الوطن

استغلال أنصار الشريعة لزعزعة استقرار دول الميدان

300 أمير من أمراء الإرهاب تدربوا في ليبيا يستعدون لدخول تونس

 

كشف أمس المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والأمنية والعسكرية أن 300 "أمير" تونسي من المنتمين الى تنظيم أنصار الشريعة الذين تدربوا على استعمال السلاح في ليبيا يستعدون للدخول للأراضي التونسية والانتشار فيها لتزعم قيادة الجماعات الإرهابية المتواجدة في تونس مؤكدة ان عددا من هؤلاء يحملون جنسيات جزائرية ومالية.

وقالت رئيس المركز بدرة قعلول في حديث مع صحيفة "المصدر" التونسية ان الجماعات الإرهابية تستعد للقيام بعمليات إرهابية محترفة ومتطورة تستهدف من خلالها مناطق حساسة خاصة بعد أن أصبحت تحركاتهم في مرحلة متطورة على حد قولها.

وأفادت أن الـ300 أمير أدوا القسم منذ أيام في دولة ليبيا على الولاء لمنهاج تنظيم أنصار الشريعة وتحقيق أهدافه في تونس من خلال إقامة الإمارات في تونس بعد تزعم الجماعات المسلحة المنتشرة في تونس.

 

كما قالت قعلول إن الجماعات الإرهابية المسلحة المتواجدة في تونس هم من جنسيات مختلفة ليبية وتونسية ومالية وجزائرية وتمتلك أسلحة متطورة أتت الى تونس بعد تدربها في الأراضي الليبية.

وعن العمليات الإرهابية التي حدثت في المدن الساحلية بتونس (سوسة والمنستير) فقد رجحت قعلول ان تكون هذه العمليات بمثابة دراسة ردة الفعل لدى الجهاز الأمني العسكري ومدى جاهزية الأسطول الأمني والعسكري التونسي .

 من جانب آخر حذر خبراء أمنيون من الإستراتيجية الجديدة التي تعتمدها جماعة دروكدال على مستوى المغرب العربي وبالصحراء الكبرى، بظهورها بحلة جديدة من خلال جماعات أنصار الشريعة التي ظهرت في اغلبية دول الجوار على غرار تونس وليبيا والمغرب وهي تعبير تنظيمي جديد لأفكار ومنهاج القاعدة، يشرع في تجنيد المزيد من الشباب لتشكيل امارة اسلامية موحدة.

وقال الخبير هادي يحمد إن "جماعات أنصار الشريعة التي ظهرت في أكثر من بلد عربي، خاصة بلدان الربيع العربي، هي تعبير تنظيمي جديد لأفكار ومنهاج القاعدة، فقد كان ظهورها في فترة واحدة في تونس واليمن وليبيا والمغرب معتمدة على نفس عقيدة القاعدة، ولكن بفارق جديد هو العمل الدعوي والاجتماعي العلني بهدف كسب حاضنة شعبية مستفيدة من هامش الحرية الكبير الذي وفرته التغيرات السياسية الجديدة في المنطقة العربية منذ سنة 2011، كما استفادت من ضعف سلطة الدولة المركزية في دول الربيع العربي كما هو الحال في تونس واليمن خاصة ليبيا".

وقال الخبير التونسي في شؤون الجماعات الإسلامية، هادي يحمد، في مقابلة مع "العربية.نت" إن "العلاقات بين جماعة أنصار الشريعة الليبية وأنصار الشريعة بتونس تتجاوز مجرد التشابه في الأسماء والتقاطع في الأفكار الجهادية إلى التنسيق العملياتي والدعم المالي واللوجيستي"، قائلا "إن الجماعتين اللتين تتقاسمان ذات التوجهات السلفية الجهادية، قد تأسستا في فترة زمنية واحدة سنة 2011، وتحديداً بعد سقوط نظامي زين العابدين بن علي في تونس ومعمر القذافي في ليبيا على يد رموز التيار الجهادي في البلدين، واعتمدت ذات السياسة في تونس وليبيا من خلال تشكيل أجنحة دعوية وخيرية وجناح عسكري يتقيد بالعقيدة الجهادية لتنظيم القاعدة، من خلال تكفير الحكام وعدم الاعتراف باللعبة الديمقراطية، والدعوة إلى إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة، والاستفادة بشكل موازٍ من غياب قوة الردع لدى الدولة، كما استفادت من السياق السياسي الجديد في المنطقة بعد موجة الربيع العربي وإضعاف السلطة المركزية للدول التي اجتاحها".

م. أميني

من نفس القسم الوطن