الوطن
عرض حصيلة الحكومة في جانفي حملة انتخابية للعهدة الرابعة
أحزاب تنتقد إعلان سلال وتصفه بغير القانوني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 نوفمبر 2013
ينتظر أن تقدم حكومة سلال حصيلة نشاطاتها مطلع العام المقبل، حسب ما صرح به الوزير الأول من غليزان أول أمس، وإن لم يشر سلال إلى أي حصيلة يقصد، إلا أنه لمح إلى حصيلة العهدات الثلاث للرئيس بوتفليقة منذ 1999، ورأت أحزاب سياسية أن التوقيت ينم عن وضوح رؤية السلطة في التسويق للعهدة الرابعة، واتفقت حركة حمس، النهضة، الأفانا، وجبهة العدالة والتنمية أن الحكومة استبقت الأمور بحملة انتخابية مبكرة وستنهيها ببعض أهم المشاريع المنجزة خلال فترة حكم الرئيس الحالي.
أُعتبر ما أعلن عنه الوزير الأول عبد المالك سلال بشأن نية حكومته تقديم حصيلة نشاطاتها مطلع العام القادم أمام البرلمان، بأنه تحضير لحملة انتخابية مسبقة قبل خمسة أشهر عن موعد الرئاسيات المقبلة، وذهب بعض النواب والسياسيون إلى وصف الأمر بأنه مجرد هروب إلى الأمام وعدم كشف حقائق حصيلة ثلاث عهدات تميزت بانتعاش ظاهرة الفساد وصرف ملايير الدولارات في مشاريع لم يكتمل جزء كبير منها.
فحركة حمس قالت على لسان القيادي فاروق طيفور إن الأمر واضح فيما يخص تقديم حصيلة الحكومة، وبرر ذلك بالتأكيد على أن سلال يريد أن يستغل قرب موعد الاستحقاق الرئاسي حتى يكشف عن حصيلة سيقول حتما إنها إيجابية للرئيس بوتفليقة، وهو بمثابة تمهيد لعهدة رئاسية رابعة على حد تعبير طيفور، أما النائب منصور عبد العزيز المنتمي لحركة النباء الوطني، فيرى أن الحكومة الحالية عليها تقديم الحساب الحقيقي منذ 1999 حتى الآن، وليس فقط تقديم أرقام بعيدة عن الواقع، حيث نسبة النمو لم تتجاوز الـ 3 في المائة بينما تم صرف أكثر من 600 مليار دولار خلال هذه العهدات، بينما كان الأولى أن تصل إلى 8 في المائة مقارنة بالغلاف المالي المستهلك، ولا ننتظر من سلال أن يقدم لنا سوى ما يريده هو أن يخدم حصيلة الرئيس تمهيدا للعهدة المقبلة، وحسب النائب ذاته، فإنه من المتوقع أن يأتي الوزير الأول في جانفي ويقف أمام البرلمان بغرفتيه ويقول إن الحصيلة إيجابية وأن الرئيس أنجز مشروع القرن وما شابه ذلك، لكن لن يتحدث عن قضايا الفساد الذي نخر الاقتصاد الوطني خلال نفس الفترة.
تواتي: حصيلة بروتوكولية لمشاريع أنجزت من قبل
أما بالنسبة لرئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، فإن تقديم حصيلة الحكومة مطلع جانفي \شهو في الحقيقة إجراء بروتوكولي ضمن أجندة حددتها الحكومة من أجل الإعلام فقط، ولا ننتظر نحن في الأفانا أن يقدم سلال شيئا جديدا لأن كل ما سيقوله هو أرقام عن مشاريع تم انجازها من قبل، أما عن موعد عرض الحصيلة فهو متأخر حسب تواتي، فكان الأولى أن تقدمه في شهر أكتوبر وليس جانفي، كما ان البرلمان الحالي لا يمثل جهاز رقابة، وبالتالي فهو تمرير لحصيلة إيجابية فقط، ولن يقوى على محاسبة الحكومة على نقائصها خلال كل العهدات السابقة، وبرأي رئيس الأفانا فإن السلطة تريد فقط إبعاد الشعب عن الواقع خدمة لأهداف مسطرة لفترة معينة.
وفي سياق متصل تساءل محمد حديبي المكلف بالإعلام في حركة النهضة عن سر عدم تقديم الحكومة لحصيلتها خلال السنوات الماضية، بينما ذهب إلى التأكيد على مخالفتها للقانون والدستور الذي يحتم عليها تقديم بيان السياسة العامة وكذا تقديم حصيلتها السنوية كل عام، واعتبر المتحدث أن ما سيقوم به سلال هو مجرد حملة انتخابية مسبقة للعهدة الرابعة، خاصة وأن البرلمان الحالي لا يمارس عملية الرقابة كما ينبغي ولا حتى المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، ولا العدالة يمكنها محاسبة الحكومة، ويشاطره في ذلك القيادي في جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف لما قال إن تقديم حصيلة الحكومة في جانفي هو بمثابة حملة انتخابية للعهدة الرابعة والتي قد بدأت قبل الأوان، أما تقديم الحكومة لحصيلة عهدات ثلاث للرئيس منذ 1999 فهذا غير دستوري في نظر بن خلاف.
مصطفى. ح