الوطن

إنهاء العلاقات بين المهربين والإرهابيين ليس بقريب

خبراء يقترحون مشاريع مشتركة بين الساحل وحكومات المغرب العربي كحل جذري

 

 

أجمع خبراء أمن أفارقة وغربيون على تشابك العلاقات المعقدة بين عصابات تهريب المخدرات والجماعات الإرهابية المسلحة في مالي، فيما ترمي الأزمة المالية بثقلها على الدول المجاورة، مستندين إلى ما وقع في عين أميناس لتصل حتى أوروبا.

 ودافع مسؤول الدفاع والأمن الفرنسي فرانسيس دولون في تصريح صحفي لوسيلة إعلام أمريكية عن فرنسا حين تدخلت عسكريا في مالي نظرا لما اعتبر "حجم التهديدات الإرهابية في شمال مالي. والآن أصبح هذا التهديد يتجاوز حدود البلاد". وقال "على أوروبا أن تعي بأن مشاكل الساحل ليست إفريقية محضة، ولكنها تهم العالم أجمع وخاصة أوروبا".

ومضى يقول "اليوم بعد تسعة أشهر من إطلاق العملية العسكرية يمكن القول إن البلاد لا زالت لم تخرج بعد بشكل كامل من الأزمة".

 وأشار دولون إلى أن الجماعات الإرهابية تلقت ضربة قوية "شلت قدراتها". وفي أحدث عملية، قضت القوات الفرنسية يوم 14 نوفمبر على حسين ولد خليل (المكنى جليبيب )، أحد أبرز مساعدي الإرهابي مختار بلمختار. وأشار دولون إلى أن الجماعات الجهادية المسلحة "لا زالت لم تستأصل بشكل كامل من شمال مالي"، ولا أدل على ذلك من إعدام صحافيين فرنسيين قرب كيدال مطلع هذا الشهر. وأضاف دولون أن مرحلة ما بعد التدخل الفرنسي قريبة، لهذا على حكومة مالي أن تكون مستعدة لاستلام زمام الأمور.

من جانبه قال عبد الله كوليبالي، رئيس منتدى باماكو، إن تجارة المخدرات التي تعبر المنطقة تُقدر بنحو 40 إلى 50 طنا في السنة "والتي تصل قيمتها إلى 2 مليار دولار". وأشار "هذا رقم ضخم جدا بالنسبة لمنطقة تعاني من الفقر والتهميش وضعف القدرات".

وأرجع كوليبالي جذور المشكلة إلى الصراعات القبلية والإثنية التي عرفتها منطقة شمال مالي في الماضي، والتي ترتب عنها انسحاب الجيش. وأضاف كوليبالي "هذا الفراغ الأمني استغلته عصابات تهريب المخدرات لتوطن نشاطها في المنطقة".

وكان الاعتقاد السائد أن الأمر يتعلق بمشكلة داخلية تهم مالي وحدها، وقال "اليوم تغير هذا الأمر. ويكفي أن ننظر إلى عملية عين أميناس، حيث تم احتجاز 800 رهينة من أزيد من 20 دولة لندرك حجم الخطر الذي تمثله بالنسبة للأمن العالمي، وليس فقط المحلي أو الإقليمي".

أما الشيخ سيدي ديارا، المستشار السابق للأمين العام للأمم المتحدة في الشؤون الإفريقية، وهو من مالي، فيرى في تصريح للموقع الإخباري الأمريكي "مغاربية" القريب من البنتاغون "أن تساهل الدولة المالية أدى إلى استيطان الجماعات الإرهابية وعصابات المخدرات في الشمال واختلاطها مع السكان، غير أن الأمور تفاقمت مع انهيار نظام القذافي وعودة الكتائب التي ساندته مدججة بالأسلحة" حسب ديارا.

وقال المستشار المالي للأمم المتحدة "السلطات في مالي أساءت تقدير مخاطر تداعيات سقوط القذافي فوجدت نفسها في وضعية غير قابلة للسيطرة".

من جهته دعا ميشيل ريفيراند، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في منطقة الساحل، إلى تعزيز التعاون بين دول المنطقة عبر إقامة مشاريع مشتركة بين دول الساحل والصحراء والمنطقة المغاربية. كما دعا إلى إبلاء أهمية خاصة لمراقبة الحدود من أجل حماية التجارة ومنع استغلالها من قبل العصابات والإرهابيين.

محمد. أ

من نفس القسم الوطن