الوطن
خصوم سعداني يتجاوزون نصف اللجنة المركزية وعزله قضية وقت
مع بداية العد العكسي لاستدعاء الرئيس للهيئة الناخبة لرئاسيات 2014
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 ديسمبر 2013
يسعى جناح المعارضة، في جبهة التحرير الوطني، إلى حشد أصوات منتخبي الحزب في مختلف المجالس المنتخبة، نحو مرشحين اثنين يتعلق الأمر بالمرشح علي بن فليس الذي يرتقب أن يكشف عن نيته في خوض الاستحقاق المقبل خلال الأسابيع القادمة، بينما فضل المرشح الآخر المفترض نحو هذا الموعد عبد العزيز بلخادم تأجيل الإعلان عن قراره إلى حين كشف الرئيس الشرفي للأفالان عن قراره بخصوص هذه الانتخابات، حيث سيفصل في مسألة ترشحه من عدمها مع بداية استدعاء الهيئة الناخبة للرئاسيات والتي ستكون مطلع جانفي الداخل، وأوضح بلخادم في هذا السياق في حديث له مع "الرائد"، أن مسألة مشاركته في الرئاسيات المقبلة سيتم التطرق إليها مع بداية استدعاء الهيئة الناخبة والتي تتزامن مع إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن قراره بخصوص هذا الاستحقاق، مؤكدا على أن قرار التقدم لهذه الانتخابات من عدمها هو مرتبط في الأساس بقرار الرئيس من جهة وبقرار أعضاء اللجنة المركزية من جهة ثانية، ولم ينف المتحدث وجود أنصار وحلفاء له داخل تشكيلة اللجنة المركزية وفي مختلف المجالس المنتخبة عبر ولايات الوطن من أكدوا دعمهم له في حالة ما قرر الترشح، لكن حليف رئيس الجمهورية ورئيس حكومته السابق أكد لهؤلاء أن مسألة مشاركة بوتفليقة في رئاسيات 2014 تلزم منتخبي الحزب بأن يتوحدوا حوله كما اعتبر أن هذه القضية هي رهان الأمين العام الحالي للحزب العتيد، الذي هو ملزم بحشد أصوات منتخبي الحزب أمام مرشح اللجنة المركزية.
ويعتبر اعتراف الأمين العام السابق للأفالان حسب ما أكدته مصادر مقربة منه، بوجود تحالفات تصنع في الخفاء من أجل قطع الطريق أمام سعداني الذي يسعى لتوجيه منتخبي الحزب والقاعدة النضالية حول المرشح الذي أعلن عنه في آخر لقاء جمعه باللجنة المركزية بالعاصمة، بأن هذه المسألة أصبحت مع بداية العد العكسي لاستدعاء الرئيس للهيئة الناخبة لتقديم مرشحها لرئاسيات 2014، ليست في متناول خليفة عبد العزيز بلخادم، بدليل أن هناك أطرافا في المعارضة من وضعت يدها في يدّ بن فليس المرشح الثاني في هذه الرئاسيات من أبناء الحزب العتيد، من أجل دعمه وحشد أصوات المنتخبين لترتيب حملته الانتخابية، وبالمقابل فضل بلخادم أن يبقي أنصاره ملتفين حوله والعمل على جمع تواقيع على استمارات التزكية كمساندين لمشروعه إلى حين توضح الرؤية بالنسبة إليه، من منطلق أنه يدعم الرئيس في قراراته، عكس بن فليس الذي أوعز لأنصاره وحلفائه داخل الحزب إلى أن مصيره لا يرتبط بخيارات الرئيس أو محيطه الذي يروج لفكرة ترشحه لعهدة رئاسية رابعة، ولكنه تريث لأسباب أخرى في الإعلان عن قراره إلى وقت آخر.
وتتحين قيادات الأفالان من المنضوين تحت الجناح الجديد الذي سيتم الإعلان عنه بداية الأسبوع المقبل كما سبق وأن أشرنا في أعدادنا السابقة، والذي يقوده كل من عبد الكريم عبادة، عبد الرحمان بلعياط وأطراف كانت لوقت قريب بعيدة كل البعد عن صراع الأجنحة الذي عصف بالأفالان منذ المؤتمر التاسع الفارط، إلى التحالف مع هؤلاء لاسترجاع الشرعية التي فقدها الأفالان في الآونة الأخيرة خاصة بعد تزكية عمار سعداني في منصب الأمين العام، حيث سيعلن هؤلاء عن خارطة الطريق نحو تحقيق هذا المشروع في اللقاء الذي سيترأسه المنسق السابق بلعياط يوم السبت المقبل بالعاصمة، والتي ستتمحور أهم النقاط فيه حسب ما كشف عنه بلعياط في تصريح لـ"الرائد"، حول حشد القاعدة النضالية والمنتخبين في مختلف المجالس نحو مطلب إعادة الشرعية للحزب العتيد في الساحة السياسية الوطنية، وكذا التصدي للأمين العام والجناح المساند له الذي وصفه بـ"المشبوه"، يحدث هذا في الوقت الذي تسود فيه حالة استياء كبيرة داخل أروقة الحزب بسبب الغياب الذي وصف بغير المبرر من قبل سعداني في الفترة الماضية، والذي كان يفترض به أن يسارع إلى الالتقاء بمنتخبي الحزب لحثهم على دعم مرشح الحزب الذي سارع إلى الإعلان عنه في خطوة وصفت بالارتجالية، غير أن سعداني وبدل القيام بهذا المطلب الذي ينادي به أصحاب المصالح الخاصة سارع إلى انتهاج سياسة الهروب، والتي ميزت آخر لقاء جمعه بتشكيلة المكتب السياسي الذي قام بتوزيع المهام عليها عبر التفويض لمكتبه الخاص بالكشف عن المهام المنوطة بهم بدل الإعلان عنها شخصيا وهي الحادثة التي جعلت دائرة المناوئين له تتسع مع مرور الوقت.
وبالمقابل، أوضحت مصادر من الجناح المعارض لسعداني أن مسألة سحب الثقة منه هي مسألة وقت ليس إلا خاصة وأن عدد المساندين لمطلب الإطاحة به قد تجاوز الـ 160 شخص، بالإضافة إلى أن هناك أنباء مستقاة من محيط هذا الجناح أشارت إلى أن هناك جهات نافذة في السلطة قد أوعزت لهم بوحدة الصف فيما بينهم من أجل ترتيب محتمل لبيت الأفالان في الأسابيع المقبلة، يحدث هذا في الوقت التي بدأت دائرة المنادين لمشروع العهدة الرابعة تتقلص تدريجيا في ظل صمت المعني الأول بهذه القضية.
خولة بوشويشي