الوطن
صراع الأفالان يأخذ منحى جديد وتوسع دائرة المناوئين لسعداني
ثلاث أجنحة تتصارع لدعم مرشحين باسم الحزب في رئاسيات 2014
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 نوفمبر 2013
أخذ الصراع الداخلي الذي هزّ بيت الحزب العتيد منذ أشهر عديدة، منحى جديد اليوم، يختلف عن الطموحات الشخصية لأعضاء لجنته المركزية، في تبوأ مناصب قيادية داخل هياكله، إلى طموحات أكبر حول مسار الحزب تجاه الاستحقاق الرئاسي المقبل، وبالرغم من اجتياز قيادة الجديدة لعدد من العقبات والتحديات أمام طموحاتها وطموحات الشخصيات التي دفعت بها لتكون على رأس أكبر الأحزاب السياسية في الجزائر، جعلت هذه القيادة التي يرأسها اليوم عمار سعداني تخرج منتصرة في معركة ترتيب البيت والموالين لمشروعه الذي بدأ بتوجيه دعوة شخصية من الأمين العام لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للتقدم لعهدة رئاسية رابعة له، قبل أن يتحول الأمر إلى قرار رسمي من الأفالان بأن يكون الرئيس الشرفي للحزب هو المرشح الوحيد من قبلهم لهذا الاستحقاق الرئاسي المرتقب تنظيمه ربيع السنة المقبلة، دون أن تنتظر هذه القيادة التي جاءت نهاية شهر أوت المنصرم، رأي الرئيس في هذا الموضوع، وهي الخطوة التي جعلت قيادة الحزب تنقسم بين مؤيد لهذا المشروع والرافض له على اعتبار أن قرار الترشح شخصي ويجب الإعلان عنه رسميا من قبل المعني بالأمر قبل أن يتم الترويج له من قبل أنصاره، كما أن أعضاء اللجنة المركزية مقسمون بين أكثر من مرشح مفترض ينتمي لجبهة التحرير الوطني على اعتبار أن كل من عبد العزيز بوتفليقة، علي بن فليس، عبد العزيز بلخادم ومولود حمروش، محسوبين على هذا التيار السياسي ويعولون عليه قبل دخول هذا المعترك الانتخابي، ولعل صمت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تجاه هذا الاستحقاق زاد من حظوظ باقي المرشحين المفترضين لهذا الموعد.
وفي هذا الصدد استبعدت مصادر من محيط الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أن يكون هذا الأخير قد التقى برئيس الجمهورية وعرض عليه فكرة ترشيحه لهذا الاستحقاق، وأوضحت ذات المصادر في حديث لها مع "الرائد"، أن سعداني لم يلتقي بوتفليقة منذ عودة الرئيس لأرض الوطن قادما إليها من فرنسا أين كان يخضع للعلاج وفترة النقاهة بعد الوعكة الصحية التي تعرض لها في أفريل الفارط، بينما سبق وأن التقيا الطرفان بالأراضي الفرنسية يوم كان الرئيس يخضع لفترة علاج ونقاهة بمركز "ليزانفاليد"، ولم يتطرقا حينها الطرفان لقضية الرئاسيات، وهو ما يدل على أنّ قرار ترشيح بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة باسم الأفالان قبل الإعلان الرسمي عن هذا الخيار من قبله شخصيا يثير العديد من التساؤلات حول الجهة التي دفعت بسعداني للإعلان عن هذا القرار بشكل رسمي منذ أيام.
وقد صاحب هذا القرار الذي جاء به سعداني عقب ترأسه لاجتماع عادي للجنة المركزية للأفالان، بفندق الأوراسي الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي الجديد للحزب العتيد، حيث حازت شخصيات محسوبة على الأمين العام السابق للأفالان علي بن فليس، على عضوية في المكتب السياسي ويقدر عددهم بـ 7 أعضاء من بين 15 عضو شملهم هذا المكتب، ما طرح العديد من التساؤلات حول الأهداف التي يسعى سعداني وأنصاره من وراء هذا الخيار ما دام ترشيح عبد العزيز بوتفليقة لن يمنع بأي شكل من الأشكال علي بن فليس من خوض غمار هذه الانتخابات وهو ما أكده بن فليس لمحيطه ورجال ثقته الذين شارفوا على الانتهاء من ترتيب كل الأمور التقنية واللوجستية تمهيدا للإعلان عن ترشحه رسميا لهذا الموعد في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، بينما يسود الغموض والترقب في محيط كل من عبد العزيز بلخادم ومولود حمروش وأنصارهم على اعتبار أن هاتين الشخصيتين رفضتا الخوض في الحديث عن هذه الرئاسيات إلى حين معرفة القرار الرسمي لرئيس الجمهورية نفسه وليس عن طريق محيطه كما يحدث الآن، وهذا ما يؤكد على أن لعبة الرئاسيات المقبلة لن تكون مغلقة على الأقل داخل حزب الأغلبية في الاستحقاقات الانتخابية الفارطة، وأن مسألة الاستحواذ على أصوات المناضلين والمنتخبين التابعين لجبهة التحرير الوطني وحصرها حول مرشح واحد فقط ستكون صعبة لحدّ كبير، لكنها ستكون خاضعة لا محالة لكل الاحتمالات التي ستفرضها السلطة حين تعلن بدورها عن مرشحها لهذه الرئاسيات.
هذا ويتهم جناح "التحصين والتجديد"، عبر القيادي البارز فيه عبد الرحمان بلعياط، جناح عمار سعداني، بالعمل على تشويش آراء قيادات وهيئات الحزب حول الاستحقاقات الرئاسية المقبلة خدمة لمصالح من دفعوا به نحو رئاسية الحزب، وقد بدأت ملامح هذا التوجه تظهر بعد أن أعلن عن تشكيلة المكتب السياسي، موضحا في سياق حديثه معنا على أن مسألة دعم أي مرشح للرئاسيات المقبلة يجب أن تتم بطرق قانونية ووفق ما جاء به القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، مشيرا إلى أن أعضاء اللجنة المركزية ليسو ضدّ ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولكنهم ضدّ أن يتم المتاجرة باسمه في الاستحقاقات القادمة.
وبالمقابل أكد منسق المكتب السياسي سابقا، على أن مساعي الإطاحة بالأمين العام باتت اليوم مسألة وقت ليس إلا على اعتبار أن دائرة الرافضين لسعداني أكثر بكثير ممن كانوا يقفون في صفة ومحسوبين عليه، كما لم يخف بلعياط تواصل أطراف محسوبة على سعداني معه مؤخرا للحديث حول مستقبل الحزب في ظل بروز تيار آخر يسعى بدوره للإطاحة بجناح سعداني والمكتب السياسي الجديد له.
خولة. بو