلك يكون ضمن قدامى المناضلين في الحركة، وتدرج في سلم المسؤوليات بالحركة، منها عضو مجلس شورى سابقا، ومستشار الأمين العام السابق مكلف بملف فلسطين، كما شارك في كل المواقع التنظيمية للحركة، أولها رئيس بلدية عن الحركة، رئيس مجلس شعبي ولائي، مسؤول جهوي عن المسار التنظيمي، و عمل منذ خمس سنوات مسؤولا للجنة الشؤون الخارجية بالحركة، ثم لجنة المالية، وبين 2001 و2002، ثم رئيس كتلة النهضة في المجلس الشعبي الوطني.

في الفترة بين ( 1997-2002 )، كان ذويبي نائبا في البرلمان عن حركة النهضة ممثلا لولاية سطيف، وهي التجربة التي يقول عنها شخصيا إنها كانت تجربة راشدة كونها تميزت بحراك سياسي كبير ومعقد، كما كان البرلمان في تلك العهدة يضم كل النخب السياسية التي كانت تنشط في الساحة.   

يصنف ذويبي نفسه ضمن تيار المعارضة الذي اتخذته حركة النهضة منهجا لها منذ تأسيسها، برغم مشاركة إطارات منها في السلطة ( بوغازي، لحبيب آدمي وعبدالوهاب دربال)، لكن الأمين العام الجديد الذي خلف ربيعي على رأس الحزب، يؤكد أنه ماض في نفس النهج ( معارضة السلطة). 

يتبنى ذويبي خياراته في المعارضة من خلال اجتهاد فكري مبني على أن السطلة لا تستمد شرعيتها من الشعب، لكن على الرغم من ذلك، فهو يرى من خلال مرجعيته الفكرية ان مبرر وجوده، يكمن في مدى ممارسة خطاب سياسي معارض للسطلة وتوجهاتها، وهذا ما ستكشف عنه الأيام.

عرف ذويبي أكثر من خلال نضاله في القضية الفلسطينية ضمن مؤسسة القدس الدولية، حيث كان عضوا بمجلس الأمناء، وكان من بين ضحايا هجوم الجيش الإسرائيلي على سفينة مرمرة. ونضاله في القضية الفسلطينية مكنه من التواصل مع مصادر ستعينه في تمويل الحركة ونشاطاتها في المستقبل، وهو التحدي الأكبر بالنسبة لحزب مثل حركة النهضة.

مصطفى حفيظ

من نفس القسم الوطن