الوطن

انصار الفيس يرفضون المساندة ويفضلون التوافق

سياسيون ومحللون يؤكدون على دورالفيس في العملية السياسية

 

كلما حان موعد الرئاسيات، يحين معه موسم التوجه نحو الوعاء الانتخابي المتبقي من (جبهة الإنقاذ المنحلة)، حيث يتوجه المترشحون من الأحزاب سواء تلك المعارضة أو تلك التي تمثل أحزاب الموالاة للسلطة، إلى  قيادات داخل ( الفيس ) من أجل ترتيب توافقات سياسية ومحاولة تعبئة الجماهير، وكذا الإبقاء عليه في نفس الحالة التي هو عليها الآن، وتلبية بعض المطالب ( المصالحة الوطنية ) التي جاء بها الرئيس الحالي بوتفليقة، حيث بموجب هذا القانون تمت تسوية العديد من الأمور والقضايا القانونية لعناصر الفيس ( المنحل )، واليوم يتعاظم سؤال عن دور هذا الحزب في الإستحقاق المقبل، في ظل الغموض في مواقف قياداته، وهو نفس الغموض الذي يسود في أغلب الاحزاب، لهذا توجهت " الرائد " لبعض السياسيين والباحثين لمعرفة أي دور للفيس في الرئاسيات القادمة.

 

عز الدين جرافة: من الحماقة إنكار دور الفيس في الإنتخابات

 

يرى القيادي في حركة النهضة ومنسق مبادرة البحث عن مرشح توافقي عز الدين جرافة، أن الفيس المنحل، من الناحية القانونية والرسمية غير موجود في الساحة السياسية كما هو معروف عند الجميع، لكن من الناحية الواقعية والعملية فأنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ ( المنحلة )، متواجدون في الشرق والغرب، والجاحد من ينكر الدور الأساسي الذي يمكن للفيس أن يلعبه في أي مناسبة انتخابية، كما أن "وعائه الإنتخابي وقواعده النصالية موجودة"، ويضيف جرافة أنه من الحماقة أن يفكر أي حزب سياسي أن يتجاوز هذه التيار والتجارب كثيرة في هذا الشأن، وحسبه، فإنه من غير الممكن أن تم تجاوز شريحة واسعة من الجزائريين من أنصار "الفيس"، وبرأي عز الدين جرافة، فإن القانون لن يمنعهم في ابداء الرأي في الإنتخابات، سواء بالتصويت أو بالمقاطعة، وحتى اللحظة يبقى الأمر غامضا بالنسبة لهم، ومن سيختارون لدعمه في الرئاسيات، وأكد المتحدث أن دور الفيس كان ولا يزال أساسيا، وسيبقى، وقد تم الإتصال بشيوخه لدعم مبادرة المرشح التوافقي وهي متواصلة لبحث دعم هذا التيار.

 

سحنوني: إن لم يخرج التيار الإسلامي بمرشح توافقي فخيارنا المقاطعة

 

يرى القيادي في الفيس الهاشمي سحنوني أن قوة القواعد النضالية للجبهة الإسلامية للإنقاذ ليس كما كانت، بدليل أن قياداتها تفرقت إلى  مجموعات، ويصعب التوحد حول دعم مرشح معين، واستبعد سحنوني أن يكون هناك وفاق بين الأحزاب الإسلامية والوطنية حول مرشح توافقي، خاصة لدى قيادات التيار الإسلامي الذي يصنف ( الفيس ) ضمنه، حيث قال: " نحن معنيون بهذا الإستحقاق لأننا ابناء التيار الإسلامي "، أما عن الدور الذي يمكن للفيس لعبه، فرجح المتحدث أن يلجأ أنصار الجبهة إلى  المقاطعة إن بقيت الفرقة والأنانيات سيدة الموقف وسط قيادات الأحزاب الإسلامية، حيث عادت الخلافات القديمة إلى  الساحة، مشيرا إلى  مثال الشيخ عبد الله جاب الله وحركتا النهضة والإصلاح، وكذا حركة حمس وما عرفته من تفكك، أما عن وجود اتصالات بين شيوخ الفيس والأحزاب الإسلامية، فأكد سحنوني أنه فعلا توجد بعض الإتصالات، لكن مجمل قيادات الجبهة يشترطون حصول توافق على مرشح اجماع يمثل التيار الإسلامي الوطني، وإن لم يحصل التوحد على رجل توافقي، ففي هذه الحال، يضيف سحنوني، سندعو إلى  المقاطعة كخيار نهائي، خاصة وأن حالة الإحتقان لا تزال قائمة، لكن المتحدث عاد ليبرر خيار المقاطعة بالقول "ماذا سنستفيد من المشاركة وسبق لنا أن دعمنا لكننا خرجنا دون نتيجة، فقانون المصالحة الوطنية فيه بعض المواد الإقصائية " مؤكدا أن معظم الذين كانوا منتمون للفيس يعيشون حالة من اليأس بسبب هذا القانون.   

 

 محمد بغداد: لا يمكن للفيس أن يؤثر في المشهد السياسي حاليا

 

يعتقد الأستاذ والباحث الإعلامي محمد بغداد، بأن الحديث عن أي دور للقوى والتيارات، مهما كان توجهها في المواعيد السياسية، مثل الانتخابات، يتطلب وجودها في الساحة، وقدرتها على التأثير في الأحداث، وعند الحديث عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ " نكون أمام مستويين، الأول المتعلق بالمخيال السياسي والرمزية التي يمتلكها هذا الحزب، في الذهنية العامة للظاهرة السياسية في الجزائر، منذ التسعينات من القرن الماضي"، ويرى الأستاذ بغداد أن هذا المستوى لا يوظف حسبه، إلا على مستوى التعاطي الإعلامي، وأما المستوى الواقعي الميداني، فإن هذا الحزب (يقصد به الفيس المحل) فقد كل قواه، ونفذت منه كل إمكانية التأثير في المشهد السياسي، وحتى القوى القريبة منه، أو المتحالفة معه، أو المراهنة عليه، قد فقدت كل علاقة به، سواء على المستوى السياسي أو الذهني، واتجهت إلى  انتهاج خيارات أخرى، بعيدة عن ذلك النهج الذي عرف به هذا الحزب، زيادة على ذلك فإن الجيل الحالي، الذي يمارس السياسة أو يتأثر بها، لا ترتبطه أية صلة بهذا الحزب، كونه أصبح بعيد عنه زمانيا، وأن هذا الجيل أدخل هذا الحزب في المستوى التاريخي القبيح، من الذاكرة السياسية الوطنية.  

أما زبير عروس المحلل الإجتماعي، فرفض التعليق أو الحديث عن الدور الذي يمكن أن تلعبه الجبهة الإسلامية للإنقاذ (المحظورة)، بالقول إن السؤال عن دور (الفيس) المحل هو سؤال افتراضي بدليل أن هذا الحزب لم يعد موجودا في الواقع، وتساءل عروس إن كان هذا التيار هو حركة جماهيرية أم وعاء انتخابي، ووصفه بغير المنظم وغير المضبوط، مما يستدعي عدم تناول دوره بجدية.

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن