الوطن

التيار الإسلامي عرضة للهزات عند كل موعد للرئاسيات

الطموح الشخصي لبعض قياداته في الترشح سبب ذلك

 

 

مع كل استحقاق رئاسي، يتسرب التصدع في حزب من الأحزاب الإسلامية، وكأنها على موعد مع الانشقاق والاختلاف بسبب ترشح الزعيم من عدمه، أو تعنته لموقفه برغم معارضة مجلس شورى حزبه، مثلما سبق وكان الحال في حركة النهضة من قبل، ثم حركة الإصلاح، ويحدث التفكك بسبب طموحات فردية للوصول إلى السلطة ولو على حساب مؤسسات الحزب، وحاليا تكاد حركة حمس تعيش نفس ما حدث للنهضة والإصلاح في عهدة جاب الله، حيث يتوجس البعض من أن يتسبب رئيس الحركة عبد الرزاق مقري في انشقاق إن هو أصر على الترشح للرئاسيات برغم أنوف الجميع.

 

من بين الأسباب التي جعلت من أمين عام حركة النهضة ينسحب من قيادة حزبه، هو كثرة الانشقاقات في التيار الإسلامي خاصة عند كل موعد للرئاسيات بسبب أحد المقربين من فاتح ربيعي، والتصدع في التيار الإسلامي تراه بعض الأوساط، أنه كرد فعل طبيعي ناجم عن حسابات الرئاسيات بالنسبة لكل حزب وموقف قيادته من الترشح أو عدمه، وخير مثال على ما فعلته الرئاسيات بالأحزاب الإسلامية، نموذج حركة النهضة في 1999، حيث أصر جاب الله على الترشح برغم رفض أغلبية القيادات في الحركة منهم لحبيب آدمي، وكانت النهضة عاشت أزمة في القيادة ثم انسحب منها جاب الله وأسس حركة الإصلاح، وعاشت الحركة نفس السيناريو تقريبا، وانتهت بأزمة في داخلية في 2007، أبعدت من خلالها وزارة الداخلية الشيخ جاب الله عن رئاسة الحركة مما أدى إلى تقهقرها انتخابيا، وكانت الطموحات الشخصية دوما وراء التصدعات في هذه الأحزاب، حيث عادت الأزمة في حركة الإصلاح مجددا بسبب تعنت جهيد يونسي الذي كان وقتها على رأس الحزب، حيث رفض مجلس الشورى ترشحه للرئاسيات بينما أصر هو على الترشح، ثم انشقت جماعة محمد بولحية وبن عبد السلام وظهرت جبهة الجزائر الجديدة، وكانت الانشقاقات في صفوف حمس الأكثر على الإطلاق، حيث انشقت عنها جماعة عبد المجيد مناصرة وأسست جبهة التغيير، والسبب كان انحراف الحركة عن المبادئ التي رسمتها الحركة في عهد الراحل نحناح، ثم انشقت مجموعة عمار غول بسبب خلافات حول البقاء في السلطة أو فك الارتباط، وهو ما فرخ حزب تجمع أمل الجزائر (تاج)، أما حاليا، فالحركة على مرمى حجر من ترشيح مقري للرئاسيات، خاصة بعدما ظهر عبر الإعلام وصرح بأنه مرشح حمس للاستحقاق الرئاسي، وهو ما خلق شبه تصدع داخلي ما فتئ يبرز في مؤسسات الحركة، حيث بدأ حراك في الكواليس يؤكد أن مقري لا يحوز على تأييد الأغلبية، ويتصرف وفقا لمنطقه الشخصي وطموحاته، وتعتقد بعض الأوساط من داخل حمس، أن التعنت والأنانية قد تؤدي بالحركة للمزيد من التصدع، وقالت إن لم يتراجع مقري عن رغبته في الترشح للرئاسيات، فإنه سيعرض الحزب لهزة عنيفة.

 مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن