الوطن

عدل تخذل زبائنها

أغلب الإجابات كانت "ملفك قيد الدراسة"

 

 

خاب ظن آلاف المسجلين الذين كانوا ينتظرون ردّ وكالة عدل على طلباتهم، للحصول على سكن بصيغة البيع بالإيجار، بعد أن كانت إجابة الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره "ملفك قيد الدراسة" لأغلب المسجلين.

 

كان أزيد من 700 ألف مسجل عبر موقع الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره عدل، على موعد مع التسجيل منذ تاريخ 16 سبتمبر الماضي، توافد المسجلون أمس ومنذ الساعات الأولى على موقع الوكالة الوطنية، لمعرفة نتائج الوكالة التي كانت قد أعلنت في وقت سابق عن انتهاء عملية التسجيل، محددة تاريخ أمس لإعلان نتائج التسجيل بإعلام المسجلين عن طريق الموقع، من خلال إدخال رقم التسجيل وكلمة السر التي تضمنتها الوثيقة المحصل عليها أثناء عملية التسجيل.

 

"ملفك ... قيد الدراسة"

 

صدم أغلب المسجلين الذين كانوا ينتظرون الرد،  من ضمن 700 ألف طلب سكن لوكالة عدل، بإجابة "ملفك قيد الدراسة"، منتظرين إجابات عن عدم قبول ملفاتهم، في الوقت الذي أمل البعض الآخر في دراسة ملفاتهم في القريب العاجل بعد الانتهاء من استدعاء المسجلين الذين قبلت ملفاتهم، فيما خذلت الفئة التي كانت إجابة الوكالة بشأنها بالرفض وبقوا يستفسرون عن إمكانية الطعن في القرار، الذي نزل على العديد منهم كالصاعقة، بعد ان خابت آمالهم في الحصول على سكنات بصيغة البيع بالإيجار، وبات لزاما عليهم وضع ملفاتهم من جديد في صيغ أخرى للإسكان علها تكون أنجع بالنسبة لهم من الكذبة التي طغت على أغلب إجابات موقع الوكالة وهي "ملفك قيد الدراسة"، والذي فسّره الكثيرون بمناورة عدل لزبائنها، قبل رفضهم جميعا.

 

حالة طوارئ بمقاهي الانترنيت  

 

 معاناة أغلب الجزائريين من مشكل السكن والضيق، جعلت الكثير منهم، يهبّون للتسجيل في موقع وكالة عدل بغية الحصول على سكن بصيغة البيع بالإيجار، بعد أن ملّ غالبيتهم من الاستئجار ومصاريفه وعجزهم عن تأمين مسكن ،لم يكتفي الأغلبية بالتسجيل مرة ومرتين، بل  عشرات المرات،  وأسرعوا  لتسجيل كامل ذويهم، ما جعلوا الموقع يعرف ثقلا كبيرا، في تحمل كل تلك الطلبات التي كانت عليه سيما في اليوم الأول، نفس  الشيء تكرر أمس، مع المسجلين الذين ازدحمت طلباتهم على الموقع الذي لم يتحمل مرة أخرى الأعداد الكبيرة من المتوافدين عليه، وتوقف تارة، وكان يقدم معلومات خاطئة تارة أخرى، فحسب رتيبة التي كانت إجابة الموقع لطلبها بالرفض، في صبيحة أمس تغيرت الإجابة وبدت "ملفك قيد الدراسة"، أثناء تجريبها مرة أخرى للتحقق من رفض ملفها من عدمه، فيما اكتظ "سيبار" مراد بزبائن كثر بغية معرفة نتيجة ملفهم، أيسن دخل عديد الزبائن في مناوشات مع بعضهم، بعد قبول القليل  منهم ورفض البعض الآخر، وتعليق النسبة الأكبر منهم بإجابة ملفك قيد الدراسة.

موقع متوقف ومسجلين متذمرون

 

وانطلقت أمس عملية الاكتتاب الخاصة بأصحاب ملفات وكالة تطوير السكن وتحسينه "عدل"، عبر موقعها على الانترنيت لاقتناء السكن بصيغة البيع بالإيجار وسط صعوبات كبيرة في عملية التسجيل، حيث واجه المكتتبون ومنذ اللحظات الأولى من فتح الموقع، صعوبات كبيرة في تصفح الموقع الإلكتروني المخصص من طرف الوكالة، وبدا الموقع الإلكتروني في الساعات الأولى من بداية تشغيله عاجزا عن الاستجابة للطلبات الكثيرة عليه، كما تلقى المتصفحون صعوبات من بينها عدم ظهور صفحة الاستقبال بالإضافة إلى صعوبة الدخول إلى صفحة استمارة التسجيل وكذا التأكيد على معلومات المكتتبين الجدد، وفيما بدت صعوبة التأكيد على المعلومات المقيدة من قبل المكتتب والتي فاقت في أحيان كثيرة الساعة من الزمن، قبل أن يتلقى المسجل ردا بقبوله ونجاح عملية التسجيل الخاصة به.

 

كل الطلبات المرفوضة أرفقت بـ "التبرير"

 وفي ذات السياق أكدت مصادر مطلعة من وكالة عدل، أن الوكالة قد ردت على جميع المسجلين الجدد، عبر الموقع المخصص للوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره، الذي اتنطلق مع بداية التسجيلات الأولى للمكتتبين الجدد، وقال أن الطلبات المرفوضة من قبل الوكالة قد أرفقت بتبريرات قدمت لأصحابها، في الوقت الذي قامت بالرد بالقبول على فئة  أخرى تتوفر فيها كامل الشروط مع تحديد مواعيد لاستكمال الملف بغية الحصول على السكن وذلك عبر البريد أو عن طريق التقدم شخصيا للوكالة ،أين كان رد الوكالة على النحو التالي، "على المكتتب المقبول مبدئيا  إرسال ملفه المتكون من الوثائق المدونة في الصفحة الخاصة به في الموقع في ظرف بريدي مضمون إلى مقر الوكالة المتواجد على مستوى سعيد حمدين ببئر مراد رايس على أن كل ملف يصل الوكالة قبل أو بعد الموعد المحدد يعتبر مقصي آليا".

الطعن حل للمقصيين

 وأضاف ذات المتحدث أن زبائن الوكالة الذين تلقوا رسائل مكتوبة عليها "طلباتكم قيد الدراسة" بعد إدخال الرقم الخاص والرمز السري، سيتم الرد عليهم  في غضون الأيام القليلة القادمة، ما يعني مبدئيا أنهم غير مقصيين من الاستفادة من سكنات عدل وإنما ملفاتهم ستدرس من جديد للتقرير ما إن سيتم قبولهم أم لا. 

للإشارة فإن المسجلين الذين تحصلوا على إجابة بالرفض، لسبب أو لآخرى،يحق لهم الطعن في قرار الوكالة على مستوى لجنة الطعون التي تم استحداثها مؤخرا بوزارة السكن والعمران، ويترأسها الأمين العام للوزارة.

 

 

منى. ب


 

من نفس القسم الوطن