الوطن

النظام التعليمي القائم "يفرّخ" مزيدا من العاطلين سنويا

36 في المئة من الخريجين بطالون، دراسة أمريكية تعتبر النسبة "الأعلى عربيا" وتكشف

 

قدرت أمس دراسة أمريكية صادرة عن جامعة ميسيسبي، نسبة البطالة وسط الجزائريين بنحو 36 في المئة، معتبرة النسبة الأعلى عربيا فيما أرجعت أسبابها إلى  ثلاثة عوامل رئيسية على رأسها النظام التعليمي القائم الذي يهمل تدريس المواد العلمية والرياضيات، مؤكدا في سياق متصل أن العالم العربي بحاجة إلى  50 مليون وظيفة جديدة خلال السنوات 15 القادمة، للوصول إلى  معدلات معتدلة من البطالة.

وأوضحت الدراسة التي قدمها المحاضر في الجامعة الأمريكية ، إدوارد ساير، أن نسبة البطالة في العالم العربي هي الأعلى في العالم، "بل وأعلى من الدول النامية"، على حد تعبيره.

 واستعرض ساير في دراسته، أبرز مؤشرات البطالة في العالم العربي، منوهاً إلى  أن الجزائر هي من أعلى الدول العربية التي تعاني من البطالة بنسبة تتجاوز 36٪، تليها الضفة الغربية وقطاع غزة بنسبة تبلغ نحو 31٪.

وأظهرت الدراسة التي تستعرض أرقاماً حتى نهاية العام 2012، أن الشباب العربي بحاجة إلى  2.5 سنة للحصول على وظيفة، مقسمة على سنتين للشباب الذكور، وثلاث سنوات للإناث، "بينما يجب أن لا تتعدى 3 شهور في الدول التي تعيش في أوضاع اقتصادية جيدة.

وأرجعت الدراسة أسباب ارتفاع معدلات البطالة في العالم العربي، إلى  النظام التعليمي القائم في المدارس، والذي لا يركز على المواد العلمية والرياضيات، حيث تعتبر دولة قطر من أقل الدول التي يفتقر تعليمها على المواد العلمية والرياضيات.

والسبب الآخر، مرتبط بالإنفاق على مراكز البحث العلمي، والتي أدت إلى  عدم المقدرة على النهوض وتحفيز الشباب على التفكير، حيث أوضحت الدراسة أن إنفاق العالم العربي على البحث العلمي أكثر بقليل من إنفاق سنغافورة عليه.

أما السبب الثالث الذي أورده ساير في دراسته، فإنه يعود إلى  قصور الاقتصاد المحلي لدول العالم العربي، فيما يتعلق بالعمل وفق خطط ورؤى واضحة، بل يكتفي بالعمل في الحد الأدنى من طاقته، وبالتالي يكون توسع العمل والحاجة إلى  أيدي عاملة جديدة، ضئيلا نسبياً.

ووفقا للدراسة، فإن أبرز ملامح الدول العربية، هي سيطرة القطاع العام على مكونه الاقتصادي، أي أن القطاع العام هو القطاع الذي يشكل أماناً للشباب، والفرصة التي لا تعوض للحصول على عمل في أحد مؤسساته.

وتبلغ نسبة البطالة في الجزائر 10%، حسب إحصائيات رسمية لكنها تفوق 20% لدى الشباب بحسب صندوق النقد الدولي. في الوقت الذي خالف الوزير الأول عبد المالك سلال مؤخرا الارقام الحكومية، وذكر أن "نسبة البطالة بين صفوف خريجي الجامعات تبلغ بين 25 و26 بالمائة، غير أن الاقتصاد الوطني -حسبه- لم يصل بعد إلى  الدرجة التي تمكنه من استيعاب كل الكفاءات الجامعية المتخرجة" يقول الوزير.

محمد. أ

من نفس القسم الوطن