الوطن
ترشح مقري للرئاسيات بداية لتصدع التكتل الأخضر
الإصلاح والنهضة تستهجنان الخطوة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 نوفمبر 2013
بإعلانه الترشح للرئاسيات المقبلة عن حركة حمس، يكون عبد الرزاق مقري الذي حصل على الضوء الأخضر من مجلس شورى حزبه، قد فتح بابا نحو زوال ما عرف منذ الانتخابات التشريعية في 2012 بتكتل الجزائر الخضراء، وإنهاء الشراكة السياسية بين الحركات الثلاث (حمس، النهضة، والإصلاح)، فالنهضة تبحث عن المرشح التوافقي حتى لو كان خارج التيار الإسلامي، والإصلاح تدعم هذا المسعى وترى في التكتل مع حمس توافقا أملته مرحلة لم تعد موجودة حاليا، ولا يظهر من خلال موقف عز الدين جرافة وجبهة التغيير أن مقري سيلقى دعما من الأحزاب الإسلامية بدليل أن حركته نأت عن مبادرة مرشح الإجماع بعد فشلها في إقناع بقية الأطراف.
أخذا بتصريحات كل من حملاوي عكوشي عن حركة الإصلاح، ومحمد حديبي عن حركة النهضة، يمكن الجزم بأن مستقبل تحالف ما يعرف بـ " التكتل الأخضر "، آيل نحو الفسخ، وما يثبت ذلك حسب القياديين في الحركتين ( النهضة والإصلاح ) هو أن إعلان حمس ترشيح رئيسها للرئاسيات هو في حقيقة الأمر نسف للعمل الجماعي الذي كان يجمع الحركات الثلاث منذ تأسيس التكتل الأخضر قبل التشريعيات الماضية في 2012، ويقول المكلف بالإعلام في حركة النهضة محمد حديبي في هذا الشأن، إنه بإعلان حمس ترشيح رئيسها قدمت رسالة سلبية ومسيئة للعمل الجماعي الذي بذلته الأحزاب الثلاثة، كما يعتقد المتحدث أن ترشح مقري سيؤثر على مستقبل التحالف الذي يجمعها بالنهضة، كون الخطوة جاءت في وقت كان ينتظر أن يتم التشاور في كل شيء واتخاذ قرارات جماعية، برغم أن ترشيح مجلس شورى حمس لمقري كان قرارا داخليا، إلا أن النهضة، يقول حديبي : " لم نستشر في إطار التكتل، على اعتبار تعودنا التشاور في القرارات المصيرية التي تهمنا كتحالف "، واستبعد المتحدث أن تلجأ حركته لدعم مقري في مسعاه، مبررا ذلك بالقول إن المناخ السياسي الحالي لا يمكن أن يضمن للمعارضة مجتمعة أن تواجه السلطة، فما بالك بحزب يأنى بنفسه عن جماعته.
وعن مستقبل التكتل الأخضر ودعم مقري في سباق الرئاسة من عدمه، فضل عكوشي، الامين العام الأسبق لحركة الإصلاح، إرجاء الحديث عن موقف نهائي منه إلى غاية اجتماع مجلس الشورى في نهاية ديسمبر كما هو مقرر، غير أنه عبر عن عدم استساغة حركة الإصلاح لهذا الخروج المنفرد لحمس عن التكتل الأخضر، واتخاذ قرار دخول الانتخابات بمرشح عنها، وأكد حملاوي أن حركته تدعم مبادرة المرشح التوافقي الذي تسعى العديد من الأحزاب في إطار مجموعة الـ 14 للتوصل إليه، وعن مستقبل التكتل الأخضر، يقلل المتحدث من قيمته إذ يقول "لقد جمعنا مع حمس والنهضة انتخابات التشريعيات والمحليات، كما عملنا في إطاره على مستوى الكتلة في البرلمان فقط" وهو ما يشير إلى عدم اهتمام حركة الإصلاح بأمر التكتل الذي يظهر أن أمره سيؤول إلى الزوال، بدليل أن كل المؤشرات تدل على ذلك.
وللقيادي في النهضة وأحد مهندسي التكتل الأخضر عز الدين جرافة رأي آخر في مستقبل التكتل الأخضر، إذ يستبعد تماما أن يؤثر ترشح مقري للرئاسيات في عمل التكتل، حيث يرى أنه قرار فردي من حيث الناحية العامة، وبالنسبة إليه، فإن هذا القرار لا يخدم مساعي البحث عن مرشح توافقي يضم إجماع مختلف التيارات السياسية من تيار وطني، إلى ديمقراطي، إلى إسلامي، وترشيح حمس لرئيسها بشكل منفرد، بحسب جرافة، لا يخدم التحديات الحالية التي تواجه الجزائر، حيث حزب بمفرده لا يقوى على الذهاب إلى الرئاسيات والوصول إلى نتيجة، والأمثل برأيه، هو العمل في الدخول للاستحقاق المقبل بتكتل وطني يضم أطياف الطبقة السياسية يجمع على رجل توافقي يلبي طموحاتها بحكومة ائتلافية، وتعديل الدستور بعد الانتخابات، ويعتقد جرافة أن حمس بعدما فشلت في إقناع الاطراف السياسية بجدوى مبادرتها، لجأت لترشيح رئيسها.
وعن إمكانية دعمها لمقري من عدمه، قال القيادي في جبهة التغيير دريس ربوح إن حزبه مرتبط بمشروع المرشح التوافقي، وهي نفس المساعي التي تسعى إليها مختلف الأحزاب التي تشاطرنا الموقف، وقلل المتحدث من إمكانية نجاح مقري خارج اطار مبادرة الوفاق الوطني، وقال ربوح إن جبهة التغيير قد تدعم مقري في حالة واحدة وهي إن استطاع أن يكسب دعم مختلف الأطراف السياسية التي تسير ضمن فكرة المرشح التوافقي، لكن دعمه دون ذلك هو مستبعد في الوقت الحالي، أما مستقبل التكتل الأخضر حسبه، فقد بدأ يتراجع فعلا بالنظر للمعطيات الحاصلة، خاصة عدم نجاح التجربة في التشريعيات ثم المحليات، حيث اضطرت الحركات الثلاث إلى ترك الحرية لمنتخبيها في التكتل مع أي حزب وحرية التصرف، ويدل ذلك على تراجع وعدم نجاح التحالف، ومصيره قد يكون الزوال.