الوطن

غياب سعداني عن الساحة السياسية يثير تساؤلات !

بعدما خلق حالة من الغموض والتذبذب في المواقف والآراء داخل حزبه

 

 

يتزامن غياب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، عن المشهد السياسي الوطني، وتواجده بالأراضي الفرنسية لمدة 10 أيام، مع بداية العدّ العكسي لاستدعاء الهيئة الناخبة لرئاسيات 2014، حيث تفصل قرابة الـ 40 يوما، عن موعد توجيه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عبر مرسوم رئاسي سيصدر في الأسبوع الثاني من شهر جانفي المقبل، على أقصى تقدير أي قبل نحو 3 أشهر عن إجراء الاستحقاق الانتخابي، وقد سبقت وجود سعداني في الأراضي الفرنسية، لقاء جمع بينه وبين أندري باران السفير الفرنسي بالجزائر بالمقر المركزي للحزب بحيدرة بالعاصمة، دام لأكثر من ساعة من الزمن واتسم بالسرية التامة، حسب ما أشارت "الرائد" إليه في أعداد سابقة والتي تم فيه التطرق إلى مشروع العهدة الرابعة التي يسوق لها أمين عام الأفالان منذ توليه زمام الأمور داخل الجبهة، مما يوضح جزء من طبيعة مكوث سعداني كل هذا الوقت في العاصمة الفرنسية باريس ويمكنه من إتمام خارطة الطريق التي جاء بها إلى قيادة الأفالان، وقد توسعت طبيعة الأدوار التي يؤديها خليفة عبد العزيز بلخادم، في الفترة الأخيرة التي تعيشها الأوساط السياسية الجزائرية سواء تلك المحسوبة على السلطة أو التي تلعب دور المعارضة، وأمام تلك التي فضلت التريث في حسم أمرها وموقفها من هذه الرئاسيات، حيث تشير بعض التقارير والتحاليل أن الحراك الذي يقوم به سعداني اليوم، هو أبعد من أن يكون ترويجا لمشروع العهدة الرابعة خارجيا بعد أن قام به داخل حدود الوطن، بل يتعلق بمشاريع وطموحات وترتيبات خاصة يسعى الرجل الحصول عليها في حالة ما فشلت مساعي تحقيق مشروع العهدة الرابعة على أرض الواقع.

وقد خلق غياب سعداني عن المشهد السياسي الجزائري، بالنسبة للحزب العتيد، حالة من الفوضى داخل قيادة الحزب العتيد التي بدأت يوما بعد آخر تتيقن بأن مشروع العهدة الرابعة التي ناد بها أمينهم العام هي" مجرد أحاديث جانبت الصواب "على حدّ تعبيرهم، وهو ما توضحه الساحة السياسية اليوم قبل أشهر قليلة تفصل عن موعد إجراء هذا الاستحقاق، وهذا الغموض أو سياسة الهروب التي أضحى ينتهجها سعداني في الأيام القليلة الماضية وقول البعض ان امينهم العام قد يكون دفع لتصريحات كثيرة لم تلقى استحسان عند خصومه وحتى بعض حلفائه مما جعله يتخوف عن مصيره ومستقبله السياسي مما دفع بالعديد من أعضاء اللجنة المركزية يباشرون في عقد مشاورات ولقاءات موسعة لدراسة الوضعية التي آل إليها بيت "الأفالان" منذ تولي سعداني للأمانة العامة، خاصة وأن تصريحاته وتصرفاته خلقت نوع من الفتور لدى هؤلاء ولدى الأمين العام نفسه الذي فضل الابتعاد عن ما يحدث في الساحة السياسية من صراعات حول حق الزعامة وقيادة خارطة الطريق التي تحاول بعض الأطراف في السلطة أن تنتهجها للوصول إلى رئاسيات 2014 دون الاستعانة بسياسيين تحوم حولهم العديد من الشبهات، وتقول أوساط من محيط الأمين العام للجبهة، أنّ سعداني الذي يكون قد تقدم بخطوات كبيرة تجاه الرئاسيات المقبلة دون استشارة قيادة الحزب أو العودة إلى رأي الرئيس الشرفي للحزب عبد العزيز بوتفليقة قد وضعه في موقف محرج تجاه هذه الأطراف جميعا بما فيها الرئيس.

وبالمقابل ربطت أطراف أخرى هذا الغياب غير مبرر من قبل سعداني، بالتزامن مع تواجد عدد من المدافعين عن مشروع العهدة الرابعة لرئيس الجمهورية خارج حدود الوطن وبالتحديد بفرنسا، وهي ذات الأطراف التي تحضر للزيارة المرتقبة التي سيقوم بها في غضون الأيام القليلة المقبلة الوزير الأول الفرنسي جون مارك أيرو إلى الجزائر والتي ستكون في الـ 16 ديسمبر المقبل، لمعالجة عدد من القضايا المشتركة بين البلدين وفي مقدمة ذلك ملف الرئاسيات حيث ستخصص نقاشات هذا الموضوع حيزا كبيرا من هذه الزيارة إذ تتطلع فرنسا لمعرفة شخصية الرئيس المقبل للجزائر، وهي التي أكد تقرير صدر مؤخرا عن البرلمان الفرنسي حول رئاسيات 2014 ، ووصف هذا التقرير أن هناك ضبابية تامة حول هذا الاستحقاق وقد استهل معدو هذا التقرير هذه المعطيات بناء على لقاءات جمعت بين السفير الفرنسي بالجزائر وعدد من السياسيين الجزائريين ورؤساء أحزاب مما دفع بفرنسا إلى أن تكثف من مشاوراتها واستنطاق حلفاءها حول المستقبل السياسي في الجزائر.

 خولة. بو

من نفس القسم الوطن