الوطن

الفصل في مسألة الرئاسيات مؤجلة إلى بداية جانفي

السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية أحمد بيطاطاش لـ"الرائد"

 

يبدو أن القوى السياسية الرئيسية قد اختارت الصمت كموقف في قضية الانتخابات الرئاسية ،بعد ما فهمت رسالة السلطة التي اختارت الغموض وعدم اعطاء أي تصور أو رؤية للانتخابات القادمة ،ففي الوقت الذي اختار الحزب العتيد السكوت بعد سلسلة مواقف وتصريحات من أمينه العام الجديد قالت مصادر لـ"الرائد" أن سعداني والمكتب السياسي الجديد قد تلقوا توجيها بعدم التصريح والتوقف عن ابداء المواقف اتجاه الرئاسيات القادمة وهو نفس الاتجاه الذي تبناه الأرندي الذي فضل أولوية العمل الحزبي من خلال التحضير للمؤتمر وعدم الحديث الا بما هو مكتوب ومدروس، وقلل أمينه العام  بن صالح أي لقاءات صحفية حتى لا تحسب عليه وتجنب مصطلح العهدة الرابعة واستبدلها بدعم الاستقرار وبرنامج الرئيس،

كما تقوم الكتلة الخضراء بنفس الاتجاه مع الاختلاف انها ترفض العهدة الرابعة ولكنها تنتظر نهاية الشهر ديسمبر لتوضح موقفها النهائي سواء كان بشكل جماعي او فردي .

وذهبت لويزة حنون إلى  نفس المنحى بتأجيل لقاء المجلس الوطني المخول باتخاذ قرار الحزب في الرئاسيات إلى  آخر السنة أو بداية السنة القادمة وهو الموقف الذي اختاره كذلك حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية .

ولمعرفة رأي أقدم حزب معارض في الجزائر والذي تسربت معلومات كثيرة عن صفقات سياسية تكون قد عقدت بين الحزب وأطراف داخل السلطة وما تبعه من اجراءات منها القانون المقدم من الكتلة البرلمانية للأفافاس بخصوص تعويض ضحاياه في 63 وغيرها اضافة إلى  عدم انخراطه في الحملات المنظمة ضد بعض مؤسسات الجمهورية توجهنا بهذه الاهتمامات إلى  السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، أحمد بيطاطاشا الذي اوضح أن ملف الرئاسيات المقبلة وتطلعات الحزب تجاه هذا الموعد الانتخابي لازال مؤجلا إلى  بداية السنة المقبلة، أي بالتزامن مع استدعاء الرئيس للهيئة الناخبة لهذا الاستحقاق، غير أنه لم يستبعد أن تتطرق قيادة الحزب بشكل مفصل حول مستقبلهم تجاه هذا الموعد في غضون الأسبوعين الأخيرين من الشهر الجاري، حيث لن تنحصر المشاورات داخل قيادات الحزب فقط وإنما ستمتد إلى  باقي التشكيلات السياسية التي عرضت سلعة رئاسيات 2014 على الأفافاس طمعا في كسب مساندة لمشروعها، ويحتل جبهة التحرير الوطني أجندة هذا المشروع على اعتبار أن أمينه العام عمار سعداني بادر في خطوة وصفة بالمفاجأة إلى  توجيه رسالة اعتبرها شخصية منه إلى  الزعيم الروحي للحزب حسين آيت أحمد، غير أن هذا الأخير رفض الردّ عليها تماما كما اعتبرت قيادة الأفافاس أن هذه المسألة لا تعنيهم بل تعني الدا الحسين وحده، بينما يحتل رأي وخيار رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش تجاه الموعد الرئاسي المقبل حيزا كبيرا من اهتمام قادة الأفافاس الحالية التي قد تسير نحو دعم ملف ترشحه لسباق قصر المرادية إذا ما تلقى الضوء الأخضر لدخول هذا المعترك، وبعيدا عن هذه الشخصية قد يجد الحزب نفسه ملزما بالحياد وعدم خوض غمار هذا الاستحقاق إذا ما تأكد خبر ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، ما دامت ستؤدي العملية الانتخابية إلى  ذات النتائج التي حققها الرئيس في العهدات السابقة له على حدّ تعبير بيطاطاش.

وأكد بيطاطاش في تصريح له أمس لـ"الرائد"، أنّ التطرق إلى  ملف الرئاسيات لازال لم يطرح بعد على طاولة النقاش بين قيادات حزبه، مشيرا إلى  أن هذه القضية ستكون أواخر شهر ديسمبر الجاري تمهيدا لإعلان موقف الحزب تجاه هذا الموعد مع بداية جانفي المقبل، والذي سيتم الكشف فيه عن قرار المشاركة عبر تقديم مرشح عنهم أو مقاطعة الرئاسيات وربما الاكتفاء بدعم مرشح ما معين، واعتبر المتحدث في السياق ذاته أنّ الرؤية لازالت لم تتوضح بعد بالنسبة للأفافاس فيما يخص رئاسيات 2014، لكون المشهد السياسي في الجزائر يسوده حالة من الغموض التي أثرت على الفعل السياسي.

وتتزامن الرؤية التي تصر عليها قيادة جبهة القوى الاشتراكية، مع الحراك الذي تسعى أطراف محسوبة على السلطة خاصة التيارات السياسية التي تحاول قيادتها بين الحين والآخر الترويج لفكرة وجود صفقة سياسية تحاك في أعلى هرم السلطة بين قيادة الأفافاس وهذه الأحزاب ويعد الأفالان في طليعة هؤلاء المروجين لهذا التوجه، الذي طبعه رفض ممثلي الحزبين في الغرفة البرلمانية التواصل فيما بينهم بشكل رسمي حول مسائل تتعلق بالقوانين والقرارات المعروضة على الغرفتين البرلمانيتين في الفترة الماضية، من منطلق أن الأفافاس يرى بأن أجندته السياسية لا تتوافق مع أجندة الأفالان في الوقت الراهن.

خولة. بو


من نفس القسم الوطن