الوطن

بلخادم يخرج عن صمته ويؤكد أن سعداني لم يوفق في اختياراته

فيما تسعى أطراف لجمع النصاب القانونية لاستدعاء اللجنة المركزية

 

 

 

خرج، أمس، عبد العزيز بلخادم، عن صمته إزاء ما يحدث في الحزب العتيد منذ تعيين الأمين العام الجديد في منصبه، عن طريق بيان صدر عن لجنة الوفاء لعبد العزيز  بلخادم، التي أكدت فيه على جملة من النقاط التي تناولها أعضاء اللجنة في آخر موعد جمعهم بحر الأسبوع الجاري مع الأمين العام السابق للحزب العتيد، حيث اعتبر  بلخادم أن ما يصدر عن خليفته من تصريحات خاصة تلك التي تتعلق بمؤسسات الجمهورية قد جانبت الصواب، كما اعتبر أن خليفته لم يوفق في الخيارات التي قام بها خاصة تلك التي تتعلق بتشكيل المكتب السياسي الجديد، التي وضع فيه أنصار خصوم رئيس الجمهورية في رئاسيات 2004، فيما دعاه بالمقابل إلى الترشح لعهدة رئاسية رابعة، يحدث هذا في الوقت الذي سيتم الإعلان بداية الأسبوع المقبل عن مبادرة جديدة يقوم بها قياديون سابقون وحاليون في اللجنة المركزية عبر 48 ولاية لإعادة الشرعية للحزب وجمع النصاب القانونية التي يشترطها القانون لاستدعاء اللجنة المركزية للإطاحة بجناح عمار سعداني.

 

خصوم سعداني يتحركون لإنقاذ الأفلان واستقرار الجزائر

أوضح أحد الفاعلين في هذه المبادرة، الجديدة بوعلام جعفر  في حديث له مع "الرائد"، أنّ هناك حراك يتم التحضير له عبر مختلف ربوع الوطن سواء عبر القسمات أو المحافظات التي يتواجد بها مناضلو وقيادات الحزب العتيد من أجل إعادة الحزب لدوره الريادي والمركزي في المشهد السياسي الوطني، خاصة في هذه المرحلة الهامة التي تقبل عليها الجزائر قبل رئاسيات 2014، وأكد المتحدث على أن أصحاب المبادرة لا يبحثون عن حق الزعامة أو الإنفراد في قيادة أجنحة تزيد في التفرقة بين صفوف أبناء الحزب العتيد، بقدر ما يبحثون عن فرصة إنقاذ الأفالان من فساد أصحاب المال المشبوه الذين هم خطر على الحزب وعلى الجزائر، خاصة وأن وصول هذا التيار من أصحاب المال الفاسد والمشبوه إلى أعلى هرم الحزب، تزامن مع حالة الانشقاق والصراع الداخلي الذي تعرض له الحزب العتيد بعد إقالة الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، ومنذ ذلك الحين وهذا التيار يسعى لبسط نفوذه وهيمنته غير الشرعية على الحزب والقرارات التي تصدر باسمه.

وكشف في السياق ذاته، على أن ميلاد هذه المبادرة الجديد التي يقودها جميع الغيورين على الحزب، ستعمل على إعادة الشرعية للحزب، خاصة وأن هناك انزلاقات خطيرة قد عصفت به في الآونة الأخيرة ولعل أخطرها هو تشكيل أعضاء المكتب السياسي للحزب العتيد بطريقة أقل ما يقال عنها أنها عرفت تجاهل المناضلين الحقيقيين والقيادات الجادة التي هي قادرة على لم الشمل كما أن هذا التشكيل لم يراعي فيه الأمين العام التوزيع الجغرافي للعضويات حسب ما هو معمول به داخل الحزب، حيث تغلبت عليه الأطماع الشخصية أكثر.

اعتبر المتحدث أنّ هناك تنسيق جمع بين الفاعلين في هذه المبادرة وبين جناح عبد الكريم عبادة وعبد الرحمان بلعياط، وهذا التنسيق سيتمخض عنه السير في مسعى الإطاحة بجناح سعداني بعيدا عن ميلاد تكتلات وأجنحة موازية لأن هذه الأجنحة مع مرور الوقت أظهرت أنها تعمل على التفرقة وتقوية المصلحة الشخصية على المصلحة العامة وقال جعفر في السياق ذاته "أنا لا أؤمن لا بالتقويمية ولا بالتصحيحية ولكنني أؤمن بأن القناعات هي التي تجمع بين الأشخاص، في سبيل تحقيق المكاسب التي عرف بها الحزب منذ سنوات"، كما أشار إلى أن هذه الأطراف قد توصلت إلى تكوين قيادة جماعية موزعة عبر ربوع الموطن لن يتم فيها تجاهل أو إقصاء أي طرف للعمل سويا على تحقيق أهدافهم التي تتمحور بالدرجة الأولى إزاحة الأمين العام عمار سعداني من منصبه وتوفير الجو المناصب لاختيار قيادة بطريقة ديمقراطية.

أنصار بعياط يدعو القاعدة النضالية إلى اتخاذ موقف والمطالبة بعودة الشرعية

دعا القيادي البارز في جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمان بعياط، القاعدة النضالية للأفالان الموجودة في القسمات والمحافظات الموزعة عبر التراب الوطني، إلى ضرورة المبادرة إلى الدعوة لعودة الشرعية إلى الأفالان التي استولى عليها سعداني وزمرة من الطامحين لإعتلاء مناصب قيادية في أعلى هرم الحزب، وذلك من خلال مبادرة جديدة سيتم الكشف عنها من خلال بيان سيصدر بداية الأسبوع المقبل عن حركة التقويم والتأصيل التي تحولت إلى جناح"التحصين والتجديد"، حيث يتزامن هذا الحراك مع المبادرة التي قام بها أفراد سابقون في منظمات كانت تنشط في الحزب منذ الستينيات القرن الماضي.

واعتبر  بلعياط في حديث له مع "الرائد"، أنّ هذه المبادرة التي سيتم الكشف عنها يوم السبت المقبل، في بيان سيصدر عنه وعن القيادي في هذا الجناح عبد الكريم عبادة، سيدعو من خلاله هؤلاء الشرفاء من أبناء الحزب خاصة في القاعدة النضالية التي يناور بها اليوم سعداني للحصول على أغراض شخصية، شأنهم في ذلك شأن أعضاء اللجنة المركزية وعدد من نواب الحزب ومحافظيه من الذين تورطوا في تزكيته يوم 29 أوت الفارط في منصب أمين عام، من أجل العمل سويا على أكثر من جبهة للمطالبة بعودة الشرعية إلى الحزب العتيد.

ونوه المتحدث في سياق متصل، أن قرار العدالة الأخير الذي فصل فيه مجلس الدولة، لم يثني من عزيمتهم، بل دفع بهم إلى المطالبة مرة أخرى عن طريق المحامي الذي كلف بمتابعة القضية إلى إجهاض نتائج لقاء الأوراسي يوم 29 أوت المنصرم، لأنه كان يفتقد إلى الشرعية والنصاب القانونية التي تسمح بعقده، وأشار المتحدث في الصدد ذاته، أنّ على مجلس الدولة أن ينظر في الطريقة التي انعقد فيها اللقاء الذي لا يحوز فيه جناح سعداني الحق بعقد أشغاله وهذا وفق الأطر التنظيمية والقانونية التي تحكم الأحزاب السياسية في الجزائر، حيث شدد بلعياط التأكيد على أن المحيط السياسي في الجزائر منظم ومؤطر وعلى مجلس الدولة أن ينصف المتخاصمين فيه، في إشارة واضحة إلى أن مجلس الدولة قد اخترق بإنصافه لجناح سعداني على حساب جناحهم الأطر المعمول بها في المحيط السياسي الذي يحكم الأحزاب السياسية.

 

بلخادم ينتقد خليفته في انتظار الضوء الأخضر نحو التسابق على قصر المرادية

 

وبالمقابل، كشف بلخادم عن طريق لقاءه الأخير مع أعضاء لجنة الوفاء، التي تدعمه وتسانده منذ كان على رأس الحزب العتيد، عن طموحاته نحو التسابق على قصر المرادية في حالة ما إذا لم يترشح عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الشرفي للأفالان لعهدة رئاسية رابعة، حيث أكد البيان على أنّ بلخادم سيكون له موقف حين يعلن الرئيس عن قراره بعدم الترشح نحو قصر المرادية مرة جديدة، مشيرا في الوقت ذات إلى أنه سيدعم الرئيس إذا ما أعلن عن رغبته في الترشح نحو هذا الاستحقاق.

وانتقد المتحدث خطابات سعداني في الآونة الأخيرة، وقرارته حيث اعتبرها متناقضة ففي الوقت الذي دعا الرئيس نحو عهدة رئاسية رابعة عكف على تعيين أشد خصوم الرئيس ومعارضيه في رئاسيات 2004، داخل تشكيل المكتب السياسي، كما حمله مسؤولية الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأفالان من احتقان في القواعد مما سيجعل الاستحقاقات المقبلة التي سيخوضها الحزب تتأثر بنتائج هذه الأحداث.

خولة. بو

من نفس القسم الوطن