الوطن

رحيل "مانديلا" رمز الحرية والتسامح وأيقونة الصمود

قادة العالم ينعون المقاوم الاستثنائي

 

أعلن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما وفاة الرئيس الأسبق نيلسون مانديلا بمنزله في جوهانسبرغ يوم الخميس عن عمر ناهز 95 عاما بعد معاناة طويلة مع مرض في الرئة، داعيا إلى  احترام إرثة وقيمته.

وتوجه زوما بخطاب إلى  الأمة معلنا رحيل مانديلا بحضور عائلته معربا عن حزنه الشديد لأن جنوب أفريقيا فقدت أحد أعظم أبنائها، نيلسون مانديلا مؤسس الدولة الديمقراطية الحالية. وشدد على أن نضال مانديلا من دون كلل من أجل الحرية أكسبه احترام العالم، وتواضعه وتعاطفه وإنسانيته أكسبوه حب العالم، مشيرا إلى  أنه أمر بتنكيس الأعلام حدادا على مانديلا إلى  حين دفنه، موضحا أنه ستقام له جنازة رسمية. أما حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا فاعتبر أن البلاد خسرت بوفاة مانديلا "مثالا عملاقا للإنسانية والمساواة والعدل والسلام". وقال الحزب الذي كان مانديلا زعيما له لسنوات في بيان "حياته تعطينا الشجاعة للسير قدما من أجل التنمية والتقدم نحو إنهاء الجوع والفقر". من جهته قال فريدريك دي كليرك آخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا في مقابلة مع محطة تلفزيون (سي أن أن) التلفزيونية الأميركية أن أكبر إنجازات مانديلا كان توحيد جنوب أفريقيا والسعي إلى  المصالحة بين السود والبيض في عهد ما بعد سياسات العزل العنصري.

نعي دولي وإشادة بالفقيد

في سياق متصل توالت ردود الفعل الدولية عقب الإعلان رسميا عن وفاة الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا الذي توفي بعد صراع طويل مع المرض، مشيدة بهذه الشخصية التي توصف بأنها أيقونة للحرية والديمقراطية ليس على مستوى بلاده وإنما على مستوى العالم بأسره. وأجمع الكثير من القادة السياسيين على الإشادة بالصفات الإنسانية التي كان يتحلى بها مانديلا الذي أمضى 27 عاما في سجون نظام الفصل العنصري. حيث قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي أعلن تنكيس الأعلام في الولايات المتحدة "لقد خسرنا أحد الرجال الأكثر تأثيرا والأكثر شجاعة وأحد أطيب الأشخاص على هذه الأرض". كما نعت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية مانديلا، واعتبرت أن الإرث الذي تركه هو إقامة بلد سلمي. ومن جانبه، وصف ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز الزعيم الأفريقي بأنه كان تجسيدا للشجاعة والمصالحة، وكان أيضا رجلا امتلك روحا من الدعابة وحماسا حقيقيا للحياة. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون نعى في وقت سابق مانديلا، وقال إنه "بطل زماننا" وبرحيله انطفأ نور كبير في العالم، وأوعز بتنكيس العلم فوق مقر الحكومة الرسمي. كما أشاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بمانديلا معتبرا أنه "مقاوم استثنائي" و"مقاتل رائع". وقرر هولاند تنكيس الأعلام في فرنسا حدادا على مانديلا. من جهتها أشادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمانديلا معتبرة أنه "ساهم إلى  الأبد في المعركة ضد قمع شعبه". وأضافت أن إسمه سيبقى ملازما للمعركة ضد قمع شعبه والنصر على نظام الفصل العنصري.

وفي البرازيل عبرت الرئيسة ديلما روسيف عن حزنها لوفاة مانديلا معتبرة أنه يعد المثل الذي سيقود كل الذين يناضلون من أجل العدالة الاجتماعية والسلام في العالم. وفي موسكو أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمانديلا، ووصفه بأنه كان أحد السياسيين "الأبرز في عصرنا". وفي آسيا أشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ بمانديلا، ووصفه بأنه أسهم بشكل استثنائي "لتطوير الإنسانية". من جانبه شبهه رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ مانديلا بالزعيم الهندي المهاتما غاندي. وأعلنت إيران من جهتها أنها تشارك الجنوب أفريقيين حدادهم بعد رحيل مانديلا. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن مانديلا إنه كان ثوريا من أجل الحرية ولم يقاوم فقط وهزم الطغيان والعنصرية والفصل العنصري وإنما هزم أيضا القوة والغضب والحقد والعنف ومشاعر الانتقام. من جهته وصف رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، مانديلا، بالقائد العظيم الذي حقق إنجازات كبيرة. وقال آبي إن مانديلا حارب للقضاء على التمييز العنصري بعزيمة قوية.

من جانبه أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالزعيم الجنوب أفريقي, قائلا إنه كان ملهما لحركات التحرر في جميع أنحاء العالم. وعبر أعضاء مجلس الأمن الدولي عن تقديرهم الشديد للصفات الأخلاقية والسياسية الاستثنائية لمانديلا. وفي بروكسل قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو إنه "يوم حزين، ليس لأفريقيا وحدها بل للأسرة الدولية بأكملها، معتبرا أن مانديلا من أعظم الشخصيات في عصرنا. أما رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، فقد قال إن جنوب أفريقيا فقدت أباها والعالم فقد بطلا، معتبرا مانديلا "من أكثر الرجال إنسانية في عصرنا". ووصف الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون مانديلا "ببطل الكرامة الإنسانية والحرية". وقال إن "التاريخ سيذكر مانديلا كبطل من أجل الكرامة الإنسانية والحرية والسلام والمصالحة. وأعلن الدالاي لاما أنه فقد برحيل نلسون مانديلا "صديقا غاليا" وأشاد بشجاعة الزعيم الأفريقي "ومبادئه ونزاهته".

العرب ينعون فيه مناصرا لقضاياهم

عربيا قررت الجزائر تنكيس العلم الوطني لمدة ثمانية أيام ابتداء من يوم أمس الجمعة اثر وفاة الزعيم نيلسون مانديلا حسبما علم من مصدر رسمي، كما أرسل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تعزية إلى  رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما أشاد فيها بشخصية الفقيد الذي يجسد "النضال الطويل من اجل الحرية و الكرامة" لجنوب إفريقيا، و قال رئيس الجمهورية في برقية التعزية "إن نيلسون مانديلا يتماهى مع تاريخ جنوب إفريقيا من حيث انه تجسد فيه نضالها الطويل من اجل الحرية و الكرامة". و ذكر الرئيس في برقية التعزية إن الفقيد "قد تحلى خلال مساره النضالي بتمام التواضع و الاستقامة في الوفاء بالتزامه فيما بذله من اجل خدمة شعبه". و جاء في برقية رئيس الجمهورية ان "اشتراكنا في تبجيل بطل إفريقيا هذا و في محبته أتاح لبلدينا بناء تضامن لاتنفصم عراه..."، مضيفا "سيخلد ماديبا إلى  الأبد في الذاكرة الإفريقية من حيث أنه حقق المصالحة بين أبناء جنوب إفريقيا و ترك بصمته في سجل حركة انعتاق إفريقيا الذهبي. و له المكانة الأثيرة كذلك في قلب كل إنسان محب لقيم الحرية والكرامة الإنسانية". 

كما نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مانديلا قائلا إنه "فقيد شعوب العالم أجمع وفقيد فلسطين الكبير الذي وقف معنا وكان أشجع وأهم رجالات العالم الذين وقفوا معنا". وأضاف أنه جمع الفلسطينيين مع مانديلا علاقات نضالية وتاريخية ستبقى راسخة إلى  الأبد بين الشعبين الفلسطيني والجنوب أفريقي. كما نعت الرئاسة المصرية مانديلا. من جهته أعلن الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز يوم أمس حدادا وطنيا على روح الزعيم الإفريقي والرئيس الجنوب إفريقي الأسبق الفقيد نيلسون مانديلا الذي وافته المنية مساء أمس . وقرر عبد العزيز بهذه المناسبة الأليمة إلغاء الأفراح وتنكيس الأعلام الوطنية لمدة ثلاثة أيام وقال عبد العزيز:" إن الشعب الصحراوي، وهو يستلهم من هذا الرمز العالمي مثال الكفاح والصمود والمقاومة من أجل الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية والسلام، ليعبر عن تضامنه الصادق مع عائلة الفقيد والشعب الجنوب إفريقي الشقيق إزاء هذه الفاجعة الأليمة...".

الفيفا تنعي أحد عظماء الإنسانية

 كما نعى رئيس الفيفا السويسري سيب بلاتر الموجود في البرازيل لحضور قرعة كأس العالم 2014 يوم أمس الجمعة مانديلا الفائز بجائزة نوبل للسلام. وقال في بيان "أشعر بحزن عميق لرثاء شخص غير عادي وربما كان أحد العظماء على مر العصور وصديق مقرب بالنسبة لي نيلسون روهيلالا مانديلا". وأضاف "حين كرمه الجمهور وحياه في ملعب سوكر سيتي بجوهانسبرغ في 11 جويلية 2010 كان رجلا من الناس يأسر قلوبهم، وكانت واحدة من أكثر اللحظات تأثيرا في حياتي".

محمد-د

من نفس القسم الوطن