الوطن

مقري يتواصل خارج "حمس" لقطع الطريق على سلطاني

سعيا لافتكاك أحقيته في الترشح باسم الإسلاميين لرئاسيات 2014

 

يتطلع، رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، إلى حشد أكبر عدد من المؤيدين لفكرة ترشحه للرئاسيات المقبلة بعيدا عن تياره السياسي، الذي يسير أعضاء مجلسه الوطني للشورى نحو اختيار أبو جرة سلطاني، كمرشح عن هذا الحزب لرئاسيات 2014، في حالة ما توفرت الأرضية المناسبة أمامهم للمشاركة في هذا الاستحقاق، وقد دفعت هذه المعطيات برئيس الحركة عبد الرزاق مقري إلى المسارعة لحشد أكبر عدد له من الحلفاء من خارج حزبه، للضغط على مجلس الشورى من أجل انتقائه هو بدل سلطاني لهذا الموعد الانتخابي، حيث تشير تقارير مستقاة من محيط مقري إلى أنه يسعى لعقد لقاء بينه وبين قيادات من جبهة العدالة والتنمية التي رفض رئيسها عبد الله جاب الله الجلوس معه على طاولة الحوار، للحديث عن مشروع ترشحه للرئاسيات، كما يرتقب أن تشهد المرحلة القادمة أيضا عقد مقري لسلسلة من المشاورات الموسعة وعدد من اللقاءات التي ستجمع بينه وبين شخصيات سياسية تنتمي للتيار الإسلامي، حيث ستصب هذه المشاورات في مجملها في مساعي رئيس"حمس" للحصول على تأشيرة المرور إلى رئاسيات 2014 ولو على حساب مجلس الشورى الوطني الذي يمتلك حق انتقاء مرشح الحزب نحو هذا الاستحقاق، أو دعم مشرح آخر أو المقاطعة.

ويتزامن هذا الحراك الذي يقوم به مقري، حسب ما أوضحته مصادر لـ"الرائد" من"حمس"، مع بداية العدّ العكسي لإعلان مجلس الشورى الوطني عن قراره بخصوص الرئاسيات المقبلة والتي تحاول عدّة أطراف من الحركة إلى دعم توجهها، ففي الوقت الذي يبحث جناح كل من مقري وسلطاني على توفير الجو المناسب لفرض مرشحهم نحو هذا الاستحقاق بادر جناح آخر بالترويج لفكرة دعم مرشح من خارج الحركة لتقديمه كفارس من فرسان الرئاسيات القادمة، ويكون رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله إحدى الشخصيات المقترحة على اعتبار أنه أحد الزعماء التاريخيين للتيار الإسلامي في الجزائر، وفي ردّه على سؤال"الرائد"، حول هذا المقترح اعتبر جاب الله أن مسألة الرئاسيات المقبلة لازالت بالنسبة إليه لم تحسم بعد، بالرغم من أن أشهرا قليلة تفصلنا عن هذا الاستحقاق، إلا أن حالة الفتور والغموض الذي يلف المشهد السياسي الوطني جعلت العديد من المبادرات حول هذا المشروع مبهمة وتتم مناقشتها في سرية تامة، وربط المتحدث هذا الخيار الذي ينتهجه عدد من التيارات السياسية الفاعلة في الساحة الوطنية بما تعيشه الساحة الوطنية على جميع الأصعدة، كما رفض جاب الله التصريح بوجود مشاورات بينه وبين قادة أحزاب سياسية حول فكرة اختياره كمرشح للتيار الإسلامي في الرئاسيات القادمة، مؤكدا على أن نهاية السنة الجارية ستشهد العديد من الأحداث التي ستظهر من خلالها بوادر هذا الاستحقاق، كما رفض التعليق على فكرة دعمه لأي حزب سياسي أبدى نيته في خوض غمار الرئاسيات المقبلة، مؤكدا على أنه مع مطلب توفير الشروط السياسية والقانونية اللازمة التي تسمح بإجراء انتخابات حرّة وديمقراطية وهذا هو التوجه الذي يدعمه.

وفي الوقت الذي يحظى سلطاني بحلفاء حقيقيين من داخل حمس وخارجها في أحقية أن يكون مرشحا لرئاسيات 2014 خاصة الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي، يبدو أن خليفته على رأس حركة مجتمع السلم، لا يلقى الترحيب الكبير ليكون مرشحا لهذه الرئاسيات سواء من قيادات حزبه أو من خارجها، وقد بدأت هذه المعطيات تتوضح لدى مقري الذي يكون قد تيقن من أن مجلس الشورى الوطني لن يدعم ملفه في الرئاسيات بل يسير نحو دعم غريمه أبو جرة سلطاني، حيث سيتم الكشف عن هذا الخيار في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، وأوضحت ذات المصادر أنّ المجلس الوطني للحركة الذي أوكلت له مهمة دراسة وتمحيص المرشحين لهذا الاستحقاق يسير نحو دعم فكرة ترشيح الرئيس السابق لـ"حمس"، أبو جرة سلطاني ليكون فارسها في الرئاسيات المقبلة، أكثر من فكرة دعم مقري.

هذه المعطيات الجديد، دفعت برئيس الحركة إلى الإسراع في حشد مؤيدين له من خارج حمس للضغط على قيادتها من أجل دعم برنامجه، ويعتزم مقري خلال الأيام المقبلة عقد لقاء مع قيادات من جبهة العدالة والتنمية، التي سبق لرئيسها عبد الله جاب الله أن جلس معه على طاولة الحوار والدخول معه في مشاورات حول مستقبل التيار الإسلامي في رئاسيات 2014، كما سيجتمع مع قياديين من حركة النهضة وأخرى من حركة الإصلاح الوطني، لدعم مشروعه الذي رفضت مجموعة الـ 14 دعمه، بعد أن كانت تتطلع إلى الوصول نحو فكرة المرشح التوافقي الذي تدخل به سباق الرئاسيات، وهو التوجه الذي كان لوقت قريب ينادي به مقري الذي كان يطمح لأن يكون هو ذلك الشخص، لكن الواقع السياسي في الجزائر يؤكد على أن مثل هذه المشاريع لا يمكن أن تخرج من إطارها الافتراضي بالنظر إلى أن أكثر من جهة ترى بأنها الأحق بقيادة هذا المشروع وتمثيل هذا التيار في أعلى هرم السلطة.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن